السيمر / الاربعاء 10 . 02 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
لايختلف أي متابع أن الشعب الهندي شعب عريق رفد البشرية بالكثير من الابتكارات العلمية والمعرفية، الحضارة الهندية لها تاريخ عريق في التسامح مع الامم الجارة، امة تقبل الجميع وترفض استعباد الاخرين، عندما طمع العرب والمسلمون في سبي نساء الهند للاستغلال الجنسي وليس لنشر الاسلام كما يدعون، كانت جيوش جينكيزخان تقاتل الروس، ما ان عادوا ووجدوا اعراضهم انتهكها العرب والمسلمون تقدمت جحافل الهنود التتار لاحتلال الامصار الاسلامية وفرض الجزية عليهم واحتلوا مدينة مندلي قبل دخولهم بغداد في ١٢٠ سنة وكانوا هم من ينصبحون الخلفاء العباسيين، عندما دخل اسلافنا الشيعة الاسماعيليون وطردوا الخليفة العباس هرب للتتار وهم من اعادوه لبغداد وتم طرد الشيعة الاسماعيليون من حيث أتوا، لدى متابعتي للاعلام العربي قرأت مقالات لمستكتبين خليجيون يشعرون بعقدة العبودية والدونية في استخدام الطرق القذرة في القتال نيابة عن امريكا يقولون الهند سلاح امريكا ضد الصين، شر البلية مايضحك، الهنود لم ولن يخاطروا بتدمير بلادهم في افتعال حروب بالنيابة عن امريكا، الهنود ليسوا مثل العرب وابقار الخليج يوظفون اموالهم لتجميع جيوش من العصابات الارهابية الوهابية للقتال نيابة عن امريكا ضد السوفيت أو روسيا اليوم أو ضد ماتبقي من العرب الشرفاء الرافضون للذل والخنوع والعار، وجود عشرات ملايين الهنود مغتربون بالعالم انتج رجال اعمال كبار وعلماء متخصصين في ادارة الاعمال حيث تمكن هنود المهجر من تبوء أعلى المناصب الإدارية التنفيذية في كبرى الشركات العالمية، وتحولوا مع الوقت إلى النموذج الحي والعملي لما يمكن أن يطلق عليه «المواطن المعولم» (The Global Citizen)، الذي تمكن من الانصهار والتأقلم مع وفي كل المجتمعات حول العالم. فمن غرب القارة الأوروبية إلى شرق أفريقيا إلى أميركا الشمالية إلى الخليج العربي إلى أستراليا إلى جزر الكاريبي.
حتى دول الخليج ورغم استعبادهم للعمالة الهندية لكن برز رجال اعمال يملكون مليارات الدولارات منهم رجل الاعمال الهندي كرلي صاحب المولات في دبي والشارقة، سجلت دول العالم وصول قادة الأعمال من الهنود إلى رأس شركات «بيبسي» و«ماستر كارد» و«سيتي بنك» و«ماكينزي» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«نوكيا»، وترؤسهم لكليات إدارة الأعمال في أهم الجامعات الأميركية بالإضافة لسيطرتهم على شركتي «جاغوار» و«لاندروفر» العريقتين لإنتاج السيارات، وشراء مؤسسة «ميتال» الهندية لأهم مصانع الحديد في القارة الأوروبية.
لاتخلوا جامعات اوروبا من وجود اساتذة هنود يحاضرون، بل كل عواصم اوروبا الغربية والشرقية تجد عشرات الاف الطلاب الهنود الذين يدرسون بالجامعات الاوروبية، قبل فترة كنت في كييف عاصمة اوكرانيا وجدت جامعات مخصصة للطب تعج بالطلاب الهنود والباكستانيين والايرانيين، جامعات الدنمارك تجد ابناء المهاجرين من الهنود والايرانيين يحتلون مقاعد الجامعات في كليات الطب والهندسة والصيدلة……الخ، السينما الهندية متألقة بكل دول العالم، رياضة اليوغا التأملية منتشرة في كل عواصم ومدن اوروبا، المنتجات الهندية تباع في الاسواق الاوروبية من مواد غذائية مختلفة تصل لمئات الانواع،
لايمكن للشعب الهندي ان يكون خط الدفاع الاول عن المعسكر الغربي، الهند تستفيد من صراعات امريكا مع الهند للاستفادة من الشركات الامريكية والاوروبية العاملة بالسوق الهندية، لكن ان تصبح الهند مثل دول الرجعية العربية ابقار حلوبة وكلاب حراسة ومخالب قط لهمش هذا وذلك هذا لم ولن تفعله امة الهند العظيمة، الهنود التتار هم اقتنعوا بالاسلام واسلموا عندما وجدوا الصدق عند علماء الشيعة بالعراق وحتى ابن تيمية الناصبي الكاره والمكفر للشيعة قاتل التتار ليس التتار الوثنيون وانما التتار الذين اسلموا وتشيعوا، عندما سمحت امريكا بخدمة استعمال الانترنت استطاع شاب هندي اكتشاف برنامج المحادثة الماسنجر ومنه تفرعت الوات ساب فايبر والفيس بوك وتويتر …….الخ، عندما تعاون صلاح الدين مع الصليبيين لقتل الشيعة الفاطميون في مصر هرب الكثير من التجار الفاطميون للهند وهناك اقاموا حكم اسلامي اسماعيلي في ولاية حيدر اباد ليومنا هذا توجد حكومة اقليمية للشيعة البهرا، ومنهم خرجت عائلة ذو الفقار علي بوتو ومحمد علي جناح باني دولة باكستان الحالية.
9.2.2021