أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / قيس الخزعلي في مقابلة صحفية موسعة : هذه خطة العصائب للتخلي عن السلاح

قيس الخزعلي في مقابلة صحفية موسعة : هذه خطة العصائب للتخلي عن السلاح

السيمر / الخميس 24 . 01 . 2019

رفض الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، تشبيه الحشد الشعبي بالحرس الثوري الإيراني، وفيما أقر بأن الفصيل المسلح الذي لا يملك القدرة على التكيف “سيضمحل”، أقسم “بأغلظ الأيمان” أنه يغلب مصالح العراق على مصالح إيران.

عراق ما بعد داعش

وتحدث الخزعلي عن “عراق مابعد داعش”، مبينا ان “التغيير واضح على الصعيد المجتمعي اولا, بانخفاض واضح في النفس الطائفي, اما على الصعيد العسكري فهناك قوة عسكرية اصبحت قوية في العراق, وعلى الصعيد السياسي فالتغيير الحاصل هو اندثار التقسيم الاثني والطائفي والقومي على مستوى الكتل السياسية”, مؤكدا ان “العناوين داخل التحالفات الشيعية والسنية تغيرت, هناك عمالقة قد تضاءلوا وعناوين صغيرة قد كبرت, ووجود العصائب في المجال السياسي هو جزء من التغيير السياسي مابعد داعش”.

وحول الانتقال من تجربة السلاح الى تجربة البرلمان, نوه الخزعلي الى ان “قدرة التكيف هي احد اهم عناصر البقاء, ومن لايملك قدرة التكيف سيضمحل”. وتابع قائلا “نحن لدينا مرونة, نفهم وننتمي الى هذا الوضع”, موضحا ان “الانتقال من مقعد واحد الى 15 مقعدا ليس بشيء غريب, وانما هو نتيجة اسبابها قراءة الواقع والمتسقبل”.

ويرى الخزعلي ان “الانتقال من السلاح الى السياسية لا يوجب التخلي عن السلاح بشكل فجائي, بل بشكل تدريجي”, مشيرا الى انه “حتى الان لم تختف التهديدات العسكرية والامنية على العراق, والمشاريع المهددة لأمن البلاد”.

وردا على ان الحشد والخزعلي يريدان تكرار تجربة الحرس الثوري الايراني, وحزب الله اللبناني, في العراق, قال ان “الخزعلي اذا عمل على هذه التجربة سيفشل, لان احد اهم اسباب وجود الحرس الثوري ودخولهم كقوة عسكرية في مفاصل الدولة, هو وجود ولي فقيه داخل الدولة, ولايتاثر بتغيير رئيس جمهورية اوتغيير الدولة, ولا تتغير عقيدته ولاصلاحياته, بينما في العراق هويتنا المجتمعية هي الحوزة العلمية في النجف الاشرف, ولايمكن للمرجعية ان تجعل من نفسها وليا فقيها في العراق”.

واضاف، ان “تجربة حزب الله في لبنان صنعت دولة داخل دولة”, مشيرا الى ان “حزب الله يعتبرون انفسهم اقلية داخل الدولة, فلا رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية منهم, لديهم فقط رئاسة البرلمان”.

ولفت الى ان “صنع دولة داخل دولة سيقوم باضعاف الدولة الام, ومنطقيا خطأ, فنحن الدولة, ومن المفترض ان نشارك في الدولة, فلايمكن ان يتصرف الشيعة في العراق كما في لبنان, فنحن الاغلبية السكانية”، مؤكدا انه “لا يجوز تطبيق تجربة لبنان لانها حرام شرعا”.

ونوه الى ان “شيعة العراق لهم خصوصية تختلف عن شيعة الدول الاخرى”, موضحا ان “الانفتاح على الدول العربية واختلاف النهج الشيعي في العراق عن غيره, من المفروض ان لا يزعج ايران اذا كانت تعتبر العراق حليفا لها، بل من المفروض ان يفرحها, لكن اذا اعتبرته كتابع فسيكون هذا الامر مقلق لها”.

انتقال الحشد

واكد الخزعلي على ضرورة “انتقال الحشد الشعبي وفك ارتباطه العسكري وتحوله الى مؤسسة عسكرية ضمن الدولة”, واستطرد قائلا “نحن الدولة, ولا نحتاج ان نكون جزءا صغيرا منها بالطريقة العسكرية المنفصلة, وهناك خطوات عملية تناقش دعم هذا المشروع”.

وشدد على ان “الحشد الشعبي في طريقه لفك ارتباطه بالعناوين الفرعية للفصائل التي أسسته، ويتجه نحو تكوين مؤسسة عسكرية تابعة للدولة تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة”.

وحول المشاكل الداخلية والاتهامات التي تواجه الحشد الشعبي بتعامله مع سكان المناطق المحررة التي لا يزال يمسك ارضها, قال الخزعلي انه “لا يوجد اعتراض على اخراج الحشد من المناطق، لكن يجب تنظيم تسليمها الى قوات تستطيع مسك الارض”, منوها الى ان “هذه الاحتكاكات التي قد تحدث تسيء لسمعة الحشد قبل ان تلحق ضررا بالمواطنين”.

