الرئيسية / مقالاتي / هل تسمح إيران بالتمدد الصهيوني على حدودها الغربية من خلال دولة مسعود بارزاني ؟ 2 / 2

هل تسمح إيران بالتمدد الصهيوني على حدودها الغربية من خلال دولة مسعود بارزاني ؟ 2 / 2

السيمر / الجمعة 22 . 09 . 2017

وداد عبد الزهرة فاخر *

استدراك وسبحان من لا يسهو :
وكمقدمة للقسم الثاني من مقالتي يجب ان نعي بان حرية الشعب الكردي ، ودولته الديمقراطية يجب ان تولد من داخل كرامتة وعزه الوطني ، وكنتاج لنضاله الدؤوب طيلة اكثر من مائة عام في التاريخ الحديث .. لا منة من احد أي كان ، ولا نتاج توافق مع حركة صهيونية منبوذة فكرا وكرامة ، وزرعت في المنطقة كأي غدة سرطانية . بل من خلال قرار واجماع شعبي ، وليس وفق اوامر وفرمانات سلطانية .
وقد حصل سهو حول تاريخ للحركة الكردية منقول عن نص للباحث الكردي في المركز الكردي للدراسات في ألمانيا إبراهيم مصطفى كابان ، ونعيد التأرخة من جديد بعيدا عن المؤرخ السابق : حيث ان العام 1920 شهد توقيع اتفاقية سيفر من قبل الحكومة العثمانية التي تنص على قيام دولة كردية تخضع لموافقة عصبة الأمم. وتنص المادة 64 من المعاهدة منح الأكراد الذين يسكنون ولاية الموصل حق اختيار الانضمام لدولة كردستان المستقلة في المستقبل. وبعد العام 1923 حدثت ثورة الشيخ محمود البرزنجي ضد الحكم البريطاني وإعلان مملكة كردية في شمال العراق. وفي العام 1923 الجمهورية التركية التي أقامها كمال أتاتورك تحصل على اعتراف دولي بمعاهدة لوزان. والبرلمان التركي لا يصدق على معاهدة سيفر. بعد ذلك تم احتلال السليمانية من قبل الانكليز ، ومن ثم الحاق منطقة كردستان العراق بالدولة العراقية التي تأسست على يد فيصل الاول .

