السيمر / الثلاثاء 29 . 05 . 2018 — وصف دبلوماسي ايراني، العلاقات مع العراق بـ”المثالية”.
وقال سفیر ایران الأسبق فی العراق، حسن دانائي فر في مقابلة مع صحيفة [إيران]، أن العلاقة بین ایران والعراق لامثیل لها، لأن معظم القادة العراقیین الحالیین من العرب والأكراد ومن جمیع الأدیان، عاشوا لسنوات في إیران، فهم على درایة بثقافة وشعب إیران والحكومة الإیرانیة، وهذا یخلق علاقة ودیة وعمیقة للغایة لا وجود لها مع الدول الأخرى”.
وأضاف “العراق مستقل ویجب أن یقرر مستقلًا، ونعتقد أن التدخل الأمریكي لا معني له”.
وأشار فر “على عكس بعض التصورات والدعایة الأعلامیة، إن السعودیین أینما حاولوا، فإنهم لم یفشلوا فقط في تطویر وجودهم ونفوذهم، بل قاموا أیضاً بتعطیل وضعهم الحالي، كان لدیهم علاقة ذات مغزي مع سوریا التي فقدوها الآن”.
وتابع “كان السعودیون لهم موقف حاسم في أفغانستان في وقت ما، وكانت لهم الید الطولي جدًا في باكستان، دعونا نقترب أكثر، الانتخابات البرلمانیة الأخیرة في لبنان دلت على عدم جدوي إنفاق ملیارات الدولار من قبل الریاض، لأنه على النقیض من مطالبهم، فأن حزب الله وحلفائه حازوا على 1+50 من مقاعد البرلمان وفقد تیار المستقبل بقيادة [سعد الحريري] [حليف السعودية] 30 في المئة من مقاعده، مما سبب نوعاً من الاحباط لدى السعودیین، لذا سأكتفي بهذا ولا أدخل في النقاش حول الأوضاع القائمة في الیمن والعلاقات السعودیة مع مصر وقطر والسودان”.
وأكد “إنهم [السعوديون] لا یعرفون أن قضایا الشرق الأوسط قضایا متعددة الأوجه ولا یمكن معالجتها من خلال تحلیل واحد، قضایا الشرق الأوسط لا تحل مع وصول شاب ورحیل رجل عجوز” في إشارة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبين السفیر دانایی فر “في حالة العراق، لن ینسى أي منا سنوات الدعم السعودي لصدام قبل غزوه الكویت، وكان اقتراحهم خلال الحرب [العراقية- الايرانية] هو عدم انهیار هیكل نظام البعث، وان یحل أحد أبناء صدام محله في نهایة المطاف”.
وقال “هذه هي نتیجة تلك التطورات التي تكررت مرارا وتكرارا، كانوا یقولون للأمریكیین إنكم وضعتم العراق في صینیة من الذهب وتبرعتم به للآخرین، حتى قبل حوالي ست سنوات من الإطاحة بصدام واستقرار الحكومة العراقیة الحالیة كان هذا الموضوع على جدول أعمالهم، أنفقوا الكثیر لكنهم لم یحققوا مآربهم”.
وأضاف “بالطبع، المملكة العربیة السعودیة تحب أن تكون أقرب إلى العراق، ومن أسبابها یمكن أن تكون الحدود المشتركة التی تمتد على مسافة 800 كم، والأسباب الاقتصادیة، وتوازن القوي في المنطقة، لكن في الأساس، فإن التفكیر القائم بین السعودیین لا یمكن أن یكون قریباً من الثقافة الحالیة في العراق”.
ونوه الى ان “اللغة المشتركة وحدها لیست كافیة ویجب أن تكون هناك مكونات ثقافیة أخرى لتحقیق التقارب الضروري، ومع ذلك، فإن السعودیین یحاولون”.
وقال دانائي فر “بوصفنا بلد جار وصدیق للعراق، لم ولن نستاء من هذا الجهد، فالعراق بلد عربی، یجب أن تكون له علاقات مع العالم العربي، لا أحد یعارض هذه العلاقة، والعراق بلد مستقل، وهو أیضا بلد عربي ولا یمكن أن یستمر خارج العالم العربي، لدیهم الحق، ویجب أن یستخدموا إمكانات العالم العربي اقتصادیاً ومالیاً وسیاسیاً وفي المجتمع الدولي”.
واستطرد السفیر الايراني قائلا “بالمناسبة، الاقتراح الذی عرضه السید مقتدى الصدر بخصوص ضرورة استقلال العراق كان جیدا، ونحن ندعمه أیضاً، العراق بلد ذو سجل تاریخي قدیم، وهو ثاني أو ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، وهو أحد الدول العربیة التي یمكن أن تكون منافسا للسعودیة، كما هو الحال في مجال إنتاج واستخراج النفط ینافس السعودیة، والعراق بلد مستقل، ویجب أن یبقي مستقلاً ؛ لقد قلنا ذلك منذ البدایة”.
وتابع “أود أن أقول بالمناسبة، كانت إحدى سمات التیار الصدري معارضة الاحتلال وتدخل أمیركا وآخرین في شؤون العراق، هذا الكلام سلیم ونحن نؤیده، لكن صداقتنا وعلاقاتنا الطبیعیة القائمة لا تعني التدخل في شؤون العراق، في الانتخابات، حاولت بعض الدول أیضا أن تنسب بعض القوائم إلى إیران”.
ولفت الى ان “التیار الصدري هو أقرب تیار للمقاومة، ولذلك، فإن مسار علاقاتنا مع الحكومة العراقیة مستمر على نفس الأساس، في إطار الاستقلال وعدم تدخل البلدین فی الشؤون الداخلیة لبعضهما البعض، سیتواصل كما كان، ویستمر في المستقبل”.
وقال ان “علاقاتنا الاقتصادیة مع العراق علاقات جیدة، ومع ذلك، یمكن أن تكون أفضل من هذا وتتعزز أكثر فاكثر، لكن یجب أن نعرف أن السوق العراقیة والسوق السوري سیكونان سوقین منافسین، السوق العراقي مفتوح للجمیع، یجب أن نكون قادرین على التواجد هناك بالتناسب مع وضع السوق، ونحاول أن لا نخلق مساحة حیث یمكن للآخرین أن یحلوا محلنا، لا توجد مخاوف بشأن الالتزامات الاقتصادیة التي تم تقدیمها حتى الآن، لأن الالتزامات بین الدول لا تتغیر مع تغییر الحكومات”.