واشار الى ان “العصائب هي الجناح المتشدد على الصعيد الخارجي, اما على الصعيد الداخلي، فانه جناح وسطي واعتدالي مع ابناء البلد”, موضحا ان حركته “لعبت الدور الرئيسي في عودة نازحي ناحية يثرب الى مساكنهم، اما الاماكن التي لم يعد نازحوها، فان هناك مشاكل داخلية فيها لم تحسم بعد، وليس العصائب من يمنعون عودتهم”.

الخطاب الطائفي

وعن الرؤوس التي كانت تتبنى الخطاب الطائفي, قال الخزعلي ان “اكثرهم دفعوا الضريبة”، مبينا ان “قسما منهم تبخر وليس له وجود في الاعلام, وقسم خسر وضعه السياسي بعد ان كان له (وجود ديناصوري) فاصبح الان (وجود فأري)”.

واشار الخزعلي الى ان “الشيعة مقارنة بالمذاهب الاخرى هم الاقل تشددا, وتشددهم ناتج عن افعال خطأ وليس تشددا فكريا, حيث لا توجد في مدارس الشيعة اتجاهات فكرية متشددة, بل توجد اخطاء لافراد ولجهات محددة”.

ودعا الخزعلي الى ان “يكون هناك تفريق بين الرأي وبين مصلحة البلد فيما يخص علاقات العراق مع جيرانه وانفتاحه حتى على المحيط العالمي والغرب بشكل عام”, مؤكدا ان على الحكومة ان “تذهب باتجاه تقوية هذه العلاقات, حيث ان هذه مصلحة دولة تفرض نفسها على الجميع”.

ولفت الى ان “رايه الشخصي، هو ان السعودية غير جادة برغبتها بشأن مصلحة العراق”، مشددا على انه “مع ان ينفتح العراق على المحيط العربي، وان عمق العراق الحقيقي هو العمق العربي”, وهو لا يعرقل هذا الانفتاح.

واكد ان “من الضروري الاتفاق على ابعاد العراق عن الارتباط بأي محور، سواء الاطراف المحلية او الخارجية”, مبينا انه “لا توجد رؤية عراقية موحدة للسياسية الخارجية, وكل رئيس وزراء ياخذ البلد على حسب علاقاته الخارجية، حيث ان المالكي ياخذ البلد شرقا، والعبادي ياخذه غربا”.

وشدد على ضرورة ان “يرجع رئيس الوزراء الى كتلة برلمانية، هي من تحدد وترسم الشكل السياسي لعلاقات العراق الخارجية”, لافتا الى ان “هذا التوجه موجود عند عادل عبدالمهدي، لكنه مشغول الان بالوضع الداخلي والخدمات, ويجد نفسه وحيدا، ولا توجد كتلة يستطيع الرجوع اليها”.

وبين انه “يجب تقوية الجبهة الداخلية، وفرض هذا الامر على الدول الخارجية, ولاننتظر موافقتهم، لانهم لن يوافقوا، فهم يقدمون مصلحتهم”, منوها الى ان “العراق يجب ان يعمل لفرض ارادته على الدول اجمع، ولن يكون طرفا في تمشية مصالح دولة معينة ضد دولة اخرى على حساب تضحيته”.

وتابع ان “مصلحة العراق لاتاتي بالاستجداء, بل بالقوة”، وبشأن تفضيله ان يكون العراق قويا ويعمل من أجل مصلحته حتى لو اضرت بايران، رد قائلا: “نعم, واقسم باغلض الايمان اني ساقدم مصلحة بلدي على مصلحة ايران”.

التظاهرات

ونوه الى ان “الفرد العراقي يمتلك القدرات على احداث تغيير كبير اذا كانت له ثقة بنفسه”, وتابع قائلا: “عندما تم حرق مقرنا في البصرة قلت ان هذه بشارة خير, لان هذه هي اول مرة يخرج المواطن العراقي في تظاهرات، ويطالب بحقوقه دون مؤثر او دون ان يحركه احد”.

ويقول الخزعلي ان “أعضاء الطبقة السياسية الحاكمة منذ 2003 حتى اليوم، يشعرون الان بالخوف الشديد من الشعب ومن الشباب العراقي”, مؤكدا ان “بعضهم قرر أن تكون السرقة بمستويات اقل”.

وشدد على ان “المشكلة ليست بالاشخاص وانما بالنظام, فمهما تغيرت الشخوص فلا يوجد تغيير كبير, لان المشكلة الحقيقية بتصميم النظام, الذي صمم بشكل (ضملي واضملك)”, مؤكدا  ضرورة “تغيير النظام البرلماني الى نظام اخر، حيث ان التجربة الفرنسية خير مثال”.

وطالب المثقفين بـ”مناقشة المشكلة الحقيقية”, مبينا انه “ليس من الضروري تغيير النظام الى نظام رئاسي، فربما يعود شبح الدكتاتورية، لكن من الممكن تجربة النظام المختلط كما في فرنسا”.

المصدر ناس

اترك تعليقاً