نية اقليم كردستان باجراء استفتاء 25 سبتمبر 2017 :
وقبل ان اولج هذا المدخل حول الاستفتاء ، ورغم انني لم الجه في القسم الاول وتحدثت فقط عن مسائل تاريخية ، واستشهدت باحداث موجودة على الارض وتمارس يوميا حول العلاقة بين الاقليم والدويلة الصهيونية ، وهو ما نراه في وسائل الاعلام المختلفة ، ودون أي سرية ، شحذ البعض من متصيدي الفرص سكاكينهم ، كعادة كل جاهل وغير حاذق للغة الادب والسياسة ، ان كان من خلال السب والشتم او من خلال السخرية والاستهزاء ، ودعنا نسميها لغة ” ابو جيجو ” ، الذي ظهر على الاعلام مشوها بكل جدارة تاريخ امة هي الامة الكردية التي عاشت مئات السنين الى جنب اخوتها من العرب وبقية المكونات العراقية الاخرى ، وبدأت لغة ” ادب ” المدعو ” ابو جيجو ” تسود في الاونة الاخيرة . الى جانب ذلك شمر الكثير من الغورباتشوفيون الجدد عن سواعدهم للتنظير الدوغمائي من خلال لوي عنق التاريخ والحقائق مدافعين وبطريقة مخجلة عن ولي امر نعمة الكثير منهم ممن حصل على مكاسب من الاقليم بحجة او اخرى والاسماء عديدة وموجودة لدينا لمن يتصدى للرد .. والحقيقة ان متصيدي الفرص من الجهلاء ، وانصاف المثقفين يوجدون بين كل الاقوام .
وما عاب من البعض على القيادة الكردية ، ومسعود البرزاني بالذات هذا الزخم الكبير من التأييد والدفع باتجاه قيام الاستفتاء والدولة ، من قبل دويلة الصهاينة ، وعبارات تكررت زمن الدكتاتورية البعثية ، وجاءت على لسان مسعود برزاني وهي كما قال ورددها كثيرا ” حدود الدم ” ، وهي تماثل تماما عبارة صدام حسين التي قالها العام 1969 ” لقد جئنا للسلطة بالدم ولن نخرج منها الا بالدم ” .. ولاننا نعيش زمن الديمقراطية التي تسعى جميع الشعوب لنيلها ، واستعمال لغة الحوار والتفاهم لحل المشكلات مهما عظمت ، وتركنا خلفنا كل ما خلفته الدكتاتورية العفلقية من ممارسات وافكار شوفينية وتحريض على القتل والاتتقام واشعال الحروب التي لا طائل من اشعالها، فليس من المعقول ان نمارس ونعيد نفس مقولاتها الممجوجة والمكروهة . واستعمال لغة التهديد والوعيد ، من أي طرف كان ، وهو تاجيج للموقف المتشنج بين الشعبين الكردي والعربي ، وكمن يلقي بالبنزين على النار ويؤججها ، ليكون بالتالي فقراء الناس وبسطائهم وقودا لها .
وبحسب جريدة التايمز، فإن إسرائيل تدعم الاستفتاء علناً، والمملكة العربية السعودية سراً، معتبرة أن كلا البلدين يعتقدان أن انفصال كردستان سيجعلهما يحظيان بمزايا وجود وكيلٍ لهما يشارك إيران حدوداً جبلية ممتدة على الحدود الايرانية . وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن “إسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به”.
كما صدرت تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع العام الجاري 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء، حسب موقع العربي الجديد.وأكدت في تصريحات لها أنه إذا أعلن عن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد، فإن أبوظبي ستعترف بهذا الاستقلال، وفقاً لزعمها.
كل هذه الامور استفزت ايران وجعلتها ، وتركيا والعراقيين اجمع ، وادت بايران وتركيا ان تتحركان بالضد من عملية اجراء الاستفتاء ، وتهددان باجراء عقوبات ، ومنع قيام الدولة الكردية ، في سابقة خطيرة للتدخل بالشان العراقي . فايران كما زعمت بانها ” لا تريد حاملة طائرات إسرائيلية بقاعدة أرضية على حدودها ” .. وهو ما دعا المراقبين السياسيين للقول بان هناك تحديا اصبح موجودا على ارض الواقع بعد ان وصلت طلائع المستشارين الايرانيين ، وحلفاء سوريا من المقاومة الاسلامية لحزب الله ، وزحف للقوات المقاومة الحليفة التي تضم القواتِ الإيرانية وحزب الله والحيدريون والفاطميون والزينبيون والقوات الشعبية السورية ، الى الحدود مع فلسطين المحتلة . كل هذا زاد من التوجه الصهيوني للوصول الى الحدود الايرانية عن طريق ما نراه من تعاون بين الاقليم والدويلة الصهيونية . وهو ما زرع الخوف في نفوس الايرانيين ، وحلفائهم من التيارات وقوى المقاومة العراقية ، خاصة تلك المنضوية داخل الحشد الشعبي . وبدا الخوف مشروعا من صراع جديد يمكن ان يحدث على الارض العراقية من اطراف اقليمية تستغل الحدث الكردي وتدس انفها فيه .

