السيمر / فيينا / السبت 01 . 02 . 2020 — من تصاريح العمل إلى رسوم الانتقالات وانتهاء بجذب اللاعبين، لا يشك اثنان في أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ستكون له نتائج كارثية على الدوري الإنكليزي الممتاز.
موعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي هو الـ31 من يناير 2020، وفي حال جرى من دون أي اتفاق لاحق أو ما يعرف بـ”الخروج الصعب”، سيؤدي ذلك إلى صعوبات جمة قد تواجهها الأندية الإنجليزية للتعاقد مع لاعبين أوروبيين بجانب قيود كبيرة على الأمور المالية.
وظهر هذا جليا في عام 2016 عندما صوتت جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز العشرين بالضد من بريكست.
أما اليوم وبعد أن بات بريكست أمرا واقعا إليكم السيناريوهات المتوقعة لما سيكون عليه الدوري الإنجليزي بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
انتداب اللاعبين
في البداية من المهم أن نعرف أن الخروج “الصعب” من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى عودة لوائح أكثر تشددا فيما يتعلق بحركة البضائع والأشخاص إلى المملكة المتحدة، في حين أن الخروج مع التوصل لاتفاق سيؤدي إلى اتخاذ تدابير أقل صرامة.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالدوري الممتاز، فإن المسألة الرئيسية التي تثير القلق هي كيف سيتم التعامل مع الهجرة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا ما علمنا أن حرية حركة الأشخاص ضمن منطقة الاتحاد الأوروبي لعبت دورا حاسما في تطوير لعبة كرة القدم في أوروبا بشكل عام وإنكلترا بشكل خاص.
وبالنسبة لأندية الدوري الإنكليزي الممتاز، وخاصة تلك الموجودة في القمة، يعتبر سوق الانتقالات أحد الاعتبارات الرئيسية في السعي لتحقيق النجاح، وفرض أي قيود على حرية انتقال الأشخاص من شأنه خلق مشاكل لا محالة.
فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم التعامل مع اللاعبين الأوروبيين كأجانب حالهم حال اللاعبين القادمين من إفريقيا أو أميركا الجنوبية أو آسيا.
وهذا يعني أنه سيتعين عليهم تلبية معايير معينة أو الحصول على إعفاء من أجل الحصول على تصريح عمل في المملكة المتحدة كي يتم السماح لهم بالعمل كموظفين في نادٍ لكرة القدم.
في عام 2016، على سبيل المثال أظهرت نتائج تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية أن هناك 332 لاعبا في الدوري الإنكليزي الممتاز، ودوري الدرجة الأولى، لا يستوفون هذه المعايير والمتطلبات.
التعاقد مع الشباب
خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يعني أن الأندية الإنكليزية ستجد صعوبة أكبر في توظيف لاعبين أوروبيين تحت سن 18 عاما في أكاديمياتهم.
وتسمح لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بحماية القصَّر بالانتقال الدولي للاعبي كرة القدم الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عاما إذا كانوا يتنقلون بين الأندية التي مقرها الاتحاد الأوروبي.
وبحلول موعد اكتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن تكون المملكة المتحدة داخل أراضي الاتحاد الأوروبي، مما سيعيق قدرة الدوري الإنكليزي على جذب المواهب الواعدة في مجال كرة القدم.
المدربون والكفاءات
ولن يكون اللاعبون فقط هم من يتأثرون بتداعيات بريكست، فقد شهد العقدان الماضيان تدفق المدربين من أوروبا إلى الدوري الإنكليزي الممتاز بشكل ملحوظ.
ومن بين 20 ناديا يلعبون في الدوري الممتاز هناك عشرة أندية يدربها أشخاص غير بريطانيين ويعدون من خيرة مدربي كرة القدم في العالم مثل الإسباني بيب غوارديولا والألماني يورغن كلوب والإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو.
وإلى جانب المدربين واللاعبين، استخدمت صناعة كرة القدم منذ فترة طويلة عمالة وخبرات عمال الاتحاد الأوروبي على جميع المستويات، وسيواجه هؤلاء جميعا نفس القيود والصعوبات التي ستواجه اللاعبين.
الآثار المالية
وبالإضافة إلى التداعيات الطويلة الأجل لعدم القدرة على تجنيد أفضل لاعبي كرة القدم بحرية من جميع أنحاء أوروبا، سيكون على أندية الدوري الممتاز أن تتعامل مع التداعيات المالية الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتأثرت الأندية الإنكليزية بالهزات الأولية الناجمة عن تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي نتيجة انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني مقابل اليورو، مما جعل من الصعب على الأندية البريطانية التعاقد مع لاعبين في سوق تنافسي ساخن.
ومع انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني، والقيود المفروضة على اللاعبين المذكورة أعلاه، فإن من الممكن أن يفضل اللاعبون من خارج بريطانيا التوجه لدوريات أخرى كالإيطالي والإسباني بدلا من اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز.
أسطورة الدوري الأقوى
يتم تصنيف الدوري الإنكليزي على أنه الأغنى والأقوى على مستوى العالم، حيث تصل حقوق البث العالمية الخاصة به لمليارات الدولارات، كما تشكل خمسة أندية في مدن مانشستر وليفربول ولندن نصف قائمة أغنى عشرة أندية في العالم.
ويرجع هذا جزئيا إلى أن الدوري يجذب أفضل لاعبي العالم، مما تسبب في ازدهار المنافسة بشكل كبير خلال الـ20 سنة الماضية، حيث وصل 11 ناديا إنكليزيا إلى نهائي دوري الأبطال منذ مطلع الألفية في موسم 2000-2001، وتمكنت أربعة فرق من نيل الكؤوس الأوروبية خلال الفترة ذاتها.
وساعدت الأموال المتحققة من حقوق البث في ضمان قدرة الأندية على جذب أفضل المواهب الكروية في العالم، لكن مع ذلك يمكن أن تختفي “اسطورة الدوري الأقوى” في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي سيخلق بيئة عمل مقيدة نسبيا ويؤثر على النفوذ المالي للأندية الإنكليزية.
المصدر / الحرة