أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / المرجع اليعقوبي: لو تقاعس المقاتلون والمتطوعون العراقيون أمام داعش لكلفنا ذلك أضعاف من الشهداء والجرحى

المرجع اليعقوبي: لو تقاعس المقاتلون والمتطوعون العراقيون أمام داعش لكلفنا ذلك أضعاف من الشهداء والجرحى

السيمر / النجف الاشرف – فراس الكرباسي / الأربعاء 06 . 07 . 2016 — اقام المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي صلاة عيد الفطر المبارك بمكتبه في النجف الاشرف والقى اليعقوبي خطبتي صلاة العيد في جموع المؤمنين وكانت الخطبة الاولى بعنوان (يا ايها الناس ان وعد الله حق) اما في الخطبة الثانية فكانت بعنوان (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة) وبعد انتهاءه من القاء الخطبتين استقبل جموع المؤمنين والمريدين من اتباعه.
وقال المرجع اليعقوبي في خطبة عيد الفطر ” قال الله تعالى في كتابه (يا ايها الناس ان وعد الله حق) وهذا الاعلان عن الوعد الحق فيه تحذير للعاصين والظالمين حتى يرتدعوا، وفيه تطمين المظلوم والمحروم بانه سيأتي اليوم الذي يعوضه الله تعالى فيه ويرد اليه الحق فيستقر ويهدأ.
واضاف اليعقوبي “مادام الموت حق ومنكر ونكير حقاً والنشور حقاً والحساب حقاً والجنة والنار حقاً وكل ما اخبر به الأنبياء والرسل، اذن فلا تخدعكم الدنيا بزينتها ومظاهرها الخلابة من مال وبنين وعشيرة وجاه وزعامة ومواقع في السلطة واي شيء اخر فأنها كلها تزول لذتها وتبقى تبعتها فالمظاهر الدنيوية التي تبعدكم عن الله تعالى”.
وتابع ان “تغرير الشيطان يكون من طريقين: الاول تزيين مشتهيات النفس واهوائها وكذلك تزيين زخارف الدنيا وبهارجها بغضّ النظر عن موافقتها لما يرضي الله وعدمها والطريق الثاني هو الاغترار بحلم الله تعالى وطول اناته عن الظالمين وعفوه وكرمه”.
واكد اليعقوبي كما ان “الشيطان لا يرضى من الناس إلا ان يرميهم في السعير فان شياطين الانس ودوائر الاستكبار والماسونية ايضا لا ترضى من الناس الا ان ينحّطوا الى اخّس درجات الهمجية التي تترفع حتى الوحوش عن ممارستها بحيث يُسنًّ الشذوذ الجنسي المسمى بزواج المثليين بقانون رسمي تُباركه الحكومات التي تدعي التحضّر”.وشدد اليعقوبي ان يكون سلاح الانسان في هذه المواجهة الشرسة والمعقدة والمفتوحة على الجميع الاتجاهات بالتوكل على الله تعالى وطلب العصمة والتسديد والتأييد والامر المهم هو الحذر والحيطة والتحفز والانتباه الى كل اشكال المكر والخداع حتى وإن اُلبست ثوب الخير والطاعة والدين والنصيحة، فان الشيطان يأتي لكل فرد أو جماعة من الجهة التي يخدعهم بها فعنده أدوات لعلماء الدين وأخرى للتجار وأخرى للسياسيين وأخرى للزعماء والوجهاء وأخرى للنساء وأخرى للشباب”.
وتطرق المرجع اليعقوبي الى مبدأ مهم في بناء الشخصية الاسلامية وهو ان من لا يقدّم ما عليه في طاعة الله فانه سيعطي اكثر منه ولكن في معصية الله حسب قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)”.
