الرئيسية / مقالات / وصية أبطال على مشارف الحويجة

وصية أبطال على مشارف الحويجة

السيمر / الجمعة 23 . 02 . 2018

حاكم كريم عطية

صفحات التواصل الأجتماعي تتداول فيديو لأبطال عراقيين من الحشد الشعبي على مقربة من سواتر أرهابي داعش من رموز النظام السابق فالمعروف أن من تبقى من أرهابي داعش في مناطق الحويجة وغيرها معظمهم من دواعش أزلام النظام السابق من عسكريين من قوات الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية والمطلوبين بجرائم كبيرة كثيرة ورغم تصريح الحكومة بأنتهاء قوى الأرهاب بعد تحرير الموصل ألا أن مؤشرات كثيرة تشير ألى أعادة تجميع وترتيب أوضاع الأرهابيين في مناطق أخرى ناهيك عن دور الخلايا النائمة في مناطق متفرقة من العراق وهي تعد حواضن مهمة لأعادة نشاط الأرهاب ما لم تتم معالجة هذه الحواضن ومتابعتها لاسيما وأنها تمتلك الخبرة العسكرية والأمنية للتحرك أضافة ألى خبرتها في معرفة الأرض وتحركات القطعات العسكريةالحكومية وغير الحكومية وغياب التنسيق العسكري مع البيشمركة والذي أثبت فاعليته أثناء حملة تصفية فلول الدواعش في مناطق حمرين وغيرها من المناطق. المتاخمة لما يسمى بالمناطق المتنازع عليها وخصوصا مناطق كركوك والحويجة وغيرها وبقايا الدواعش البعثية تستخدم نفس تجهيزات وعربات النقل والأسلحة والملابس الخاصة بالتشكيلات العسكرية العراقية وتتحرك وفق خطط مدروسة ومعرفة أمنية وتمتلك خطوط أستخباراتية تتفوق على ما تمتلكه القطعات الحكومية في المنطقة.
أن تدوال هذا الفلم يعكس بشكل جلي الشجاعة الفائقة لهذه المجموعة من الشباب وأصرارهم على تحدي عناصر الدواعش رغم أنهم مطوقين حيث وقعت المجموعة بكمين ساعدت الظروف الجوية كثيرا في تحقيقه ووقوع المجموعة في الكمين الغادر وكيف أنتهى المطاف بالشهداء ألى قطع رؤسهم جميعا مما يعكس وحشية وحقد الأرهاب على قطعاتنا العسكرية وأعادة بث روح اليأس في القطعات الأخرى المتواجدة في المنطقة مما يستدعي من الحكومة ووزارة الدفاع والداخلية ألى الأنتباه وتوفيرالمناخ الملائم لزيادة لحمة المقاتلين ومعنوياتهم أضافة ألى وضع الخطط الكفيلة بأنهاء الأرهاب وحاضناته في المنطقة .
أضافة ألى ما تحلى به هؤلاء الشباب من شجاعة فائقة فأن وصيتهم الأولى كانت رفعة راس حيث يوصي الجميع بالعراق وأسم العراق عراق بدون توصيف طائفي أو قومي أو عنصري عراق واحد يتحدى الأرهاب مثل تحديهم له ببطولة نادرة أما وصية الأخرين فكانت للجيل القادم الأبنة والأب وكل ذويهم فللبنت وصيته لرعايتها لتكبر لتعرف موقف أبيها وشجاعته أما الوصية المؤلمة الأخيرة وهي وصية كل عريس وأهلة يزفونا بأن لا تذرفوا دمعة حزن واحدة عليه بل أنثروا الواهلية والهلاهل على جثمانه فلم قصير ووصايا تقشعر لها الأبدان وعسى أن تحرك الضمير لدى ساسة العراق وسراق جهود الشهداء والمضحين هؤلاء هم ذخر العراق ووجهه الناصع قدموا أرواحهم وحملوا أكفانهم فداء للعراق بدون توصيف غير توصيف الوطن هؤلاء يستحقون أن نبني لهم ما يؤشر للأجيال القادمة أن رجالا قاتلوا من أجل العراق في ظل سياسيين يقبعون في فلل الترف والتأريخ المزيف يحاربون بسيوف من خشب.

اترك تعليقاً