السيمر / الخميس 24 . 01 . 2019 — تحدث قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، في مقابلة موسعة مع “ناس”، عن حقيقة مشاركة الجهاز في عمليات قتالية داخل الأراضي السورية، فيما أشار إلى العلاقة التي تربط جهاز مكافحة الإرهاب بالحشد الشعبي. وخلال المقابلة، التي أجراها الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي، تطرق الساعدي إلى عدد من الملفات، أبرزها ما أثير بشأن الخسائر والانتهاكات في معركة الموصل، وعدد المقاتلين الذين دفع بهم الجهاز للمشاركة في مختلف المعارك. نص المقابلة:
س/ مصادر محلية تشير الى ان الأهالي في المناطق المحررة مستاؤون جداً مما جرى بشأن الابتزاز ومن تصرفات صدرت من “مسلحين”؟
الساعدي: ان مهمة وواجبات قوات مكافحة الاٍرهاب قد انتهت بإعلان التحرير والنصر العسكري، اتصالات مع قادة العمليات للتثبت من حقيقة هذه الاستفزازات، ومعاقبة المسيء وفق السياقات القضائية العسكرية.
ان الثقة التي صنعها رجال جهاز مكافحة الاٍرهاب ما تزال هي الأساس في تمكين الاستقرار واعادة الاندماج والتعايش المجتمعي وهي قائمة ومستمرة، وانا اقدر جهود الأخوة في القوات الأمنية في هذا الشأن، وان سعيهم ومحاولاتهم هي رافد للمسعى المدني والحكومي.
NAS
س/ ما هو تعليقكم على انتهاكات غير مقصودة يحتمل انها وقعت على يد البعض من مقاتلي قوات مكافحة الاٍرهاب في معركة تحرير المدينة القديمة في الموصل؟
الساعدي: لم يقدم المشكك او المدعي دليلاً على انه يحظى بتوثيق مادي او شهادة ثقات معتبرة من مواطن موال لعمليات التحرير، واغلب الاتهامات التي صدرت من مواقع وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي بشأن ما يجري في المدينة القديمة تناولت عمليات القصف الجوي الذي نفذته طائرات التحالف الدولي، في ذلك الوقت معظم شهداء قوات مكافحة الاٍرهاب قضوا من اجل إنقاذ الأهالي، وكانت ولا تزال اهدافهم المركزية تحرير المواطن والأرض وتمكين القانون والاستقرار دون الخوض في انتماء وثقافة المواطن الفرعية، وتبقى المنافذ الإعلامية المختلفة سياسيا مع بغداد تحاول توظيف التصريحات الصادرة من مواقع ومنصات مجهولة كدعم إعلامي لاجنداتها السياسيّة.
NAS
س/ كيف تصف لنا علاقة قوات مكافحة الاٍرهاب بقوات هيئة الحشد الشعبي في الميدان؟
الساعدي: العلاقات اكبر من أن يدمرها اي تجاذب سياسيّ، قومي، طائفي، ضغط خارجي، هيئة الحشد جزء من منظومة الدفاع الوطني العراقي وتعمل وفق قانون شرع عام 2016، وتواجدنا وعملنا متقاربين ضمن القوات المشتركة في معارك تحرير بيجي والفلوجة.
NAS
س/ شهادات متواترة من أهالي المدن المحررة تقول؛ ان بعض العناصر الإرهابية التي اغرقت مدنهم وأحياءهم وقراهم ببحر من الدماء والدموع تسرح وتمرح في المنطقة، تحت عناوين وتبريرات مختلفة وغطاء قانوني؟.
الساعدي: جهاز مكافحة الاٍرهاب لديه قانون وقاض ودائرة استخبارات متطورة، وهو جهاز امني معلوماتي لمكافحة الإرهاب، وحين تتوفر اسباب وشروط إلقاء القبض قانونيا على شخص او مجموعة ارهابية فان قوات مكافحة الاٍرهاب سوف تتحرك عند ذلك وتسلم المتهم الى الجهة القضائية للتحقيق معه وإحالته الى المحاكم او تبرئته، ولكن في الغالب هذه مسؤولية قوى الأمن المحلية والتقليدية.. بالتأكيد جهاز مكافحة الاٍرهاب مكلف بملاحقة من يقع عليه وصف الاٍرهاب وفق قانون مكافحة الاٍرهاب العراقي، غير ان مستويات الأهداف المطلوبة لهذا القانون هي أربع مستويات؛ مستوى أول وهو القيادات المؤسسة للتنظيمات الإرهابية ومستوى ثان يشمل قيادات الصف الأولى نزولا الى القيادات الميدانية الخطيرة، وهناك تتمثل المسؤولية التخصصية لجهاز مكافحة الاٍرهاب، واما المستوى الثالث والرابع فهذه في الغالب تقع على عاتق الأجهزة الامنية التقليدية وهي حققت الكثير من الإنجازات وقصص النجاح.
