فيينا / الأحد 08. 09 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
فاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد بولاية ثانية بعد حصده نحو 95% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في اليوم السابق واتسمت على غرار سابقتها بمشاركة منخفضة.
وأعلن رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي أنه من أصل خمسة ملايين و630 ألف صوت مسّجل، حصل تبون على خمسة ملايين و320 ألف صوت، أي 94,65% من الأصوات.
ولم يقدّم شرفي أرقاما جديدة بشأن المشاركة بعدما أعلن خلال الليل أن “معدل نسبة المشاركة بلغ 48% عند غلق مكاتب الاقتراع”.
وكانت نسبة المشاركة الرهان الرئيسي للاقتراع، فقد أراد تبون أن يكون “رئيسا عاديا دون تشكيك في شرعيته” كما كان الحال قبل خمس سنوات، وفق ما رأى حسني عبيدي مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف.
فاز تبون بولايته الأولى في انتخابات كانون الأول/ديسمبر 2019 بنسبة 58% من الأصوات ولكن بمشاركة أقل من 40%. وأجري التصويت في حينه وسط الحراك الاحتجاجي المنادي بالديموقراطية وتغيير النظام القائم منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962. ودعت العديد من الأحزاب حينذاك إلى مقاطعة الاستحقاق.
المعارضة تندد بـ”مهزلة”
وبعد الإعلان عن “معدل” مشاركة أقل بسبعة نقاط عن المسجل عام 2019 عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، مددت سلطة الانتخابات التصويت ساعة واحدة السبت حتى الثامنة مساء (السابعة مساء بتوقيت غرينتش).
وصدرت النتائج بعد ساعات من تنديد المرشح الإسلامي المعتدل عبد العالي حساني شريف بـ”أعطاب” و”ممارسات قديمة” شابت الانتخابات. واستنكر فريق حملته “الضغط على بعض مؤطري مكاتب التصويت لتضخيم النتائج”.
كما استنكر “استخدام مصطلح غريب لما سمي بـ+معدل نسبة المشاركة+”، أي متوسط المشاركة في مختلف الولايات. وتحتسب نسبة المشاركة عادة بعدد الأصوات مقسوما على عدد الناخبين المسجلين (24,5 مليون في الإجمال).
وبمجرد إعلان النتائج ندّد أحمد صادوق، مدير الحملة الانتخابية لحساني شريف، بها واصفا إياها بـ”المهزلة” و”العبث” و”تشويه لصورة البلد”.
وقال “تابعنا الإعلان المهزلة الذي كان منذ قليل باستغراب واستهجان كبير. هذه الأرقام المعلنة التي لا علاقة لها بما تم إعلانه أمس خاصة بما تعلق بنسبة المشاركة ولا علاقة لها بالمحاضر التي لدينا”.
وتساءل “لماذا لم يتم إعلان نسبة المشاركة بالأصوات الملغاة وهي رقم رئيسي في إعلان النتائج؟”.
وبحسب الأرقام التي أعلنتها السلطة، فقد تحصل حساني شريف على 178797 صوتا أي بنسبة 3,17%، بينما أكد صادوق ان “محاضر 41 ولاية (من أصل 58) أعطت حساني شريف 328 ألف صوت”.
قبل إعلان النتائج، قال التاجر حسان بوداود (52 سنة) لوكالة فرنس برس “نريد فعلا أن تسفر هذه الانتخابات عن تغيير حقيقي ونحو الأفضل في حياة المواطن. نحن متفائلون بأن الرئيس القادم سيولي اهتماما كبيرا لمشاكلنا”.
وغير بعيد عنه، وافقه العامل اليومي إبراهيم سنجاق الرأي قائلا إن الجزائريين “يبحثون عن الاستقرار وفرص العمل والعمل والسكن”.
وكان تبون الأوفر حظا في الانتخابات بعدما استفاد من دعم أربعة أحزاب رئيسية، أبرزها حزب جبهة التحرير الوطني.
وتعهد المرشحون الثلاثة بمواصلة تعافي الاقتصاد الذي ينمو بمعدل 4% منذ عامين، وجعله أقل اعتمادا على النفط والغاز (95% من عائدات النقد الأجنبي).
“ضعف المشاركة الشعبية”
معتمدا على المكاسب من بيع الغاز الطبيعي الذي تعد الجزائر المصدّر الرئيسي له في إفريقيا، وعد عبد المجيد تبون بتحسين المعاشات التقاعدية والرواتب، وتوفير 450 ألف وظيفة جديدة، وتعزيز الإسكان الاجتماعي، وجعل الجزائر “الاقتصاد الثاني في إفريقيا”.
واعتبر عبيدي أن ضعف التعبئة الانتخابية ناتج عن “الحملة الانتخابية المتواضعة” مع وجود متنافسَين “لم يكونا في المستوى” المطلوب ورئيس “بالكاد عقد أربعة تجمعات”.
وتساءل “ما الفائدة من التصويت إذا كانت كل التوقعات تصبّ في مصلحة الرئيس؟”.
وأشار إلى أن الرئيس خرج منتصرا بسهولة لكن “هذا النصر يبدو وكأنه نداء استفاقة”، خاصة بعد فشله في كسب تأييد الناخبين الشباب الذين يمثلون ثلث الناخبين وأكثر من نصف الجزائريين البالغ عددهم 45 مليون نسمة.
واعتبر أن بمقدور تبون “تجاوز ضعف المشاركة الشعبية لكن بشرط إعادة النظر في أسلوب حكمه والقيام بتغييرات في حكومته”، وإلا فإن حصيلة حكمه الذي عانى “عجزا في الديموقراطية” يمكن أن تشكل عائقا خلال ولايته الجديدة.
في حين لم يتطرق تبون إلى ملف الحريات، وعد مرشحا المعارضة بمزيد من الحقوق والحريات خلال حملتهما الانتخابية. وتعهد مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية بـ”الإفراج عن سجناء الرأي من خلال عفو رئاسي ومراجعة القوانين الجائرة” المتعلقة بالإرهاب والإعلام.
واتهمت منظمة العفو الدولية غير الحكومية السلطة في الجزائر الأسبوع الماضي، بـ”خنق المجتمع المدني من خلال قمع مروّع لحقوق الإنسان” و”توقيفات تعسفية جديدة ورفض أي تسامح مع الأصوات المعارضة”.
وبحسب اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، ما زال عشرات الأشخاص في السجون بسبب نشاطهم المرتبط بالحراك.
وبعد صدور النتائج الرسمية، هنّأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تبون على إعادة انتخابه، متمنيا له “التوفيق والسداد في ولايته الرئاسية الجديدة”، بحسب بيان للديوان الأميري.
© 2024 AFP
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك