الرئيسية / مقالات / الدولة المدنية لا يبنيها صبيان السفارة الأمريكية

الدولة المدنية لا يبنيها صبيان السفارة الأمريكية

السيمر / فيينا / الاحد 25 . 08 . 2019

أياد السماوي

حاولت جاهدا أن أجمع خيوط الحملة المسعورة غير الشريفة وغير المبررّة التي شنّها صبيان السفارة الأمريكية داخل وخارج العراق من سفلة ومرتزقة وذباب ألكتروني على سماحة المرجع السيد كاظم الحائري .. فلم أجد غير عنوان واحد جمع كلّ هذه الحثالات الضالة المضلة .. يا أعداء الحشد الشعبي اتحدّوا .. وحاولت أن أجد في بيان سماحة المرجع الحائري الذي تعرّض إلى هذه الحملة غير الشريفة أي نص يدعو فيه الشعب العراقي إلى حمل السلاح والتوّجه لقتال القوات الأمريكية الموجودة في العراق , عدا الفتوى الشجاعة ( عن حرمة إبقاء أي قوّة عسكرية وما شابهها وتحت أي عنوان كان من تدريب ومشورة عسكريين أو ذريعة مكافحة الإرهاب الذين هم أهله وحاضنته ) , وهي دعوّة موّجهة للحكومة ومجلس النوّاب العراقي للقيام بواجبهما , وكذلك دعوته القوات المسلّحة العراقية لمواصلة الدفاع الشريف والمشروع عن حرمات البلد وكرامته تجاه أي تعدّ على أرضه أو سمائه أو مقرّات قواته الباسلة ..

فهل الدعوّة للمقاومة والدفاع عن أرض الوطن وسمائه ومقرّات قواته المسلّحة هي دعوّة للقتال أم هي دعوة للدفاع عن النفس والحرمات ؟ فأين هو الخطأ في فتوى السيد الحائري بعدم الإبقاء على أي قوّة عسكرية أمريكية وما شابهها وتحت أي عنوان ؟ ألم يثبت بالدليل القاطع أنّ القوّات الأمريكية التي أخرجها نوري المالكي من الباب وأعادها حيدر العبادي من الشباك هي قوّات احتلال وليس مستشارين أو خبراء عسكريين ؟ ألم يثبت بالدليل أنّ القوات الأمريكية جائت إلى العراق لا للتصدّي لداعش التي أدخلتها مخابراتها بل للتصدّي للحشد الشعبي الوليد الذي أبعد داعش عن أبواب بغداد ومنعها من السقوط وسحقها في آمرلي وجرف الصخر وحزام بغداد وسامراء وبلد وديالى وصلاح الدين ؟ ألم توّجه طائرات أمريكا ضربات إلى قطعات الحشد الشعبي حين كانت تنقّض على داعش في جبهات القتال بدعوى القصف الخطأ ؟ ألم يثبت بالدليل أنّ الهجمات الأخيرة على مقرّات ومخازن الحشد الشعبي من قبل إسرائيل قد تمّت بالتنسيق مع القوات الأمريكية الموجودة في العراق والتي تسيطر على سمائه وأجوائه ؟ ..

فأين هو الخطأ في الدعوّة إلى عدم إبقاء هذه القوات ؟ وأين هو الخطأ في الدعوّة للدفاع عن أرض العراق وسمائه والتصدّي للمعتدين على مقرّات ومخازن الحشد الشعبي ؟ أليس من واجب القوات الأمريكية الموجودة في العراق الدفاع عنه بموجب معاهدة الدفاع المشترك الموّقعة بين البلدين ؟ وهل تجرأ إسرائيل أن تشنّ غاراتها على العراق وقواته المسلّحة بدون موافقة أمريكا ؟ فلماذا إذن كلّ هذه الحملة المسعورة أيها المسعورون من الحشد الشعبي ؟ أليس هذا الحشد هو الذي حمى العراق وشعبه ومقدّساته من داعش حين وقفت على أبواب بغداد ؟ فلماذا تتراقصون فرحا لقيام إسرائيل بضرب مقرّاته ومخازنه ؟ ولماذا ارتعدت فرائصكم حين دعا السيد الحائري إلى عدم الإبقاء على القوات الأمريكية في العراق ؟ هل تعتقدون أنّ الشعب العراقي غافل عنكم ولا يعرف أهداف حملتكم المسعورة ؟ وهل هذه هي الدولة المدنية التي ترفعون كذبا شعاراتها .. اعلموا أيها السفلة أنّ الدولة المدنية لا يبنيها الجبناء والمتخاذلون وصبيان السفارة الأمريكية .. الدولة المدنية تبنيها السواعد التي ترابط على خط النار مع العدو ويدها على الزناد .. ويبنيها الرجال الشجعان الذين عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. كلمتي الأخيرة إلى فايق دعبول .. ستبقى تافها وقرقوزا مثيرا للاشمئزاز والسخرية ..

اترك تعليقاً