الرئيسية / مقالات / الحقيقة المغيبة

الحقيقة المغيبة

السيمر / الجمعة 12 . 01 . 2018

خالد الناهي

عندما ننظر الى المشهد السياسي العراقي من بعيد او من خلال الأعلام التابع للأحزاب لتحديد موقفها من اجراء الأنتخابات النيابية في موعدها المقرر نصل الى نتيجة سريعة وقطعية بأن السنة بالمجمل مع التأجيل ، والكرد الحزب الديمقراطي والأتحاد مع التأجيل ، في حين التغير والحزب الاسلامي مع اجراء الأنتخابات في موعدها المقرر ،اما الشيعة فهم جميعاً مع اقامة الأنتخابات في موعدها دون تأخير .
هذه الصورة البعيدة وما على المتابع الا ان يتقرب قليلاً من المشهد ،وان ينظر بعين الفاحص الباحث عن الحقيقة حتى يدرك ان الجميع يبحث عن التأجيل (بأستثناء تيار الحكمة والسيدالعبادي ) وعدم خوض غمار هذه المعركة في الوقت الراهن .
فالجميع راض بما هو عليه الأن ، والجميع راض بالدور الذي يلعبه والطريقة التي يحافظ بها على مكتسباته التي يخشى ان يفقدها ان خاض انتخابات في هذا الوقت ، مع شعب ساخط عليه ، وماكنة اعلامية نجحت نجاح منقطع في تأليب الشارع ضدهم وما يمنعهم عن قول ذلك علناً ، هو نفس السبب الذي يمنعهم من المنازلة ،هو خوفهم من الشارع ..
نعم السياسين يخشون من طلب التأجيل خوفاً من الشارع ..ويخشون خوض الأنتخابات خوفاً من الشارع ايضاً .
قد يقول البعض ان التيارات التي لديها فصائل بالحشد تؤيد اقامة الأنتخابات في موعدها .. اقول نعم هذا كان قبل تلميح المرجعية الأخير حول الحشد واستغلاله لأغراض سياسية
فالفصائل تخشى ما تخشاه مما قد تقوله المرجعية وتصرح به ،فالمرجعية وكما تعلمون لا احد يستطيع ان يعرف كيف تفكر ،وما قد يصدر منها من مواقف تؤثر في القرارات المصيرية التي تخدم البلد ..
اما العبادي فأنه يريد الأنتخابات في موعدها المقرر لسببين ..
الأول هو استفادته من النصر والدعم الدولي له ..والسبب الثاني والأهم من عودة غريمه نوري المالكي الى الواجهه ، بالخصوص ان الاخير اخذ يظهر اعلاميا كثيراً .
نعود الى تيار الحكمة ورغبته في اجراء الأنتخابات في موعدها والسبب في ذلك هو الأتي سبب ايدلوجي عقائدي اخلاقي فسماحة السيد ينظر الى الأمر على اساس بناء مشروع لا بناء مرحلة ، لذلك هو مستعد لتقبل جميع النتائج حتى وان كانت ليس في صالحة.
اما السبب الأخر هو رغبتة التيار في بيان مدى حجم قاعدته وقوتة لباقي التيارات بالخصوص ان الكثير قد راهن على ضعف وانهيار هذا التيار خلال مدة قصيرة ،بالخصوص بعد رفع الجمهورية الأسلامية يدها عن دعم هذا التيار .

اترك تعليقاً