أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / من أياد السماوي إلى المجاهد جمال المهندس

من أياد السماوي إلى المجاهد جمال المهندس

السيمر / فيينا / الخميس 19 . 12 . 2019

اياد السماوي

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته وبعد ..

الأخ الحاج أبو مهدي المهندس المحترم .. في 06 / 11 / 2019 كتبت مقالا تحت عنوان ( موجة العداء لإيران وشعار إيران برّة برّة ) .. والحقيقة أنّ أصل هذا المقال كان رسالة منّي إلى أحد الأخوة في السفارة الإيرانية في بغداد .. والرسالة كانت للوقوف على أسباب ومسببات تعاظم موجة العداء للشقيقة إيران .. في هذا المقال ذكرت عشرة أسباب وثمانية مسببات هي الأسباب الحقيقية لتعاظم هذه الموجة من العداء إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الشقيق .. فقد ذكرت في هذا المقال أنّ شريحة واسعة من العراقيين ترى أنّ لإيران دور فاعل في اختيار كلّ رؤوساء الحكومات الذين تعاقبوا على حكم العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم في العراق عام 2003 .. وقلت أيضا أنّ شريحة واسعة من العراقيين ترى أنّ إيران هي من يرسم ويوّجه سياسات الحكومة العراقية الداخلية والخارجية , وأنّ رؤوساء الوزارات هم بيادق بيد الجنرال قاسم سليماني .. وقلت أنّ شريحة واسعة ترى أنّ الحشد الشعبي هو مؤسسة عسكرية إيرانية وهو جزء من فيلق القدس الإيراني الذي يقوده قاسم سليماني وليس جزء من القوّات المسلّحة العراقية ( وهذا رأي كلّ السنة تقريبا ) .. وقلت أيضا أنّ شريحة واسعة من العراقيين ترى أنّ إيران اعتمدت على طبقة سياسية فاسدة وهي السبب في إيصالهم لتوّلي إدارة البلد .. وقلت ايضا أنّ شريحة واسعة ترى أنّ إيران اعتمدت على سياسيين ولصوص وهي تعرف جيدا أنّهم فاسدون ولصوص سرقوا أموال الشعب العراقي وأموال أجياله القادمة …

أخي الحاج ابو مهدي .. كنت اعتقد أنّ الأحداث التي حدّثت في العراق منذ اليوم الأول من تشرين الأول ستدفع بالمعنيين وأصحاب القرار إلى إعادة تقييم تجربة الستة عشر سنة الماضية والوقوف على الأسباب والمسببات الحقيقية التي أدّت إلى اندلاع هذه الثورة العارمة , بعيدا عن الخداع والتضليل المتعمّد بشيطنة هذه الثورة وتصويرها على أنّها مؤامرة تستهدف النظام الديمقراطي العريق ومنجزاته العظيمة في الرفاه والنمو الاقتصادي والبناء والخدمات والصحة والتعليم وتفوّق العراق على كل دول المنطقة في صرحه الحظاري والعلمي .. وكنت أعتقد أنّ هذه الثورة ستدفع بمن يملكون مفاتيح اللعبة السياسية لإعادة حساباتهم من جديد بهذه الطبقة السياسية التي حكمت البلد خلال الستة عشر سنة الماضية , وأنّهم سينزلون عند رغبة الشعب العراقي في الإصلاح والتغيير ويعيدوا بناء البلد على اسس جديدة غير الاسس التي بني عليها النظام السياسي القائم ..

أخي الحاج ابو مهدي .. لا أريد أن أطيل عليك لأني أعرف أنّك تعرف كلّ شيء وتعرف كلّ صغيرة وكبيرة , وأريد أن أتحدّث مع جنابك حديث أخ كان ولا زال مؤمنا بأنّك مجاهد أخلص لله تعالى ونذر حياته من أجل الدفاع عن بلده وشعبه ومقدساته وساهم بالدور الأكبر في بناء صرح الحشد الشعبي المقدّس .. وأتمنى منك أن تنأى بنفسك ومؤسسة الحشد الشعبي بدعم هذا المرّشح أو ذاك , ورفض مشاريع لوبيات الفساد في دعم هذا المرّشح أو ذاك وإبقاء مؤسسة الحشد الشعبي مستقلّة وبعيدة عن خيارات من سيتوّلى رئاسة الحكومة القادمة .. واعلم أنّ تأريخك الجهادي كلّه يتوّقف اليوم على موقفك من مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير .. كن كما عرفناك مجاهدا نذر نفسه وأخلص لله ولبلده ولشعبه .. ودع الشعب يمضي في طريق الإصلاح والتغيير .. واعلم أنّ من تروّج له فاسد ولا يختلف عن الفاسدين الآخرين ..

أخوك الكاتب المستقل / أياد السماوي

في 19 / 12 / 2019

وهذا هو رابط مقالنا ( موجة العداء لإيران وشعار إيران برّة برّة )

موجة العداء لإيران وشعار إيران برّة برّة

اترك تعليقاً