إضاءة..

السيمر / السبت 20 . 01 . 2018

د . فاضل عبود التميمي

صالح الطائي شاعر مجبول على قول الشعر، وكتابة ما يحضر على طرف اللسان، ويقف عند جماليّات الكلام، وسعته، وايجازه، وصار بحكم الانتماء إلى اللغة التي يعيشها فيها يشعر بما لا يشعر به غيره من الصنعة اللطيفة في نظم الكلام، فهو يفطن لما لا يفطن إليه الآخرون، بهذه الرؤية التي ابتكرها الباقلاني (403هـ) في كتابه (اعجاز القرآن) قبل ألف عام وهو يواجه الشعر بتفوّهات الشاعر أرى (الطائي) في ديوانه (نوبات شعريّة)، فهو يشعر بما لا يشعر به عامّة الناس ، فينهمر الشعور عنده صنعة جميلة، وكلاما منظّما.
لقد صار الشاعر في العصر الحديث يكتب الشعر بدفع من عدّة عوامل على أمل أن يكون شعره معتمدا في سياقه الجديد على وقائع سير ذاتيّة، أو مفارقات استرجاعيّة، أو مدوّنات أحداث متخيّلة منتخبة، أو منتزعة من أطلس الحياة، يقف الوطن في أوّلها، ويكون للاستباق فيها مقام راجح، وكي يكتسب الشعر صفته الأجناسيّة لابد أن يدخل في فضاء المتخيّل على النحو الذي يدفع بقائله لأن يكون مغامرا باللغة أولا، وبالشكل ثانيا، وبالحياة التي تتيح له أن يكون شاهدا، ورائيا، معزّزا بمواقف واضحة تدرك ما يجرى في العلن والخفاء.
وبعد: فإنّ الشاعر الطائي في نوباته الشعريّة التي أهداها إلى التي هذبت هذيانه، وجعلته شاعرا زوجته الغالية، وإلى الذين أغروه لأن يحب الحياة أولاده، وإلى الذي هذب جنونه وجعله ثائرا العراق، يمتلك مصداقية قول الشعر بعيدا عن الادعاء وقريبا من جمال الحياة.

اترك تعليقاً