السيمر / فيينا / الخميس 05 . 09 . 2019 — منع استيراد بيض المائدة والدجاج من الخارج اغاظ كثيرا تركيا، وانعكس ذلك كثيرا على تصرفات السفير التركي ببغداد فاتح يلدز المنفلتة والبعيدة عن العرف الدبلوماسي.
وفي الـ 20 من آب المنصرم، وجه السفير التركي لدى بغداد دعوة لوزير الزراعة العراقي صالح الحسني لزيارة تركيا وابلغه بأن “منتجي الدواجن بانتظاره”، فيما رد الوزير قائلا: “لا استيراد للدجاج والبيض”.
ونقل بيان صدر عن الوزارة تأكيد الحسني على ان “وزارة الزراعة مستمرة بمنع استيراد الدواجن وبيض المائدة لوفرتها محليا، وان قرار منع الاستيراد جاء بتوجيه من الامانة العامة لمجلس الوزراء وحسب وفرة المنتج الوطني”.
وفي رده على زيارة السفير التركي فاتح يلدز لسوق البيض في بغداد، وجه وزير الزراعة صالح الحسني في مؤتمر صحفي عقده، امس الاربعاء، في مدينة كربلاء سؤالا له “ما الغاية من زيارتك لسوق البيض في علوة جميلة ببغداد.. انه امر مستهجن، واعلم اننا لن نفتح باب استيراد البيض من الخارج”.
وخلال المؤتمر الصحفي، وبشأن الانتاج المحلي العراقي أكد الحسني، ان “هناك العديد من المنتوجات لنا أكتفاء ذاتي”، لافتا الى “اننا مستعدين ان نصدر منها للخارج”.
ووفقا لمواطنين، فان البيض المحلي طازج جداً مقارنة بالبيض المستورد الذي ما أن تكسر قشرته الرقيقة وينسكب محتواها في المقلاة حتى تفوح رائحة نتنة منه ويبدو صفاره مختلطا بلون الدم، وهو مشهد يثير الاشمئزاز ويلخص ظاهرة بيض المائدة الفاسد الذي كان يغزو ألاسواق المحلية.
اما البيض المهرب، وبحسب اطباء متخصصين، فهناك شكوك حول نوعيته وسلامته باعتباره غير خاضع للفحص من قبل الجهات الرقابية المتمثلة بالتقييس والسيطرة النوعية، فانه لا يمكن للمستهلك التمييز بين البيض المنتج محليا والمهرب خصوصاً أن المهربين عمدوا الى عدم ختم البيض لايهام المواطنين بانه بيض محلي مما يهدد هذه الصناعة الوطنية بالوجود والاستمرار.
ورغم منع استيراد البيض لكن هناك من يقوم بادخاله من تركيا بطرق ملتوية عبر اقليم كردستان، وهو موجود في الاسواق، (طبقتان بخمسة الاف دينار)، وهو ما تتعالى به اصوات البائعين في الشوارع العامة والاسواق الشعبية، فما ان يمر المواطن بجانب هذه المحال والبسطيات حتى يشم رائحة البيض الفاسد النتنة التي تزكم الانوف.
ويؤكد مسؤول حكومي رفيع المستوى، أن “تجار جشعون يستوردون البيض الذي يتم تهريبه عبر اقليم كردستان، وهو ما يثير شكوك حول نوعية وسلامة هذا البيض”.
وقال المسؤول في حديث لـ “الاتجاه برس”، إن “الحكومة تعلم جيدا ان البيض المهرب الى العراق غير خاضع للفحص من قبل الجهات الرقابية ليباع في الاسواق باسعار بخسة، لكن المهم منعه من دخول البلاد عبر التزام كردستان بضبط المنافذ الحدودية”.
وحول تصرفات السفير التركي ببغداد فاتح يلدز، قال المحلل السياسي ضياء كريم، إن “هذا السفير تجاوز العمل الدبلوماسي كثيراً.. من حقه ان يدخل مطعم ويقوم بتصوير نفسه مع المواطنين كما فعل، لكن ليس من حقه ان يلتقي تجار البيض في جميلة والدولة منعت الاستيراد”.
وقال كريم لـ “الاتجاه برس”، إن “لقاء يلدز بتجار البيض هو تحريض على سياسة الحكومة، وعلى وزارة الخارجية استدعاءه وتوجيه التنبيه له عبر وزارة خارجية بلاده فوراً لايقاف هذه المهزلة”.
واضاف ان “موقف وزير الزراعة صالح الحسني صفعة للسفير التركي، وعلى الحكومة الاسراع باتخاذ اجراء دبلوماسي عبر وزارة الخارجية يكمل موقف وزير الزراعة”.
وصوت البرلمان في 5 ايار 2019 بمنع استيراد الدواجن والبيض والاسماك لحماية المنتج الوطني.
المصدر / الاتجاه برس