الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تقارير: موسكو تفاجئ واشنطن وتوجه ضربة معاكسة لمستثمري النفط الأمريكي

تقارير: موسكو تفاجئ واشنطن وتوجه ضربة معاكسة لمستثمري النفط الأمريكي

السيمر / فيينا / الاربعاء 11 . 03 . 2020 —- اعتبرت مواقع غربية أن القرار الروسي بعدم تخفيض إنتاج النفط لم يأت في مصلحة مستثمري النفط الصخري الأمريكي الذين دخلوا مؤخرا إلى سوق الطاقة الدولية، مشيرين إلى أن انخفاض أسعار النفط سيخرج النفط الصخري الأمريكي من المنافسة.

قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الثلاثاء، إن روسيا قد ترفع إنتاجها من النفط على المدى القصير بمقدار 200-300 ألف برمل يوميا، ومن الممكن أن تصل مستقبلا إلى 500 ألف برميل يوميا. وأكد نوفاك: “على الرغم من انخفاض الأسعار والتقلب الذي نراه اليوم، فإن صناعتنا لا تزال قادرة على المنافسة. تعد من بين الأوائل في العالم من حيث أقل تكاليف الإنتاج. نحن ننافس في الأسواق العالمية. أما بالنسبة للإنتاج، أعتقد أن الشركات اليوم ستقوم بمراجعة خطط الاستثمار وحجمها وبرامج الإنتاج”.

وأضاف “لدينا إمكانات لزيادة الإنتاج. أعتقد أنه في المدى القصير يمكننا زيادة ما يصل إلى 200-300 ألف برميل يوميًا، وقد تصل الزيادة إلى 500 ألف برميل يوميًا، وهذا في المستقبل القريب”.

كما أشار نوفاك إلى أن التمديد المقترح من روسيا لاتفاقية “أوبك +” للربع الثاني في ظل الظروف الحالية كان خيارًا أكثر اعتدالًا في ظل فيروس كورونا، مقارنة بما اقترحته “أوبك”، وسيخفف من تقلبات السوق:

“تم النظر في خيارين رئيسيين، أحدهما خيار اقترحته روسيا وعدد من الدول غير الأعضاء في أوبك، تمديد الاتفاق الحالي لمدة ربع عام على الأقل وخلال هذه الفترة يمكن مراقبة الوضع. ويرتبط الخيار الثاني الذي اقترحته دول أوبك، وفي المقام الأول المملكة العربية السعودية، بضرورة خفض الدول الأعضاء في أوبك ابتداء من الأول من أبريل/ نيسان بمقدار 1.5 مليون برميل إلى نهاية عام 2020. كان هناك نقاش جدي حول هذه الخيارات. نعتقد أن خيارنا كان أكثر ليونة، ويتيح الفرصة لتسوية التقلبات الكبيرة في السوق”.

وكان الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو” السعودية، قد أكد في وقت سابق، أن الشركة سترفع إمداداتها النفطية، التي تشمل النفط لعملاء داخل وخارج المملكة، إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/ نيسان.

وأشار موقع “فاينانس ياهو”، إلى أنه بالرغم من بعض الفوائد لانخفاض سعر النفط من حيث انخفاض أسعار البنزين للمستهلكين وانخفاض تكاليف الإنتاج بالنسبة للعديد من الشركات المصنعة في أمريكا. لكن منذ أن أصبحت الولايات المتحدة مصدرا للمنتجات النفطية في نوفمبر 2019، فإن تأثير انخفاض أسعار النفط ليس إيجابيا على الولايات المتحدة.

وأضاف: “ومع ذلك، فإن المشكلة التي يتم التغاضي عنها تتعلق بتعامل أوبك وروسيا مع مسألة تنسيق تخفيضات الإنتاج في المقام الأول. منتجو النفط المحليون في الولايات المتحدة زادوا عملياتهم لإنتاج النفط الصخري للاستحواذ على حصة السوق بعيدا عن موردي الطاقة التقليديين. وبسبب ازدهار النفط الصخري، أصبحت الولايات المتحدة في شهر تشرين الأول الماضي مصدرا صافيا للنفط.

ونقل الموقع عن بول ديتريش، كبير خبراء الاستثمار في إدارة الاستثمارات رأيه بأن: “عليك أن تتذكر، ما تفعله المملكة العربية السعودية وروسيا هو محاولة لإخراج المنتجين الصخريين من العمل في الولايات المتحدة. فهم يزيدون من المعروض العالمي. وانخفاض أسعار النفط العالمية بوجود تكاليف إنتاج مرتفعة لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يزيد من احتمال انخفاض الاستثمار في النفط الصخري”.

