السيمر / فيينا / الاحد 08 . 03 . 2020 —- إلى المتقاعدين وواقعهم المعقد، امتدت تأثيرات فيروس كورونا، في ظل إجراءات وصفت بـ”التعسفية” من دائرة التقاعد التي أعلنت تقليص الدوام إلى النصف، فيما تقول تلك الدائرة إنها بين ناري كورونا، ورغبتها في تمشية معاملات المراجعين.
ودفع تقليص الدوام الرسمي بنسبة 50 % وهو أحد الاجراءات الاحترازية للحد من الفيروس وانتشاره، إلى تشكيل طوابير طويلة أمام بوابة مديرية التقاعد العامة في العاصمة بغداد.
محمد ناظم أحد المتقاعدين البالغ من العمر 67 عاماً، وقد هيمن عليه شعور اليأس إزاء تنظيم معاملته الخاصة في المديرية قائلا “أقف عند بوابة التقاعد منذ الساعة السابعة صباحاً وقالوا سيفتح الباب الساعة السابعة والنصف وقد فُتحت أبواب الدائرة، لكن لم اتمكن من الدخول إلا بعد ساعات متأخرة في ظل الزحام الحاصل”.
وشكا عدد آخر من المتقاعدين من تقليص الدوام الرسمي في دوائر التقاعد بعد توجيهات الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وأشاروا إلى أن “تقليص الدوام سبّب إرباكاً كبيراً وطوابير طويلة للمتقاعدين وهم كبار سن، ومن الممكن لمثل تلك الفيروسات دخول أجسادنا بشكل سلس لقلة المناعة، ويجب مراعاة هذا الأمر والخروج بطرق بديلة تقضي على هذه الطوابير بدلا من أن تكون هذه الطوابير بؤرة ثانية لتفشي الفيروس”.
من جانب آخر أشار أحد أبناء المتقاعدين المرافق لوالدته في مديرية التقاعد العامة قائلا ” لدي بطاقة (كي كارد) وقد أوقفوا تقاعد والدتي بداعي أنها يجب أن تستبدل بطاقتها ببطاقة (النخيل) وهذا الأمر يكلف 15 الف دينار للمتقاعد الواحد، وفضلا عن ذلك يستوجب الامر الوقوف في طابور الاستبدال في ظل مخاوف كورونا، لكنني تركت الطابور كون والدتي لا تتمكن من الوقوف كثيراً في هذا الزخم البشري الذي أغرق دائرة التقاعد بسبب الاجراءات الاحترازية”.
وعن دور دائرة التقاعد العامة وامكانية توفير تسهيلات للمتقاعدين في ظل أزمة كورونا وتقليص الدوام الرسمي والسيطرة على الطوابير الكبيرة قال مدير التقاعد العامة أحمد الساعدي في تصريح خص به “ناس”، اليوم (8 اذار 2020)، إن “الدائرة التزمت بتقليص الدوام الرسمي بحسب توجيهات خلية الازمة، وقلّصت ساعات الدوام ليبدأ من الساعة الـ7 والنصف صباحا وينتهي عند الساعة الـ12 والنصف، حيث يتم تنظيم الاستمارة الخاصة بالمتقاعد من قبل الموظف خلال الـ3 ساعات الاولى أي من الساعة الـ7 والنصف وحتى الـ10 والنصف، ومن ثم يستمر الموظفون في عملهم داخل الدائرة لتدقيق ومراجعة أضابير المتقاعدين حتى الساعة الـ12 والنصف”.
وتابع، “قمنا بتعفير وتعقيم الدائرة للحفاظ على سلامة المواطنين، وبدأنا بتنفيذ مشروع قانون التقاعد، ولا نستطيع أن نقلص عدد أيام الدوام الرسمي لكي لا تشهد دوائرنا زخما كبيراً وذلك حفاظاً على سلامة المتقاعدين علماً أن أغلبهم كبار في السن، وبدأنا اليوم بدراسة تنظيم جدول للمراجعات كخطوة إضافية لتقليص الزخم الذي حصل بعد تنفيذ إجراءات الحد من انتشار كورونا”، مبيناً أن “الدائرة وجهت المواطنين بالحفاظ على السلامة العامة وارتداء الكمامات والكفوف أثناء المراجعة والتعاون مع دوائر التقاعد من خلال تفهم الموقف الذي تمر به البلاد والذي انعكس على سير الدوام الرسمي داخل الدوائر عامة”.
وعن مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا وتوزيعها على المواطنين المراجعين في دوائر التقاعد قال الساعدي، إننا “نواجه شحة في أعداد الكفوف والكامامات، وتمكنا من توزيعها على الموظفين داخل الدائرة للحفاظ على سلامتهم، لكننا لم نتمكن من توزيعها على المواطنين وقمنا بإجراء آخر وهو تعقيم يد المراجعين بمادة (الديتول) عند بوابة التفتيش ومن ثم نسمح للمراجع الدخول إلى الدائرة”، منوهاً إلى أن “لجنة المشتريات التابعة لدائرة التقاعد العامة تسعى إلى توفير تلك المستلزمات الطبية والوقائية للمراجعين للحفاظ على سلامتهم هم أيضا”.
المصدر/ سومر نيوز