السيمر / فيينا / الجمعة 09 . 09 . 2022 —— يستعد الأمير وليام منذ سنوات للحظة التي حلّت الخميس بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، إذ أصبح الرجل الذي يحظى بشعبية واسعة وريثاً للعرش البريطاني وهو في سن الأربعين، وسيكون تحت المجهر أكثر بفعل انكفاء شقيقه هاري عن العائلة المالكة.
فالنجل البكر لتشارلز وديانا الذي أخذ عن والدته شعرها الأشقر، اكتسب في سن مبكرة جداً حسّ الواجب الذي يُفترض بملك المستقبل أن يتحلى به.
وأسر “ويلز” على مر السنين قلوب البريطانيين الذين كان كثر منهم يودّون لو يخلف جدته الملكة إليزابيث الثانية مباشرة، بدلاً من والده الذي لا يكنّ له مواطنوه التقدير نفسه.
عمل الأمير وليام عامين طياراً يقود مروحيات مخصصة للإسعاف تابعة لمؤسسة خيرية متخصصة في هذا المجال، لكنّه ترك هذه المهمة التطوعية عام 2017 بغية التفرّغ لمهامه ضمن العائلة الملكية، وتزايدت أهمية دوره هذا مع تقدّم جدته إليزابيث الثانية في السنّ وتراجع نشاطها، فيما كان شقيقه هاري وعمه أندرو يبتعدان عن العائلة الملكية.
انتقل هاري إلى كاليفورنيا عام 2020 ويقيم فيها مع أسرته، بعدما أزعجته وزوجته ميغن ماركل مضايقات وسائل الإعلام البريطانية. أما الأمير أندرو، فطُلِب منه أن يبتعد عن الأضواء بسبب علاقته بالخبير المالي الأميركي جيفري إبستين الذي اتُهم باستغلال فتيات قاصرات جنسياً مدى سنوات وانتحر في السجن.
قريب من أطفاله والحياة “الحقيقية”
ولد وليام في 21 حزيران/يونيو 1982، بعد عام من زواج والديه، ونشأ قدر الإمكان خارج الشرنقة الملكية، تماماً كشقيقه الأصغر هاري، إذ أن والدتهما ديانا كانت تفعل كل ما في وسعها لتجعلهما يتعرفان إلى “الحياة الحقيقية”، فكانت تأخذهما إلى المتنزهات الترفيهية أو حتى إلى ملاجئ المشردين التي كانت “أميرة الشعب” تدعمها.
إلا أن طلاق والديها عام 1996 ثم مصرع ديانا بعد عام في حادث سيارة في باريس، فيما كان صيّادو الصور يطاردونها، وضع حداً لهذه الحياة الهانئة الخالية من الهموم، وكان وليام آنذاك يبلغ الخامسة عشرة فحسب.
وبعد إتمامه دراسته في مدرسة إتون النخبوية، أمضى وليام عاماً سافر خلاله إلى إفريقيا وشارك في أنشطة للجيش في بليز. ثم التحق الأمير بجامعة سانت أندروز المرموقة في اسكتلندا حيث درس تاريخ الفن ثم الجغرافيا.
وهناك، التقى كيت ميدلتون، وهي ابنة مضيفة طيران سابقة جمعت ثروة مع زوجها بفضل إطلاقهما شركة لمستلزمات الحفلات. وتزوج وليام وكيت عام 2011، وتابع نحو ملياري مُشاهد مراسم زفافهما الفخم التي نقلها التلفزيون.
ورُزق الزوجان ثلاثة أطفال هم جورج عام 2013 وتشارلوت عام 2015 ثم لويس عام 2018. ولم يتوانَ وليام عن المجاهرة بفخر بكونه يتولى بنفسه تغيير حفاضات أطفاله، خارجاً بذلك عن تقاليد آباء العائلة الملكية.
وخلال مرحلة الحجر التي أمضاها وليام وعائلته في مقر إقامتهم الثاني في نورفولك (شرق إنكلترا)، واظب الأمير على مساعدة طفليه الأولين في واجباتهما المدرسية، وأقرّ بأن الرياضيات ليست نقطة قوته.
ويحرص وليام على إبقاء مسافة بينه وبين وسائل الإعلام، ونادراً ما تُجرى معه مقابلات.
وتتراوح تفضيلاته الموسيقية بين فرقة البوب الإنكليزية “كولد بلاي” وفرقة الروك الأسترالية “إيه سي/دي سي”. وفي مجال كرة القدم التي يهواها وليام، يدعم فريق أستون فيلا ويرأس الاتحاد الإنكليزي للعبة.
وينشط وليام أيضاً في عدد من القضايا العزيزة على قلبه، كالصحة العقلية وحماية البيئة، واستحدث مثلاً جائزة “إيرث شوت” التي تكافئ مشاريع تقدم حلولاً للأزمة المناخية.
أما علاقته مع زوجته كيت، فيحرص على إظهارها متينة. ولاحظ الكاتب والصحافي المختص بالشؤون الملكية فيل دامبير أن “معظم الناس يتوقعون أن يشكّل وليام وكيت فريقاً عظيماً وأن يكونا ملكاً وملكة عظيمين”.