أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / بعد نفوق آلاف الأطنان بسببه.. ما هو المرض المنتشر بين الاسماك وكيف يمكن التعامل معه؟

بعد نفوق آلاف الأطنان بسببه.. ما هو المرض المنتشر بين الاسماك وكيف يمكن التعامل معه؟

السيمر / السبت 03 . 11 . 2018 — تفاقمت حالة نفوق الأسماك في المحافظات الوسطى، ومحافظة البصرة، خلال الأيام الأخيرة، بشكل دفع عدداً من السياسيين وصناع الرأي العام في العراق، الى المطالبة بالتحقيق في أسباب الظاهرة، مرجحين أنها “كانت عملية مقصودة”.
وسرعان ما انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل، توثق نفوق الاف الاطنان من الأسماك، بشكل تطلب استخدام اليات ضخمة، لرفعها من البحيرات والاحواض، الأمر الذي أثار رأي مستخدمي مواقع التواصل ايضاً، الذين قدموا عدة تفسيرات، الى جانب التفسير الذي قدمته وزارة الزراعة العراقية.
مصدر في دائرة بيئة ديالى قال لـ (بغداد اليوم)، إن “هناك حالات نفوق لا تحصى واعداد كبيرة في محافظة ديالى في بحيرات واقفاص في الانهر نفقت فيها”.
وأضاف، أن “نحو 45 طناً من الأسماك نفقت في ديالى فقط، والأسباب مجهولة”، مبيناً أن من أعراض المرض المنتشر بين الأسماك “تورم خلف الاسنان الغلصمية، يظهر واضحاً خلال عملية الفحص، في الأسماك المصابة”.

الوقاية- العلاج- الاعراض
الطبيية البيطرية تماضر الشمري قالت بدورها لـ (بغداد اليوم)، إن “سبب هذه الهلاكات هو مرض تعفن الغلاصم عند سمك الكارب، وهو مرض فطري يصيب الكارب في الصيف يسببه فطر يدعى Branchimoycas Sanguinis يهاجم الشرايين الغلصمية لغناها بالأوكسجين حيث يتكاثر في الشعيرات الدموية حتى تنفجر فيتوزع العامل المسبب على كامل الغلاصم ويسبب تفتتها ما يؤدي الى نفوق الأسماك بالاختناق”.
وبحسب الشمري، فإن “العوامل المساعدة لظهور المرض وانتشاره، هي؛ الكمية الكثيفة للاسماك في وحدة المساحة بما لايتناسب مع تدفق الماء إلى الأحواض / قلة تجديد مياه الأحواض، وارتفاع درجات الحرارة فوق 25 مئوية، وارتفاع كمية المواد العضوية في المياه وخاصة في مزارع تربية البط مع الأسماك والأحواض المهملة، فضلاً عن عدم مراقبة المعالف، وعدم تنظيم ورود الماء”.
أما الأعراض المرضية، فإن تتراوح بين “لون الغلاصم المتبدل ما بين الأحمر النزفي والباهت، وتفتت الصفيحات الغلصمية، التصاق الصفيحات الغلصمية فيما بينها بعد الشفاء”.
وعن الوقاية، قالت الشمري أنها تكمن في “تجنب العوامل المساعدة لظهور المرض وانتشاره”.
فيما ذهبت إلى أن المعالجة تتم عبر اتخاذ عدة إجراءات سريعة، من بينها وقف تقديم الأعلاف، زيادة تدفق الماء إلى الأحواض وتجديد مائها، رش الكلس الحي في الأحواض وبمعدل 100 كغ لكل هكتار، إخراج الأسماك الميتة من الأحواض وإتلافها خارج الماء، وتجفيف الأحواض في الخريف بعد بيع المحصول”.

