السيمر / فيينا / الثلاثاء 13 . 07 . 2021
يوما بعد يوم ترتفع الأصوات المتسائلة عن سرّ صمت الرموز الدينية على كوارث حكومة الكاظمي وقراراتِها المجحفة بحق العراقيين عموما والشيعة بوجه أخص
– بعد أن عودتنا على مواقفها الناقدة والمترصدة لأخطاء الحكومات السابقة.
▪️الإجابة تتطلب نظرة موضوعية. بداية لابد من توضيح :
➖ بعض الرموز والمؤسسات الدينية ترى أنها قد أسهمت بشكل أو بآخر في مجيء الكاظمي وحكومته ، من خلال إسهامها في (مقدمات) تلك النتيجة.
➖ من ضمن المقدمات: الدفع بإتجاه إقالة عادل عبد المهدي وقبلها دعم الإحتجاجات ..
.. بالتالي هي محرجة أمام جمهورها .. لأن النتيجة جاءت مخيبةً وفق كل الحسابات.
لذا ترى بعض الأطراف أن لا بديل أمامها سوى الرهان على نجاح الكاظمي وصولاً للإنتخابات المبكرة.
الامر الذي يفرض عليها عدم توجيه أي انتقادات للأداء الحكومي كي لا تتفاقم النقمة الشعبية ضد حكومة فشلت في أغلب الملفات الخدمية والأمنية والسياسية والاقتصادية – حتى الثقافية.!
كذلك هي لا ترى حلاً آخرَ متاحاً أمامها للتخلص من هيمنة الأحزاب الإسلامية على السلطة ، وهي مصرة أيضاً على إضعافِ التاثير الإيراني في الداخل العراقي – سياسياً وثقافياً.
لذا فهي مضطرة لترك الأمور تواصل سيرها بنفس الإتجاه ..
.. لأنه نجح فعلا في إضعاف الأحزاب القديمة ، وإضعافِ التأثيرِ الإيراني – وهذا ما تعتبره أهم إنجاز تحقق لنهجها – ربما الوحيد .
في المقابل – يعتقد كثيرون بمحدودية زاوية النظر هذه تجاه المشهد السياسي المعقد . لأنها تنظر لجانب أو جانبين وتهمل جوانب عديدة – يأتي في مقدمتها :
١) شيعيا – إن هذا الاتجاه قد أضعف وحدة الصف الشيعي وزاد من تفكك أطيافه.
٢) أمنيا – أدى وسيؤدي لإضعاف الحشد الشعبي – وهو الصمام الحقيقي لأمن العراق.
٣) إجتماعيا – تصاعدت حدة التيارات العلمانية والإلحادية، مع تفشي الإنحرافات الاخلاقية وسط المجتمع.
٤) سياسيا – إضعاف سلطة المركز ، وتقوية الأكراد ، وتشجيع سياسيي السنة للإستحواذ على إمتيازاتٍ جديدة على حساب حقوق الشيعة.
٥) دينيا – إضعاف دور الزعامة الروحية وتاثيرها في المجتمع – بسبب إهمال معاناة الناس.
– هذا الأمر ستمتد آثاره لزمن طويل وسيُفضي لإنعطافة في علاقتها مع الأمة. ولن تجدي معالجاتٌ جزئية هنا وهناك.
– تتضح هذه الصورة عند رصدِ الإنتقادات الشعبية والنخبوية لظاهرة عزوف الزعامات الدينية عن التفاعل مع أحداث سنة مريرة .. الإنتقادات أخذت منحىً غير مسبوقٍ وهي في تصاعد.
٦) سيادياً – الإصرار على إضعاف الدور الإيراني لم يكن بإتجاه إستقلالية القرارِ العراقي – بل أفقده توازنه وجاءت نتيجته تسليم البلد على طبق من فضة لسلطة الإحتلال الأمريكي البريطاني.
٧) تطبيعياً – إنزلاق العراق في مسار واضح نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني .
٨) إقتصاديا وخدمياً – إلغاء إتفاقية الصين وكهرباء سيمنز وعرقلة ميناء الفاو ..
.. مع تقييد العراق باتفاقيات سيئة مع الدول العربية المفتقرة أصلا لأي قدرة على النهوض بنفسها.
٥ -٥ -٢٠٢٠
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي