الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / أطفال الأنابيب بتقنية قريبة المنال تثير جدلا أخلاقيا
التولد الجيني يطرح الكثير من الجدل (صورة تعبيرية)

أطفال الأنابيب بتقنية قريبة المنال تثير جدلا أخلاقيا

السيمر / فيينا / الأثنين 24 . 04 . 2023 

مع اقتراب العلماء من تحقيق حلم جعل البشر قادرين على إنجاب أطفال دون معاشرة جنسية أو عمليات الإخصاب الصناعي (أطفال الأنابيب)، بات يثور الكثير من الجدل الأخلاقي والعملي بشأن ذلك.

وأوضحت صحيفة “يوس إس توداي” أن مثار الجدل يتمحور بشأن عدم الحاجة إلى بويضات المرأة أو حيوانات منوية من الرجل لإنجاب الطفل، ما يساعد على حل العديد من مشاكل العقم ذات الأسباب المختلفة.

ففي اجتماعات عقدت في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أميركا مؤخرا، ناقش باحثون نهج  “التولد الجيني” IVG، وهو يعد الأزواج العقيمين بالحصول على أطفال دون الحاجة إلى اللجوء إلى التبني.

وفي هذا الصدد، قالت عالمة الاجتماع بجامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا، أمريتا باندي أن : “إنشاء طفل مثالي وجيل خال من العيوب والأمراض لم يعد خيالا علميا”.

“حدث ثوري”

وكان عدد من العلماء قد توصلوا  إلى استيلاد سبعة من صغار الفئران من أبوين ذكرين، إذ أنتجوا للمرة الأولى بيضاً باستخدام خلايا ذكور فئران، بحسب دراسة نُشرت في مارس الماضي ووصفها باحث بأنها “ثورية”، بحسب وكالة فرانس برس.

ولا يزال الأسلوب الذي اعتُمد في الاختبار بعيداً عن استخدامه لدى البشر، ويرجع ذلك، من بين أمور أخرى، إلى معدل نجاح منخفض جداً وإشكاليات أخلاقية كثيرة يثيرها.

بيد أن هذا الاختراق العلمي يبعث آمالاً لناحية تبعاته المحتملة في مجال الإنجاب، إذ إنه قد يتيح لرجل واحد أن يكون لديه طفل بيولوجي من دون مساعدة بويضة أنثى.

والدراسة التي نشرتها مجلة “نيتشر” هي نتيجة بحث أجراه فريق ياباني بإشراف عالم الأحياء التطوري، كاتسوهيكو هاياشي، من جامعة كيوشو.

وقال هاياشي في مقابلة الشهر الماضي: “أمنيتي الأساسية هي المساهمة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من العقم”. “ما أفعله الآن هو علم الأحياء الأساسي للغاية”.

وكان الفريق قد أجرى التجربة على فأر ذكر بعد أن سبق تطبيقها على أثنى، إذ تم أخذ خلايا الجلد من ذيله، قبل أن يحولها الباحثون إلى ما يسمى بالخلايا الجذعية متعددة القدرات، أي أنها قادرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا.

وكما الحال لدى البشر، تحتوي خلايا الفئران الذكرية على أزواج XY (إكس واي) من الكروموسومات (الصبغيات)، وتحتوي الخلايا الأنثوية على أزواج XX (إكس إكس).

وخلال هذه العملية، حصل الباحثون على نحو 6% من الخلايا التي فقدت كروموسوم “واي” الذي يمنحها الصفة الذكورية، ثم استنسخوا كروموسوم “إكس” المتبقي، للحصول على زوج “إكس إكس” الخاص بالأنثى.

واستُخدمت الخلايا المحولة لتكوين بويضات، جرى تخصيبها بنطفة ذكر فأر، ثم زرعها في رحم فئران بديلة.

وحذر هاياشي بشأن تعديل المجين البشري في لندن، من أن عقبات كثيرة لا تزال تعترض التجارب البشرية.

ووصف مدير مختبر تحديد النوع الاجتماعي في جامعة بار إيلان الإسرائيلية نيتسان غونين، هذه الدراسة بأنها “ثورية”.

وأوضح جوناثان بايرل وديانا ليرد، وهما خبيران في التكاثر والخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، عبر مجلة «نيتشر» أنه لا يوجد ما يضمن نجاح التجربة باستخدام الخلايا الجذعية البشرية.

أسئلة مفتوحة

وفي المقابل، فإن تلك التجارب الواعدة تثير الكثير من الأسئلة فيما إذا يمكن اعتبار التولد الجيني IVG آمنًا للبشر، وكم عدد الأجنة التي يجب التضحية بها في هذه العملية.

وهنا يوضح كل من جوناثان بايرل وديانا ليرد، وهما خبيران في التكاثر والخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أنه لا يوجد ما يضمن نجاح التجربة باستخدام الخلايا الجذعية البشرية.

كنهما وصفا نتائج أبحاث الفريق الياباني بأنها “محطة بارزة في بيولوجيا الإنجاب”، مع إمكانية استخدامها لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض التي لم يبق منها سوى ذكر واحد قادر على التكاثر.

وأما عالم أخلاقيات علم الأحياء ومؤرخ العلوم في جامعة ولاية أريزونا، بن هورلبوت ، فقال قبل المشاركة في اجتماعات الأكاديمية الوطنية للعلوم أن تلك التجارب عبارة عن”تحريف لقدسية الإنجاب باعتباره جانبًا أساسيًا من جوانب الحياة البشرية”.

وأضاف”إنها تجعلها مشروعًا صناعيًا يستجيب لرغبات العملاء في المستقبل”.

وشدد على : “الطفل الذي سيخلق لن يكون ذلك لمصلحته، ولكن من أجل الآخرين.. ذلك الطفل هو تعبير عن رغبات الآخرين”.

وأثار العديد من المشاركين في المؤتمر  قضايا تبعث على القلق شبح إنجاب أطفال يبلغون من العمر 90 عامًا أو أطفال ينجبون أطفالًا.

ومع ذلك يتفق الباحثون وعلماء الأخلاق على حد سواء على أنه لا بأس من “العبث بالجينات” من أجل علاج طفل مريض. 

كما أعرب العديد من الحاضرين في المؤتمر عن قلقهم من أن دولًا أخرى قد تواصل تطوير تلك الأبحاث بغض النظر عن أي مخاوف أخلاقية وعلمية.

وأوضحت كاتي هسون ، المديرة المشاركة للعلوم في مركز علم الوراثة والمجتمع ، وهي مجموعة تدافع عن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا الجينية أن هناك نوع من  “الأنانية والحوافز في  الابحاث العلمية”.

وأضافت: “هذا يغذي أيضًا حججًا مثل إذا لم نفعل ذلك فإن الدولة الفلانية سوف تسبقنا، ولذلك يجب أن تكون راية السبق لنا”.

وتابعت:  “الأرباح التجارية والتسويق لتلك التقنيات قد يكون حافزا كبيرا للمضي فيها”. 

المصدر / الحرة / ترجمات

اترك تعليقاً