السيمر / الثلاثاء 20 . 12 . 2016 — حالة من الغضب انتابت الجميع، عقب استخدام مجموعة من السيدات وطفلين فى تصوير مشاهد مفبركة بين الأطلال والدماء قرب قناة السويس فى نطاق محافظة بورسعيد، على أنها فى مدينة “حلب” السورية، لبثها على “السوشيال ميديا” لكسب تعاطف روادها، دون اكتراث بقتل براءة الأطفال عن طريق استخدامهم فى هذه المشاهد الدموية وتعنيفهم ورعبهم كى يظهروا فى حالة بكاء وخوف.
وأكد الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، أن استخدام الأطفال بهذه الطريقة يقتل براءتهم، ويعد من أشد أنواع العنف ضد الأطفال، ويؤثر على مستقبلهم لاحقاً، حيث يظهر هؤلاء الأطفال أكثر عنفاً مستقبلاً ويكرهون كل شىء.
وأضاف أستاذ الطب النفسى، لـ”اليوم السابع”، أن هؤلاء الأشخاص يجبرون الأطفال على الظهور فى مظهر الخوف والرعب، مما يجعل الطفل يتأثر نفسياً بذلك، ويعيش “كوابيس” الأحلام واليقظة لفترات زمنية طويلة، ولا يستطيع نسيان ما حدث.
وتابع: هؤلاء الأطفال يشعرون دائماً بإحساس عدم الأمان، ويتم تدمير شخصيتهم نهائياً، ويكرهون المجتمع وجميع من حولهم، بعد هذه المشاهد.
وبدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، إن هؤلاء الأشخاص يقتلون براءة الأطفال بهذه المشاهد القاسية، ويقتلون الطفولة داخل هؤلاء الصغار، لافتاً إلى أن هؤلاء الأشخاص يستغلون السوشيال ميديا للترويج لهذه الفيديوهات والصور المفبركة، ومن ثم يجب شن حرب على الجريمة الإلكترونية وخضوع الفيس بوك للمراقبة الأمنية المستمرة، فضلاً عن ضرورة عدم اعتبار السوشيال ميديا مصدراً للأخبار لأنها تنقل الكثير من الشائعات التى تضر الأمن القومى.
كانت وزارة الداخلية أعلنت القبض على مجموعة أشخاص، يصورون الأطفال فى مشاهد مفبركة وسط الأطلال على أنهم فى “حلب السورية”، لبثها على مواقع السوشيال ميديا.
وأعلنت الوزارة فى بيان لها، عن ضبط كل من “سحر. م. ع”، و”سياف. أ. إ”، و”محمد. ح”، و”مصطفى. أ. م”، و”مصطفى. أ. ع.” مصور فوتوغرافى، مقيمون جميعًا فى بورسعيد، وبرفقتهم الطفلان “رغد. أ. أ” 12 سنة، و”سيف. أ” 8 سنوات، ابنا الأولى، وذلك أثناء افتعال الأخير “المصور” مشهد للطفلة وتصويرها مرتدية فستانًا أبيض ملوثًا باللون “الأحمر” المشابه للدم، وبيدها “شاش” ملوث باللون نفسه، ودمية صغيرة ملوثة بالأحمر أيضًا، وفى خلفية المشهد أطلال منزل متهدم سبق صدور قرار إزالة بشأنه.
وأضافت وزارة الداخلية أن عملية الضبط جاءت فى ضوء اضطلاع الإدارة العامة لتأمين محور قناة السويس بتشديد الرقابة وإحكام السيطرة على المناطق المتاخمة للمجرى الملاحى لقناة السويس، وفى ضوء التنسيق مع الجهات المعنية.
واعترف المتهمون بتصويرهم تلك المشاهد لنشرها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لإيهام مشاهديها بأن تلك الصور محصلة الأحداث الجارية فى مدينة حلب بدولة سوريا، وضبطت بحوزتهم كاميرا تصوير و6 تليفونات محمولة وعلبة بلاسيتيكة بداخلها المادة الحمراء المستخدمة فى تلك المشاهد.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المضبوطين، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس الأخير “القائم على عملية التصوير” أربعة أيام على ذمة التحقيق، وإخلاء سبيل باقى المتهمين بضمان مالى، وتسليم الطفلة لولى أمرها بعد أخذ التعهد عليه بحسن رعايتها.
اليوم السابع