الزراعة تبرر
ومن جانبها، قالت وزارة الزراعة العراقية، في بيان لها، تلقته (بغداد اليوم)، إنه “في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الزراعة الى تحقيق الاكتفاء الذاتي لأهم المنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني من خلال تقديم الدعم للمزارعين إلا أن غالبا ما يواجه القطاع الزراعي مخاطر انتاجية تتمثل بانتشار الأوبئة والأمراض والتغيرات والبيئية والمناخية”، مبيناً أن “ما حصل في محافظة بابل وقبل مدة في بغداد وديالى من نفوق بكميات كبيرة للاسماك بعد ما وصلنا للاكتفاء الذاتي و سد حاجة السوق من الاسماك له الأثر الكبير على الثروة الحيوانية حاليا”.
وقال وكيل الوزارة مهدي سحر الجبوري، بحسب البيان، إن “من أهم الاسباب هو انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الايرادات المائية من تركيا وبالتالي ركود وتوقف جريان المياه في بعض مناطق تربية الأسماك بالأقفاص العائمة اضافة الى ما يلقى في نهري دجلة والفرات من ملوثات صناعية ومنزلية بدون عمليات معالجة وتدوير للمياه”.
وتابع، ان “عدم الالتزام بالضوابط والمحددات البيئية من خلال وجود أعداد كبيرة من المتجاوزين من مربي الاسماك بالاقفاص العائمة وكذلك كثافة التربية في وحدة المساحة ( 25 سمكة للمتر المكعب الواحد) ادت الى نقص الأوكسجين وتحفيز الإصابات الفطرية والبكتيرية نتيجة تخمر مخلفات اﻻعلاف وفضلات اﻻسماك في قاع النهر الراكد وانبعاث غاز اﻻمونيا نتيجة التحلل مما ادى الى تعفن او تلف غلاصم اﻻسماك وبالتالي نفوقها”.
وبين الجبوري، أن “وزير الزراعة اوعز مع بداية ظهور الإصابة بتشكيل لجنة لمتابعة الموضوع واوصت اللجنة الوزارية بإزالة جميع المتجاوزين من مربي الاسماك بالاقفاص العائمة غير المجازين وازالة الاسماك النافقة في الانهر وبالتعاون مع وزارة الصحة والبيئة والمحافظات وكذلك إلزام المربين بالالتزام بالضوابط والمحددات البيئية ونظام التربية الصحيح وكذلك إلزام المربين بفحص الأعلاف المستخدمة للاسماك من قبل دائرة الثروة الحيوانية وعلى المربين ايضا إبلاغ المستشفيات والمستوصفات البيطرية عن اي حالة مرضية او غير طبيعية تظهر على الأسماك”.

حرب على الثروة السمكية العراقية؟
ولم تخلُ التفسيرات، على المستوى السياسي والشعبي، من شكوك بأن تكون الظاهرة قد انتشرت بفعل فاعل، في الوقت الذي طالب فيه سياسيون بالتحقيق الفوري، وطمأنة الأهالي بشأن المرض الذي قال مختصون أنه “لا ينتقل للبشر”.
المتحدث باسم عصائب أهل الحق، النائب نعيم العبودي، دعا الجمعة الحكومة الى اجراء تحقيق فوري بحادثة نفوق الأسماك في عدد من محافظات الفرات الأوسط العراقي.
وقال العبودي، في تغريدة على موقع “تويتر”، إن “نفوق الاسماك بهذا الحجم في بعض المحافظات هو كارثة كبيرة، ولا يمكن تصور الحدث بالأمر الطبيعي والعابر”.
ودعا الحكومة العراقية إلى “التحقيق الفوري بالحادثة وبيان ذلك للرأي العام، مع وضع حلول آنية وسريعة لهذه المشكلة”.
أما عضو مجلس النواب، فائق الشيخ علي، فقد رأى أن نفوق الاسماك “تم بفعل فاعل وليس مرضاً من الثمانينات”.
وقال الشيخ علي، في تغريدة على موقع “تويتر”، إن “القضاء على الثروة السمكية العراقية النهرية، إبتداءً من سدة الهندية وكارثة نفوق الأسماك، ليس مرضاً ثمانيني كما تبرر وزارات حكومية”، مبينا “بل هو تدمير تمَّ بفعل فاعل”.
وأوضح: “هو استخدام مواد كيماوية، هو تجويع تقوم به دول، تريد إذلالنا”.

اترك تعليقاً