هل فكر الكرد بمعوقات ما بعد قيام الدولة والحلول الناجعة لها ؟ :
هناك ترابط وتداخل وتشابك في العلاقات والاواصر القوية بين الشعبين العربي والكردي وبقية المكونات العراقية الاخرى يجب التفكير بكيفية معالجتها بعد قيام الدولة ، فهي ستشكل معوقات مجتمعية لابد منها . كون هناك علاقات اسرية متداخلة زوجات وازواج من الجانبين ، وابناء خؤولة وخالات ، وعمات واعمام من الجانبين ايضا ، هذا اولا . اما الامور الاكثر صعوبة في الحل فهي في وجود مئات الالاف من المواطنين الاكراد من سكان المناطق العربية لسنين تصل للمئات خاصة في مدن جنوب العراق ، وقسم من مدن وسطه. وقسم كبير من هؤلاء يمارس وظيفة معينة ، او تجارة ويملك سكنا وعقارات ، وتتركز في مناطق مشهورة ببغداد عوائل كردية سكنت بغداد بعضها منذ العهد العثماني . لكن الخوف كل الخوف ان لا تجري هناك مفاوضات وتفاهمات حول الهجرة العكسية لكلا الطرفين فيما لو حدث الانفصال ، وحدث ذلك في الهند وباكستان عند انفصال دولة الباكستان عن الهند ، ولا زالت هناك للان مشاكل ومآسي عالقة لم تحل بعضا منها حتى الان . ومن الصعب جدا التفكير بعملية الهجرة العكسية التي تثير الخوف والقلق لمصير مواطنين يمكن ان يبقى معلقا لفترة طويلة ، وعانى منها حتى اليهود الذين استوطنوا فلسطين من هذا الامر بعد هجرتهم اذ لا زال للان يتحدث البعض منهم عما لاقوه في مراكز الايواء .
لذلك فمحاولة ” رئيس ” لا يملك الشرعية ، بعد ان انتهت ولايتة وغلق بالضبة والمفتاح كما يقال البرلمان المحلي بكردستان العراق ، ومنع رئيسه المنتخب من دخول مدينة اربيل وخرج على الناس فجاة بفتوى الاستفتاء . كل هذا يدل على ان سقف المشاكل في الاقليم ، والصراع الداخلي ادى بـ ” رئيسه” للهروب للخارج من خلال الدعوة لاستفتاء للتغطية على المشاكل والصراعات الداخلية ، وما نتج عن قطع رواتب الموظفين بحجة عدم تحويل حصة الاقليم من المركز ببغداد ، بينما يعرف الجميع حقائق عديدة اولها ما يتم استحصاله من اموال للضرائب ، والكمارك ، ومنافذ الحدود الجوية والبرية ، وتصدير النفط بصورة غير شرعية ، ومن خلال المنافذ الحدودية ، واموال الماء والكهرباء وغيرها الكثير . والتصرف الاخير للدعوة للاستفتاء والظهور بمظهر المنقذ للشعب الكردي ، جاء وفق مقولة ” حرب على الخارج حرب على الداخل ” ، وهي محاولة يفتعلها كل الدكتاتوريين لتحويل انظار الجماهير نحو وجهة اخرى والدخول بمشاكل خارجية لالهاء الناس عن المطالبة بحقوقهم المشروعة .
لكن الاغرب ما ترشح من اخبار عن مطالب للرئيس المنتهية ولايته ، فهو يريد وباصرار استمرار هيمنة العائلة على مقاليد السلطة بالاقليم من خلال التنازل لابنه البكر مسرور لرئاسة الاقليم ، بشرط ان يتم تنصيبه هو لرئاسة جمهورية العراق لفترتين رئاسيتين ، رغم انه غير مؤهل قانونيا لرئاسة دولة ، بسبب عدم حمله أي شهادة دراسية ماعدا الشهادة الابتدائية !!! .

آخر المطاف ما هي نهاية الصراع الايراني الاسرائيلي :
رغم ما حاق من تخريب ودمار بالمدن السورية التي دمرتها حرب كونية اشتركت فيها معظم دول العالم ، وتصارعت على ارضها مخابرات دول عديدة ، ومنها اسرائيل التي كانت تريد من ” الثوريين ” الجدد الذين دعمتهم بكل ما تملك من مخابرات وخطط حربية ، ودعم لوجستي ، وعلاج لجرحى ” المناضلين الجدد ” بمستشفياتها ، لانها كانت تطمح ان يكونوا مستقبلا وبعد اسقاط النظام السوري وهو المطلب الرئيسي لكل الكلاب المسعورة التي نهشت الارض السورية ، ان يكونوا حراسا لحدودها ، والحفاظ على امنها الستراتيجي . لكن الدعم الايراني اللامحدود لسوريا ، مدعوما بالموقف الروسي ، ووصول جمهور المقاومين الذين شدوا الرحيل نحو سوريا لمجابهة كل القطعان الوحشية بما فيهم داعش والنصرة ، ادى لفشل الخطط الاسرائيلية الامريكية ، ووجدت اسرائيل وبالعكس طلائع الحرس الثوري الايراني وبقية القوات المقاومة من حلفاء المقاومة يتقدمهم حزب الله اللبناني يقفون على بعد خطوات من حدودها مع سوريا . لذلك سارعت بتحريض حلفائها الجدد في شمال العراق وقبل ان تنتهي المعارك مع داعش ، وكون الحكومة العراقية مشغولة بطرد الهمج الرعاع من على ارض العراق وتطهيره منهم ، بالمطالبة باستقلال اقليم كردستان ، والبدء باول الخطوات للانفصال وتشكيل حكومة العائلة الحاكمة لارباك الوضع العراقي ووضعه امام الامر الواقع وهو في قمة انشغاله لمكافحة وطرد الارهابيين من بقية المدن المحتلة .
وجاءت تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي الاخيرة غادي ايزنكوت لتصب الزيت على النار عندما قال : وفي الموضوع السوري – الإيراني أوضح ايزنكوت أنه “إذا ما حصل تمركز إيراني في سوريا فإن ذلك سيكون بشرى سيئة لكل المنطقة”، مضيفًا: “نحن أبلغنا بأننا لن نقبل بتمركز إيراني قرب إسرائيل، هذه مصلحة إسرائيلية واضحة يتم التعبير عنها ليس فقط بالكلام إنما بالأفعال أيضًا”. اذن فنحن امام صراع ايراني اسرائيلي جديد يحتاج لارض بديلة وفق نظرية الارض البديلة لوزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد ، واقرب واحسن ارض لايران هي ارض اقليم كردستان الحليف الرئيسي والمعلن . لكن وكما نعتقد بأن ” حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر ” دائما ، فما من مسؤول رسمي عراقي يستطيع التفاوض من اجل التفريط بسم مربع واحد من ارض الوطن ، فصدام نفسه اطلق 39 صاروخا على اسرائيل في فورة حربه على الكويت وحلفائها كمن يقول للجماهير العربية ” اشهدوا لي عند الامير “!

وجهة نظر :
بالنسبة لنا كعراقين ، احببنا وطنا اسمه العراق ، وعشنا بين ظهرانيه ، وعلى ارضه وبين ابناء شعبه من مختلف القوميات والاديان والمذاهب ، والتصقنا به بقوة لذلك فمن الصعوبة البعاد عن جميع مكوناته التي عشنا مندمجين معها ، بدءا من المحلة التي عشنا فيها وجيراننا الذين عرفنا بعد ادراكنا انهم اكراد بالاصل ” عوائل عديدة بمحلتنا ” ، الى مدرسينا ، واصدقائنا . وقد جلسنا متجاورين على رحلة واحده بالمدارس اكثر الاحيان من قوميات واديان ومذاهب متعددة دون ان نفكر بذلك الاختلاف ولو للحظة .
وعشنا زمن الوحدة الانسانية ايام صبانا بعد مجئ ثورة 14 تموز 1958 ، وتداخلت الناس بصورة عفوية بعيدا عن القومية ، والدين ، والتعصب العرقي والاثنية .
ونعتقد كرأي شخصي يقبل النقاش، إن الوقت الحالي لا يناسب اطلاقا الدعوة لاحداث أي شرخ في العلاقات بين كل مكونات وطن استطاع بقوة الوقوف على قدميه بعد ان هاجمته قطعان الارهاب القادمة من وراء الحدود ، و لا زالت مخابرات دول عدة تتصارع على ارضه ، بغية تمزيقه وتهجير سكانه ، وتخريبه . وبالفعل فقدْ َفقدَ العراق الكثير من مكوناتة الاخرى بهجرة قسرية للمسيحيين اصحاب الارض ، والمندائيين اول من سكن العراق ، وسكان آخرين كالشبك والايزيديين لقوا ظلما ، وجورا وقتلا وتشريدا من القتلة الماجورين الذين استقدمتهم مخابرات دول تسمي نفسها عربية ، مدعومة بتركيا وامريكا واسرائيل .
لذلك ندعو للغة الحوار الجاد البعيد عن لغة العنف والتخوين وتوجيه الاتهامات، وان لا تشكل دولة على غرار دولة البعث البائدة وفق مصالح عائلية ، او مصالح آنية فتكون وبالا على الشعب الكردي وصانعيها .
وحتى لا نعطي اية فرصة للطامعين باراضينا من أي طرف كان لكي ينتهز أي فرصة للنزاع ليحتل بحجة حماية هذا الطرف او ذاك أي شبر من اراضينا ، ومتصيدي الفرص وبصراحة من جيران العراق كثر ، والكل يطمع باراضيه بدون استثناء أي احد منهم .

آخر المطاف :
اثناء حرب اقتتال الاخوة بعد العام 1961 ، صرخت امراة عمارتلية من اهل العمارة ، من لوعتها وحزنها على فقدان ابناء لها كانوا وقودا للحرب الكارثية ” طرگاعه اللفت برزان بيس باهل العمارة ” .. نتمنى ان لا تعاد تلكم المآسي ، فنحن جميعا في غنى عنها ، والكل لا يريد ان يفقد عزيزا عليه ، ومن يشعل الحرب لا يستطيع اعطاء اي موعد لايقافها .. وان لا نسمع صوت اي ام ثكلى من اي طرف عراقي …..
وثائق : وحش البحيرة / نظرية الموت ” الحلقة الرابعة ”

*شروكي من حملة مكعب الشين وبقايا القرامطة وثورة الزنج
www.saymar.org
alsaymarnews@gmail.com

اترك تعليقاً