السيمر / فيينا / الخميس 27 . 05 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
هناك فرق شاسع ما بين الشخص السياسي الذي نشأ في بيئة محترمة ومثقفة عملت على تثقيف أبناء مجتمعها في نشر علوم المعرفة بمختلف المجالات ومنها المجال الاجتماعي للمجتمع لتهيئة جيل واعي سياسيا ينتج أفراد ومؤسسات بحثية تجيد العمل السياسي، وبين سياسي صدفة في مجتمع وبيئة جاهلة تعاني صراع قومي ومذهبي ولايوجد دستور يضمن حقوق المجتمع بالتساوي والعدالة، أكيد سياسي الصدفة يقود الناس وفق ارائه، اتذكر صدام الجرذ الهالك في إحدى أحاديثه قال ماقيمة القانون انا اكتبه بسطر واحد، كلام صدر من شخص أحمق سفيه دكتاتور وصل بالصدفة وانتقم من العراقيين وقتل منهم الملايين واعدم وسجن وهجر الملايين، لا يوجد دستور ينظم العلاقة يحدد الصلاحيات، هيوبرت همفري (1911 – 1978) شغل منصب نائباً لرئيس الولايات المتحدة الأميركية في الستينات من القرن الماضي، كان سياسي محنك و يحسب لكلامه ألف حساب عندما يتكلم للصحفيين كلامه وفق المنطق جامع مانع يمنع تأويل كلامه من أصحاب النفوس المريضة قال: «من المجازفة دائماً التحدث إلى الصحافيين… فهم، على الأرجح، سينقلون ما تقوله».
السياسي الناجح من يجيد العمل الصحيح من خلال تبني مشاريع اقتصادية لخدمة مجتمعه ويجيد فن الخطاب السياسي عندما يتكلم للإعلام.
الرئيس الامريكي ريغان يجيد التصريح لانه كان من نجوم السينما والمسرح ومثل أدوار لساسة وشخصيات كوميدية.أن الحديث إلى الجمهور والظهور في وسائل الإعلام يُعدان من أهم وسائل الاتصال التي يستخدمها القادة والسياسيون، رغم ما طرأ من تغيير على طبيعة الاتصال وظهور المستجدات التكنولوجية وفي القلب منها وسائل «التواصل الاجتماعي».
يُعرّف أرسطو الحديثَ إلى العموم بأنه «قدرة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأمور»، ويصفه ابن رشد بأنه «القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل».اتابع حوارات الاعلام البعثي المتمرس في تزييف الحقائق مع شخصيات أوصلتها الصدفة، للأسف يتم وضعهم في أماكن حرجة بحيث يأخذون منهم كلمات تخدم مشاريعهم الإرهابية للإساءة للعناصر والجماعات المجاهدة والمناضلة، في احداث عام ٢٠٠٤ مذيع قناة الجزيرة الصحفي المتمرس جمال ريان استضاف شيخ معمم من العمارة كان بالتيار الصدري وانشق مع الفئات التي انشقت من التيار اسمه شيخ خالد المالكي سأله المذيع جمال ريان كيف الوضع عندكم، قال له بسذاجة الوضع بعهد صدام وهو بحالة عصبية أفضل من الوضع الحالي، قال له شكرا اخي العزيز بهذا نكتفي قال له يا اخي اعطيني مجال اكمل حديثي، قال له نعتذر لانتهاء الحجز على القمر الاصطناعي.
أحد الساسة الجدد بعد سقوط نظام صدام الجرذ ذهب بزيارة لتركيا سألوه الصحفيين بسؤال ظاهره الرحمة وباطنه النفاق، سيد فلان هل تدفعون تعويضات إلى إيران بسبب حرب صدام، اجابهم من ناحية العنوان الأول يجوز، هذا الكلام لم يفهمه إلا من درس بالحوزات والجامعات الاسلامية، بدأ التطبيل فلان سيد قال ندفع ٥٠٠ مليار دولار الى ايران، صادفني صديق شيوعي توفى قال لي الله عليك هم شفت تصريح سيد فلان شلون يريد يدفع الاموال الى ايران، قلت له لحد الان لاتوجد حكومة ولادستور وهل المليارات بحقيبة سيد ….. وراح يعطيهن اكو برلمان واكو مكونات، قلت له هل انت مقتنع، ضحك قال لي ياخوية والله اعرف كلامك صحيح لكن انت تعرف نكره الاسلامين وهذه فرصتنا نحمل عليهم.
قبل أسبوع ظهرت نتائج تحقيق مستقل أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بخصوص مقابلة أجرتها مع الأميرة ديانا في تسعينات القرن الماضي، وهي المقابلة التي وجدت الهيئة أنها انطوت على «تحايل» غير مقبول من جانب أحد صحفييها على الأميرة وشقيقها، ما أوجب تقديمها اعتذاراً. ورغم الإقرار بوجود هذا «التحايل»، فإن تلك المقابلة شهدت إدلاء الأميرة الراحلة بتصريحات غير مدروسة، رأى بعض أفراد العائلة المالكة أنها تسببت في «إلحاق ضرر بالغ بالأسرة وتدمير زواج الأميرة بولي عهد المملكة المتحدة».كلنا شاهد حجم الدمار الذي لحق بمحافظات الوسط والجنوب في اسم المظاهرات ورأينا كيف الإعلام والمال كيف استهدف محافظات الوسط والجنوب فقط دون غيرهم واستهدف ساسة المكون الشيعي دون غيرهم رغم ان كل ساسة المكونات شاركوا بالسرقات وساسة المكون البعثي كانوا ولازالوا الواجهة السياسية للعصابات الارهابية التي دمرت البلد وقتلت مئات الاف الضحايا من ابناء المكون الشيعي بشكل خاص.الدول التي يحكمها أفراد وأشخاص ولايحكمها دستور يضمن مشاركة الجميع ويضمن حقوق كل مواطن، هنا الحاكم يحيط به كل أنواع المتملقين والمطبلين ويعلوا صوتهم ويعملون على اصابة الحاكم في مرض داء العظمة.
يصبح حاله حال قارون عندما أنعم عليه الله عز وجل قال إنما أنا أتيت ذلك، حواشي الدجل واللوكية يكون لهم الدور الأكبر في كل الكوارث التي تحدث في بلادهم ويكونون السبب الرئيسي في انحراف البلد عن مسار التنمية والتطوير، واجب الكاتب والمثقف وصاحب الرأي والخبرة ان يُكشف للمجتمعات أخطاء حكوماتها وجوانب التقصير والفشل والفساد في خططها وقراراتها، ويطرحون البديل، هذا أنا رأيته بحياتي في دول أوروبا الغربية، إبني كان طفل في مدرسة ابتدائية قدم لهم مقترحات تسببت في إلغاء ثلاثة قرارات كان مطبقة بالمدرسة وتم استبدالها في الرأي الذي طرحه، بل وجدت في كل مدرسة هناك مشرف مخصص للاستفادة من أفكار الطلاب وارسال الافكار على شكل مقترحات الى مراكز دراسات، لذلك نحن بالعراق بلد يعاني من صراع مذهبي قومي مغطى في شعارات الوحدة الوطنية، بلد فاقد الأمن والأمان ولايوجد نهج محترم يكون الحاكم الدستور والمؤسسات وليس الأشخاص لذلك بدون هذا النهج من الصعب أن نأمل في مستقبل مختلف وواعد التشخيص ثم الدواء ثم الشفاء.
السياسي الناجح عليه يحسب الف حساب عندما يتحدث للإعلام او يتحدث مع جماهيره …..الخ.
24.5.2021