الرئيسية / مقالات / لا يحتفل بالغدير إلا الشيعة حقاً، فهل أنت منهم؟

لا يحتفل بالغدير إلا الشيعة حقاً، فهل أنت منهم؟

السيمر / فيينا / الخميس 29 . 07 . 2021 

سليم الحسني

لا يحق لك ولا لي أن نحتفل بعيد الغدير، فنحن ممن يقول الكلمة على اللسان ويهمل فعلها عملاً. وما كان الرسول (ص) يريد مثل هذا الولاء للإمام، أراده بيعة صادقة بالقول والعمل على مرّ الدهور.
هجْرنا منهج الإمام علي عليه السلام منذ زمن بعيد. أحببنا سيف عليّ وأهملنا شجاعته. أعجبتنا بلاغة عليّ وتركنا كلماته. بهرتنا قوة عليّ وانصرفنا عن زهده وبساطته وتواضعه.
لقد أخذنا منه ما نهوى، وتركنا منه ما يريد. ومن يحبّ علياّ بحق، لا يخالف منهجه.
أخبِرني يا حامل عنوان عليّ: هل فكّرتَ بعقلك أم أنك تفعل ما يفعلون وتخوض في ما يخوضون؟ هل قارنت بين قائدك وبين سيرة عليّ فأعلنت رفضك له لأنه ليس على منهج عليّ؟
لستَ من شيعة عليّ. لا يريد عليّ مثلك، لقد قال وفعل. جاءته الدنيا فصرفها عنه، طردها من بابه. توسلتْ به أن يأخذ بعض زينتها، سحقها بقدمه وراح يخصف نعله.
أترى ذاك الشاب الغارق في النعيم؟ أترى بهرجة الأضواء والألوان من حوله؟ وتلك القاعة الفسيحة البرّاقة؟ هذا الشاب سرقَ علياً. لقد رأيتَه أنت ورأيتُه أنا ورآه الآخرون. لم نعترض، رآيناه كلنا يفعل ذلك، ولم نعترض. فهل نحن شيعة عليّ؟
هل تشاهدْ ذاك الرجل المتكلم بالاصلاح. هذا تارك نهج عليّ، سمع اتباعه يهتفون ضد عليّ وولايته، فآنس من هتافهم راحة وخدراً، فشجعهم على قولهم وأكثر، وسلبهم إرادة التفكير لكي لا يروا الحقيقة.
تسألُني عن ذاك الشاب الجالس في دار الشورى. هذا قاتل عليّ. قتله وهو سكران. سرق أموال الأيتام وهو سكران. أقسمَ بالخمرة والبغايا وبكل ما يَعبده، أنه سيعيد الماضي، ويُرجع الكرسي لمن كان. أقسمَ أن الشورى لن تكون إلا بإبعادها عن عليّ كما أبعدَها رجل من قبل.
سأخبِرك قبلَ أن تسألني عن هؤلاء الذين يملكون الأمور هل هم شيعة عليّ كما يزعمون؟
هؤلاء قتلوا علياً. لم يحفظوا عهده، لم يلتزموا ميثاقه. انصرفوا للدنيا يأكلون أكل الجائع الذي لا يشبع، فإن إمتلأت بطونهم حراماً إزداد نهمهم.
سأخبرك عن الصامتين، هؤلاء أيضاً قتلوا علياً. لقد خذلوه فمضى مهموماً حزيناً.
أتدري من هم شيعة عليّ؟
أنظر الى ذاك الواقف قرب المحتاج، إنه يساعده. والى تلك المرأة التي تحمل شوكاً على رأسها، إنها تشقى لأطفالها. والى ذلك الرجل المحني الظهر، يحمل وزناً فوق وزنه، إنه يعيل بتعبه عياله وعيال جاره.
ثم قفْ على مرتفع من الأرض، وأنظر بعيداً، سترى رجالاً لونهم كالتراب، يحملون بنادقهم على السواتر. إنهم شيعة عليّ بن أبي طالب.
هل تريد أن تكون شيعياً؟ كنْ كما أراد عليّ. املك رأيك وحاكمْ الأمور على نهج عليّ، ودعْ عنك ما يقوله الرعاع، فهم أعداء عليّ، لقد شكاهم عليه السلام منهم مرّ الشكوى، كانوا هم وقود النكبات.
حين تثبت على الرأي، وحين تجعل علياّ عليه السلام، مقياس الحق من الباطل، عند ذاك تكون موالياً له كما أراد الله ورسوله.

٢٩ تموز ٢٠٢١

اترك تعليقاً