الرئيسية / مقالات / العراق الذي نريد

العراق الذي نريد

السيمر / الجمعة 01 . 12 . 2017

حسن حاتم المذكور

1 ـــ عراقيون يحق لنا ان نتفائل ونتمنى او نحلم ان يكون لنا حلم, نملك بيتاً وعمل وضمان صحي واجتماعي وحرية ان نصنع لنا حاضر يليق بنا ومستقبل لأجيالنا, وان نتنفس الفرح لنزفر الأغنيات مغموسة براحة البال, ولنا شؤون مشتركة تضبط ايقاعها قوانين وضعية عادلة, ان يكون لنا وطن ننتمي اليه ونأمن فيه ونشتاقه ومن ولائنا ننسج هويتنا, لا ان يُفصل لنا من خارج ارادتنا وقناعتنا, نقدم انفسنا للأخرين عبر تاريخنا وعراقتنا وطيبة وسلمية علاقاتنا, ونذكّر الآخر بجميل تراثنا وفلكلورنا الشعبي والكثير عما تتضمنه حقيقتنا العراقية, لماذا لا, هكذا كنا ونريد ان نكون.
2 ــ نريد ان نشبهه ونعشقه ونليق به وببعضنا نليق, لا اغلبياته تمضغ اقلياته وترميها في الضياع, لا طائش يعربنا ولا غادر يكردنا, لا لصوص تسرقنا ولا محتالون يستغفلونا, كل له رغيف خبزه مغموساً بالعافية والكرامة, سمائه بلون الذهب الأزرق وارضه خضراء تشرب ما يفيض عن عطشها من زلال النهرين, لا مفخخات سوء الفهم تمشى فتنة في دمائنا ولا قراد مليشياتي جاهلي تحت جلدنا, عراق واحد ومجتمع وطني موحد يشترك فيه الجميع, نحصد ما زرعه الأوائل ويجني ثمارنا الأحفاد, به نحتمي ويبقى عراق كما نريد.
3 ـــ نحميه من انفسنا وبعضنا ومن غيرنا, لا شرقه مقيم في شرقنا ولا شماله معسكر في شمالنا ولا غربه يزيد نزف جراحنا, ولا جنوبه يستقطع من جنوبنا, ولا في قلب بغداد مجهول اخضر يطلق من مياه خليجنا العربي صقوره الذكية فيبتلع الدخان سمائنا وتفترش اجساد الضحايا ارصفة الشوارع وتقطع ظل نخيلنا, نريد له حكومة لا تخون شعبها وشعب لا يخذل نفسه, حكزمة لم تؤدلجها المذاهب ولم يبيض في مفاصلها الفساد وتخجل لو علمت ان تاريخها سمسار وشاهد زور على هتعك وافتراس لحم قاصراتنا ونحر الطفولة والأمومة, ودولة تحترم مجتمعها وعلاقاتها ولا تتدخل في شؤون الأخرين وترفض التبعية والتدخل في شؤونها, هكذا نريده عراق كما نريد.
4 ـــ في الأمم ومهما كانت عراقتها وقيم مكوناتعها, لو اجتمعت فيها السلطة والدين والمال, تفككت الدولة وتحلل المجتمع وسقط في الهاوية, وتكون نهاية وطن كما هو عليه العراق الآن, هنا يجب ان يكون السياسي وطني نزيه جيد الأنتماء والولاء, ويكون رجل الدين صادق مؤمن مخلص لقيمه السماوية في حدود بيوت الله, ولا يتدخل بما لا يفهمه ولا يعنيه, له حق الأجتهاد وتقويم النص واصلاح الخطاب الديني لينسجم مع الحياة والجديد في الحراك المجتمعي ويتجنب التصادم مع الحريات العامة والقيم الموروثة, هنا الزاماً ان ياخذ المختصون كامل حريتهم واستقلاليتهم في اعادة قراء التاريخ واحترام الحقائق عند كتابته, وعلى رجل المال ان يعتمد الشفافية في احترام حق المجتمع في ثروات وطنه ويكون عادل منصف في استقطاع فائض قيمة عمل الكادحين, ولا يتحايل على حق الدولة او يُرشي رجلي السياسة والدين.
هنا لا نطلب اكثر من حقنا في عراق كما نريد.

01 / 12 / 2017

اترك تعليقاً