الرئيسية / ثقافة وادب / هَلْوَسةٌ فى أيّامٍ ممطرةٍ

هَلْوَسةٌ فى أيّامٍ ممطرةٍ

السيمر / الخميس 08 . 12 . 2016

سعدى يوسف

ظلّتْ تمطِرُ فى هَيرْفِيلدَ
ثلاثةَ أيّامٍ
وثلاثَ ليالٍ
ظلّت تُمطِرُ “حتى ابْتَلَّ البحرُ ” كما قال لنا ألبَير كامو …
الورقُ الـمُـسّاقِطُ صارَ مَـمَـرّاً أصفرَ
والدّوحُ العارى صارَ تماثيلَ لِجِنٍّ سُرْياليّينَ .
أفَتِّشُ عبرَ زجاجِ الشُّبّاكِ عن القريةِ
عن مَرْكَبِ مَن أحببتُ حياةً معها فى المَرْكبِ قبل سنينَ …
وعن مجنونٍ كان يُجالِسُنى فى الحانةِ عند الماءِ ،
أفتِّشُ عن أوراقٍ فى جيبى ضائعةٍ
عن أيّامى ،
عن أُمِّى
عن مفتاحٍ كنتُ فَقدْتُ ونحنُ نُرَحَّلُ من مرفأِ بيروتَ …
” البيرِيتّا ” الرشّاشُ الإيطاليُّ خفيفاً كان
وكنتُ أنيقاً
ونحيلاً
وخفيفاً
ألبسُ ما يلبسُهُ أيُّ فدائيٍّ لفلسطين ،
آكُلُ ما يأكلُهُ أيُّ فدائيٍّ لفلسطين
وأنامُ سعيداً …
هل ستظلُّ سماواتُ الأرضِ الأخرى تمطرُ ؟
كى تُلصِقَنى بزجاج الشُّبّاكِ
وحيداً
وبعيداً عن أرض فلسطين ؟

21.11.2016

اترك تعليقاً