وبين اليعقوبي ” فالأموال التي بخل بها مشركو قريش ولم ينفقوها في طاعة الله تعالى لم ينتفعوا بها فقد انفقوها في الصد عن سبيل الله تعالى سواءاً بالحرب على المؤمنين او بمنع إقامة شريعة الله تعالى او بإبعاد الناس عن الدين ونحو ذلك من اشكال الصد عن سبيل الله تعالى فكانت عليهم حَسْرَةً في الدنيا لأنهم صرفوها في مضرتهم وجلب العار لهم او تركوها لذريتهم ولم تنفعهم إذ غُلبوا وهزموا ثم الحسرة الأكبر والعاقبة الأفظع في الاخرة حيث يساقون الى جهنم بكل إهانة وتعذيب”.
واوضح اليعقوبي “نكتشف حقيقة مهمة في حياتنا لو التفتنا اليها بعمق ووعي لأثّرت في توجيه الناس نحو الصلاح وخلاصتها ان من يمتنع عن بذل ما يتطلبه الايمان وطاعة الله تعالى فأنه سيضطر الى ان يعطي أزيد من ذلك راغماً في معصية الله تعالى فتجتمع عليه الحسرة والعقوبة لكن هذه الحسرة لا قيمة لها ولا ثمرة فيها لأنها جاءت في غير وقت العمل والتدارك”.
وكشف اليعقوبي “هذه الحقيقة القرآنية لا تختص بالكافرين، فقد يبخل المتدين الذي يصلي ويصوم لكنه لا يدفع الحقوق الشرعية فيبتلى بصرف ماله في أمور عبثية أو لهوية او كمالية او ربما محرمة فتكون الحسرة عليه مضاعفة لتقصيره في إداء الواجب عليه من جهة ولإنفاق المال في ما يوجب له حسرة وعقوبة بالنار من جهة أخرى”
واردف اليعقوبي “تمتد تطبيقات هذه الحقيقة الى كل المستويات فعلى صعيد الزعامات والقيادات المتبعة رأينا كثيراً من الناس يتبعون قيادات ما انزل الله بها من سلطان وربما تصل الى مستوى اتباع يزيد والمقبور صدام وأمثالهما من أجل فتات دنيا زائلة وتترك طاعة الله ورسوله والحجج المعتبرة والنتيجة خسران الدنيا والأخرة”.
وتابع اليعقوبي “هذا على صعيد الزعامات والقيادات الباطلة وأتباعهم من غير المؤمنين لكن هذه الحقيقة لها مستويات داخل المتدينين ايضاً، فقد يفضل الشخص الرجوع الى الجهة التي تحافظ على راحته ومصالحه وتداهنه او لأنها تعطيه ما يشتهيه ويوافق هواه ويدغدغ عواطفه، او لأنها لا تكلفه جهداً أو حركة، ويترك القيادة الحقة التي تذكره بالله وتعمل على إعلاء كلمة الله تعالى وصلاح الأمة والارتقاء بها لأنها تتطلب جهاداً للنفس وحركة وعزيمة، ونتيجةُ اختياره هذا نسيان ربه شيئاً فشيئاً وميله الى الدنيا والانشغالات التافهة ونقصان وعيه ودينه حتى يتحول الى شكليات وطقوس فارغة من المحتوى فتكون حسرة عليهم لانهم لم يستثمروا فرصاً كانت ستكسبهم درجات عالية في الجنة”.
واوضح اليعقوبي “وترتقي تطبيقات الآية حتى تصل الى مستوى بذل النفس فأن الأمة لما تتخاذل عن نصرة الحق فيكتب عليها الذلة والخنوع وتسلط الأشرار ولنأخذ مثالاً نعيشه اليوم وهو التصدي البطولي للمجاهدين والمتطوعين لصد الهجمة الهمجية للدواعش والإرهابيين الذين أعلنوا بصراحة انهم قادمون لنقض العتبات المقدسة في النجف وكربلاء واحتلالها وغرّهم سقوط الموصل وتكريت في يومين بأيديهم، فنهض المؤمنون الغيارى في وجوههم واسترجعوا منهم ما اغتصبوه وطهرّوا الأرض من رجس وجودهم وكلّفنا ذلك شهداء كرام وجرحى اعزاء لكن الثمن سيكون اضعافه لو تقاعسنا ولم نقم بهذا الواجب”.
وختم اليعقوبي خطبته بالقول ان “أعداء الإسلام من الطواغيت والقوى المستكبرة وذيولهم واتباعهم ومنفذي خططهم سيستمرون في انفاق أموالهم للصد عن سبيل الله بكل الأساليب، لكن النتيجة تكون واحدة دائما وقطعية وهي خسارة وحسرة ونشاهد هزيمتهم باستمرار بأذن الله”.

اترك تعليقاً