NAS
س/ هل تمتلكون أسلحة فوق المتوسطة وطائرات مروحية؟
الساعدي: حسب قانون جهاز مكافحة الاٍرهاب ليس من حقنا ان نمتلك أصنافا من أسلحة الجيش العراقي الثقيلة وفوق المتوسطة، ومهام الجهاز لا تخوله استخدام هذا النوع من الأسلحة التي تعيق الحركة والاستجابة السريعة، ومن المحتمل ان يمتلك الجهاز مروحياته الخاصة لإنجاز المهمات والعمليات الخاصة بالنقل الجوي والإنزال، ولكن هناك تعاون كبير في عمليات التنقل والانزال مع قوات طيران الجيش العراقيّ.
NAS
س/ كثير من الشباب يريد الانتساب الى جهاز مكافحة الاٍرهاب كضباط ومقاتلين، وقد خاب حلم قسم كبير منهم، هل ذلك بسبب المحاصصة او الشفاعات القومية والطائفية والعلاقات الخاصة او التزكية الأمنية؟
الساعدي: الجهاز يعلن عن الانتساب بكل شفافية على موقعه الإلكتروني. التقديم مفتوح للجميع، ويتم اجراء القرعة بحسب التوازنات والمكونات العراقية وبحسب نسب المحافظات، وهذا يضمن التعددية وشمول كل الهويات العراقية، فكلها محترمة، ولها الحق ان تشارك بالدفاع عن الوطن، والعمل ضمن هذه المؤسسة المحترمة، فمثلا فتحنا التطويع للانتساب للمقاتلين وكانت الحاجة لـ 1000 مقاتل، لكن عديد من قدم كان 300,000 عراقي، وكانت الحاجة الى 250 ضابطا، وعديد من قدم تجاوز 15,000 عراقي؛ والذين لم يقع عليهم الاختيار كان بسبب عدم استيفائهم للشروط او بسبب عدم اختيارهم بالقرعة العادلة، فلا توجد شفاعات ولا ميول لترجيح ثقافة فرعية على الاخرى..
NAS
س/ لديكم في كل محافظة فوج، تحت اَي قيادة يعمل، وهل اشتركت تلك الأفواج في مكافحة التظاهرات والاحتجاجات في البصرة والنجف وبغداد وكركوك؟
الساعدي: نعم، لدينا في كل محافظة فوج لمكافحة الاٍرهاب وهو يعمل تحت إدارة وقيادة جهاز مكافحة الاٍرهاب التي ترتبط بمعالي رئيس الجهاز وبدوره يرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ولَم يشترك الجهاز في اَي محافظة من محافظات العراق في التصدي للاحتجاجات والشغب والتظاهرات السلمية وغير السلمية منها، ووجود قوات مكافحة الاٍرهاب في كركوك والبصرة هو لفرض القانون ولن يكون التدخل الا بعد ان تعجز قوى الامن الداخلي عن التصدي لعمليات التعدي على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة، ولم يحدث ان تدخلت قوات مكافحة الاٍرهاب خلال الاحتجاجات الأخيرة الا مرة او مرتين في مركز كركوك فقط..
NAS
س/ هل قمتم بعمليات قتالية برية خاصة خارج الحدود العراقية؟
الساعدي: بحسب علمي قوات مكافحة الاٍرهاب لم تغادر الحدود العراقية الوطنية في كل مهامها القتالية البرية، ولكن استخباراتها ودوائر معلوماتها لاحقت عناصر خطيرة من داعش خارج حدود العراق، وبالتعاون مع المخابرات العراقية والقيادة المشتركة تم استهداف تلك الأهداف.
NAS
س/ تكتيكات قوات مكافحة الاٍرهاب وتدريباته مكنته من التكيف مع تحديثات تنظيم داعش لأساليبه القتالية، فكم هي القوات التي شاركت في التحرير.. هناك تسريبات تقول ان عدد القوة المشاركة بالعمليات القتالية الميدانية وبشكل مباشر تجاوز 6000 مقاتل..؟
الساعدي: جهاز مكافحة الاٍرهاب يقاتل ويدرب ويدرس العدو في الميدان ويطور امكانياته بناءً على تحديثات العدو، قوات مكافحة الاٍرهاب شاركت في معركة نينوى بـ2000 مقاتل فقط، وفِي معركة تحرير الفلوجة بـ600 مقاتل فقط، وفِي معركة تحرير مركز تكريت وبيجي فقط بـ200 مقاتلا.