الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / ( أمريكا في العقل السياسي الشيعي ) – الجزء 1

( أمريكا في العقل السياسي الشيعي ) – الجزء 1

السيمر / فيينا / الاربعاء 05 . 08 . 2020 —  هنالك جدلية ( فكرية ، فلسفية ، إعتقادية – سمها ما شئت .. ) لا بد لنا كشيعة من الجلوس سوية وحلّها ، كي نلملم الوعي الشيعي ونوحد موقفنا في العراق .

نتيجتها حصل إنقسام كبير بين فريقين من الذين يُصنّفون أنفسَهم وطنييّن :-

💠 الأول : وصل في إستنتاجه إلى قناعة مفادها أنه قادر على إقناع الإدارة الأمريكية بأن تعمل لما هو خير العراق ، وعدم إعطاء ظهرها للشيعة – بعد تصدع علاقتها مع أطراف شيعية كثيرة سببت لها ردة فعل وخيبة أمل.. سيكون ذلك متاحا فيما إذا :-

– أرضيناها بخطوات تطمينية جادة
– فهي بالنتيجة قوة عظمى – سمِّها طاغوتية او إستكبارية . . ما شئت ، لكنها أمر واقع مفروض علينا.

– وهي قادرة على إيذائنا لو أزعجناها وتحدينا إرادتها في ملفات المنطقة .

– فلماذا نتعمد إزعاجها ؟ لنجلب لأنفسنا مزيدا من الدمار والمعاناة ؟
– ولماذا نتصدى لمواجهة إراداتها ؟ العالم كله يخشاها . كفى الشعب صراعات وألم .

يعمل الفريق الأول على التقرب إلى القيادة الأمريكية وفق هذا التصور الذي تبناه ، معتقدا أنه سينجح في النهاية بالإبقاء على حقوق الشيعة وتجنيب البلد صراعات مقبلة .

من جهتها ، الإدارة الأمريكية لن تمنحه ما يريد دون مقابل ، وستستدرجه نحوها خطوة بعد خطوة ، وصولا إلى تحقيق كامل ما تريد .

▪️يلاحظ أن هذا الفريق لا يملك أوراقَاً كثيرةً للتفاوض مع الطرف الأمريكي .

فهو سيكون ممثلا ضعيفا للشيعة بفعل محدودية قاعدته المؤيدة لتوجهاته ، مما يثير شكوكا في صدق ما سيمنحه له الأمريكان – وهم المعروفون بتقلب مواقفهم وعدم التمسك بصداقات طويلة .

▪️كما أن نقاشا طويلا يجب أن يثار حول ماهية (التطمينات) التي ستطلب من هذا الفريق .

▪️المشكلة الأولى التي يواجهها الفريق أنه سيكون مضطراً لتقديم تنازلات أخلاقية كبيرة .

منها التغاضي عن عداء الأمريكان للفريق الآخر (الشيعي) الرافض لبذل تلك التنازلات والذي ينظر للوجود الأمريكي بالعراق على أنه احتلال غير مرغوب به.

كذلك التنازل عن عدد من القضايا المبدئية والثوابت الوطنية .

إصرار الأمريكان على البقاء في العراق بصلاحيات أمنية وعسكرية وقضائية واسعة سيكون أول ما سيلتزم بتمريره هذا الفريق ، وهو ما سيفسره الآخرون والشارع معهم بهدر للسيادة تحت (بوت) السفير ماثيو وفريقه .

▪️تفكيك الحشد هو شرط أساسي للأمريكان لابد أن يرضخ له هذا الفريق .

▪️كما سيضطر إلى التصافح مع القتلة العائدين ، وكثير ممن خانوا العراق ، فهم سيكونون شركاء معه جنبا الى جنب تحت خيمة واحدة .

▪️من هؤلاء سيكون عتاة مجرمي البعث ، والقتلة المدانون الذين أشعلوا نار الطائفية وقادوا التمرد المؤدي لداعش .

▪️ أيضا سيكون لزاماً عليهم تقديم تنازلات واسعة للكرد ، والتغاضي عن سرقاتهم وخياناتهم للعراق . فدون موقف شيعي موحد لن يكون متاحا لهم تقليم أظافر الإنفصاليين .

. . سيبقى الكردي متقدما بخطوات على الآخرين ، سابقا السنة والشيعة في ميدان الصداقة مع الغرب ، بفعل عقود من العمالة والتعاون الوثيق مع الكيان الصهيوني ، وإستعداده لبذل أي شيء في سبيل التمسك بالسلطة وحلم الإنفصال .

▪️السعودية ستكون مرفأ الحج السياسي لشيعة هذا الفريق .
فهي الشريك العربي الأقوى مع واشنطن ، وهي الراعي العربي لكل الأطراف الشيعية الداخلة في الخيمة الأمريكية .

سيكون حج الشيعة للرياض عربون التحالف وشرط الرضا عليهم .
ستتوالى الزيارات وستصبح الرياض مرفأ الإنطلاق نحو بقية العواصم الحليفة .
سيكون دورا ثقيلا على أنفس الفريق الشيعي مواصلة التذلل لحكومة رجعية ساهمت في تدمير العراق وبلدان المنطقة وسفك دماء مئات الألوف ، وهي تعلن عداءها للشيعة في كل مناسبة .
سيشكل التقارب مع النظام السعودي موقفا حرجا للغاية ، لانه لن يكون على أسس المساواة والإحترام المتبادل .

▪️إدارة الظهر لإيران هي بالطبع شرط أساس يلتزم به رواد هذا الفريق .

▪️كذلك هم يدركون أن خطوة ليست ببعيدة ستكون واجبة عليهم للمضي في طريق الرضا الأمريكي وهي التطبيع مع الكيان الصهيوني.

. . التتمة بالجزء الثاني.

المعمار
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً