السيمر / الاحد 20 . 08 . 2017 — بينما يضيق الخناق على الخلية المغربية المتهمة بتنفيذ أعمال ارهابية في اسبانيا مؤخراً، يتحول الانتباه الى مئات الارهابيين والجهاديين العائدين الى اوربا عبر مضيق جبل طارق الذي يخشى مسؤولو المخابرات ان يشكل تهديداً كبيراً على اوربا.
خشية المسؤولين، هي من وصول اكثر من 1000 جهادي تم تهريبهم الى المغرب وتونس من ساحات المعارك المتعثرة لداعش في العراق على وجه التحديد. ويعتقد ان حوالي 300 عادوا الى المغرب قادمين من العراق ويعتقد ان 12 عنصراً منهم يقفون وراء تفجيرات برشلونة.
ويتحدث عضو سابق الذي يشكل ذراعاً في العمليات الارهابية المتطرفة، عن هجرة مسلحي داعش المتضمنة كبار المسلحين والقياديين الذين هربوا من ساحات القتال في العراق وتحديداً في الموصل، لشعروهم بالخيبة من الخسائر العسكرية.
ومع انكماش الاراضي التي تسيطر عليها داعش، يعتقد كثيرون ان الجهاديين سيصلون الى بلادم ويأخذون مظالمهم ويبدأون بتنفيذ عمليات ارهابية هناك، وهذا الحال جرى في اسبانيا.
وفي ذروة سيطرة داعش على مساحات شاسعة من العراق، يُعتقد ان ما يصل الى 1600 مغربي سافر الى العراق، مما يجعل جنسية المغاربة الأكثر وصولاً الى العراق. ومنذ ذلك الحين، قُتل نصف هذا العدد، ويُخشى منذ فترة طويلة من ان يكون شمال افريقا ملاذا آمناً لهم، ويمثل نقطة انطلاق للهجمات الارهابية في اوربا، والانتقام من خسارة الارض.
ويقول قيادي سابق في تنظيم داعش الذي تخلى عن دوره في التنظيم منذ اواخر عام 2015، انه قام بتجنيد ستة مغاربة في العراق لتنفيذ عمليات ارهابية في اوربا، وهؤلاء الشباب سافروا الى اوربا عبر شمال افريقيا، وجميعهم كانوا متطرفين.
وخلال مقابلته مع الصحفيين أكد القيادي في التنظيم الارهابي (داعش) “كانت فرنسا منزعجة من حياتها، وقالي لي أحد الأخوة، انه بيع المخدرات هناك رائجاً، لذا يجب إصلاح الامر. كانوا هؤلاء الشباب يبحثون عن شيء في باريس، ومتطوعين لتنفيذ اية عملية هناك”.
الشعور بالصراع الطبقي في المجتمعات الفرنسية التي يعتبرها الارهابيون غير مرغوب بها، تشكل موضوعاً حساساً لديهم، وهذا الحال ينطبق على المسلحين التونسيين الذين حققوا أعلى نسبة تمثيل في داعش بين صفوف المسلحين الآخرين، اذ وصل عددهم الى 1800 مسلح بين رجل وفتى، تم نشرهم في كأنتحاريين في اواخر العام 2014 في مدينة كوباني الكردية، فضلاً عن اخرين تم نقلهم الى الموصل لكن محاولة النقل باءت بالفشل.
ويتحدث الزعيم السابق لدى داعش عن الجهاديين الذين اشتكوا من التمييز وانهم لم يُعاملوا معاملة عادلة ابداً، بحسب تعبيره.
وتبدو اليوتيوبيا المتصورة للجماعة الارهابية التي اعلنها المدعو ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في منتصف عام 2014، مهدت الطريق لواقع الحرب والخسائر الوحشية التي لا هوادة فيها، لذلك بدأ مسلحو داعش المغاربة بالاتصال بعائلاتهم بحثاً عن سبل للعودة مع اشتداد القتال في الموصل.
ويعتقد ان العديد عادوا الى ديارهم عبر الحدود التركية، رغم تشديدات الأمن التركي على عملية تسلل المسلحين الارهابيين التي اثمرت عن اعتقال اكثر من 30 مسلحاً مغربياً في تركيا.
وحين بدأ الخناق يضيق على المغاربة في الموصل، امر تنظيم داعش قيادييه بإرسال المغاربة الى ساحات المعارك السورية في الشمال، فتوفى الالاف منهم في سلسلة من الدفعات غير المجدية ولاسيما ضد الجماعات الكردية المدعومة امريكياً.
ويروي الزعيم السابق لدى داعش عن ارسال مئات الاشخاص الموت المجاني، فقط لانهم يريدون الموتو فلو رأي غير المغاربة ماذا حل بالمغاربة لما رغبوا بالانضمام لداعش، بحسب تعبيره.
ويقول مسؤولو الرباط، انهم يملكون فهماً قوياً لرغبات مواطنيهم الذين غادروا البلاد وعادوا خائبين. ويُعتقد ان السلطات سجنتْ 90 جهادياً مغربياً فور وصولهم من العراق. ويؤكد المسؤولون، ان المغاربة حين وصولوا الى بلادهم، دخلوا بجوازات سفر ليبية مزيفة.
المصدر: الاوبزيرفر
ترجمة: وان نيوز