السيمر / الأربعاء 29 . 08. 2018
عباس راضي العزاوي
اي شخص يؤمن بالديمقراطية لا يمكن أن يقبل بديمقراطية العفرته وفرض الإرادات أو ديمقراطية الأمر الواقع المتفرعنه بسياط ارث ديني أو قومي او عشائري أو حتى عائلي فأنا شخصيا لااؤمن بالدم الازرق ولا بالنُبل المصطنع والموروث، فأي شخص مهما ينحدر من عائلة بسيطة لا تمتلك مؤهلات يعتقد بها المجتمع الشرقي المسلم كامتياز صنعته العقلية البدوية المتخلفة عبر العصور بإمكانه أن يكون رئيس الوزراء أو رئيس جمهورية أو وزير، ولافرق عندي بين الغني والفقير في انحداره العائلي الا بمقدار حبه للوطن، لانه المعيار الاجدر بالأخذ، رغم انتكاسة الوعي الشعبي حول شخصية المسؤول وتاريخه عادة وهل كان ابيه يبيع الشاي ؟ام يبيع الذهب والعقارات أم عالم جهبذ او استاذ جامعي؟ فالأولاد يرثون لون العين والبشرة أو الطباع السيئة منها والحسنة ولكنهم لايرثون المهنة الأكاديمية فأبن الطبيب ليس طبيبا بالضرورة، كما هو ابن المهندس أو ابن المحامي أو ابن رجل الدين ، فأنا لا اعتقد بهذه القوالب المتحجرة التي درجنا عليها منذ آلاف السنين ، كما لا اعتقد بأن الامام علي ابن ابي طالب ع قال هذا الحديث عن الفقراء ( لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق بل اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق.) الذي يجتره الكثير وفي كل حادثة فساد او اخفاق حكومي لأن امامنا سيد البلاغة وسيد المنطق فكيف يعمم بحكم ويجمع جميع الفقراء ليضعهم في مفهوم فكري واحد ينم عن احتقار وتقليل من قيمتهم الانسانية لمجرد تغيير في مستوى معيشتهم، ومانعرفه أن الأغنياء عموما من لايهتمون لأحد بل ربما يسخرون من الفقراء عادة وليس العكس إلا إذا أصابت المرء عقدة نفسية فهذا موضوع ثاني.
ولكن مع هذا أجد أن إعادة توزير اي شخص حدثت مشاكل وصراعات في وقته سوى كانت حقيقية ام مفتعلة سنعود لنفس الإشكالات والمصائب لأن ثمة عطب كبير داخل المنظومة التعليمية والأخلاقية والدينية جعلت من اختلافاتنا خلافات وصراعات دموية يحكمها الموت والرصاص ولا تنسوا أن القواعد هي ادوات الصراع الفعلي ،لان القادة في بروجهم العالية والمحصنة وانتم تموتون على الارض كأجمل اضاحي غير مأسوف عليكم ولكن بقليل من الوعي وتفعيله سيدفعنا الى الامام ،كي لاترث الأجيال القادمة خيبتنا وبؤسنا كما ورثنا نحن البعث الفاشي وحكم العشائر من أجدادنا العظام.