حول هذا الموضوع قال الدكتور سومر صالح في تعليقه لوكالة “سبوتنيك“:

“الحقيقة الأرقام التقريبية تشير إلى أن التكلفة حوالي 35 دولار والإنتاج 15.4 مليون يوميا، فالزيت الصخري فقد قدرته على المنافسة، المبيع كان تفضيليا بـ 42 دولار، ولكنهم خسروا حتى الآن يوميا 330 مليون دولار، ولكن الخسارة الأكبر لهم الآن هي خسارة المنافسة والحصص السوقية، فتخفيض الإنتاج الروسي والسعودي سابقا كان يقابله زيادة المعروض من النفط الصخري الأمريكي، فحسبت روسيا الآن حسابا لعدم خسارة الأسواق”.

وأضاف الخبير السوري: “والقضية قد تكون أعمق من مسألة الاقتصاد والسعر والحصص السوقية”.

بدوره قال البرفسور والخبير السوري في جامعة ويستمنستر في بريطانيا، مسار هدلة، لوكالة “سبوتنيك”:

“انخفاض أسعار النفط له تأثير سلبي على الدول المنتجة للنفط و بشكل أكبر يكون التأثير ملحوظا جدا على الدول الفقيرة المعتمدة على تصدير النفط مثلا دول الجزائر العراق نيجيريا سوف تتأثر بشكل سلبي بانخفاض ٢٥٪ من سعر النفط هذا الأسبوع، طبعا هذا الانخفاض بسعر النفط نتيجة انخفاض الطلب بفعل ركود متوقع بالاقتصاد العالمي مع استمرار العرض من قبل الدول المنتجة و بشكل أساسي السعودية و روسيا قد يكون مفيدا بالنسبة لأمريكا بصراحة حييث تتحقق فائدة لصالح المتسهلكين و حتى المستثمرين منهم على المدى القصير”.

وكتب فريق البحث في “مورجان ستانلي” في مقال جديد “بتجميع كل ذلك ، نعتقد أن الانخفاض التراكمي في أسعار النفط منذ بداية العام ، إذا كان مستدامًا ، يكفي للحد من نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 15 إلى 35 نقطة أساس على المدى القريب”. مشيرا إلى أن المخاوف من فيروس كورونا تضعف الطريقة التي قد يتطلع بها الأمريكيون لإنفاق أي مدخرات إضافية على الغاز. بدورها خفضت وزارة الطاقة الأمريكية، اليوم الأربعاء، توقعاتها لإنتاج النفط في البلاد في عام 2020 ، بمقدار 210 ألف برميل يوميًا، إلى 12.99 مليون برميل يوميًا مقارنة بتوقعات شباط/فبراير، البالغة 13.2 مليون برميل، وفقا للتوقعات الشهرية قصيرة الأجل لإدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية.

وبالنسبة لعام 2021، كذلك خفضت التوقعات بمقدار 900 ألف برميل، من 13.56 مليون برميل لتبلغ 12.66 مليون برميل يوميًا. حيث بلغ الإنتاج في البلاد في عام 2019 ما معدله 12.23 مليون برميل يوميًا.

وعانى متوسط مؤشر داو جونز الصناعي منذ يومين من أسوأ انخفاض له في يوم واحد على الإطلاق (محطما الأرقام القياسية التي سجلها في وقت سابق من هذا الشهر)،  حيث هزت حرب أسعار النفط المستثمرين الذين أصابهم بالفعل الذعر بسبب وباء فيروس كورونا.

واقترب مؤشر السوق الأزرق من الهبوط ، وسط تصاعد المخاوف من الركود العالمي، متراجعًا الرقم القياسي 2،013.76 نقطة ، أو 7.8 بالمائة ، ليغلق عند 23851.02.

وخسر مؤشر “إس أند بي 500”  7.6 في المائة ليغلق عند 2746.56 (وهو أسوأ يوم له منذ ديسمبر 2008) بعد انخفاض 7 في المائة في الدقائق الأولى من جلسة التداول، مما أدى إلى توقف التدوال في بورصة نيويورك لمدة 15 دقيقة.

وبحسب تقرير ورد في “نيويورك تايمز بوست”، جاء فيه: “يمثل يوم الإثنين الماضي أول مرة يسري فيها كبح التداول منذ أن تم الوصول للعتبات الحالية في عام 2013 لتجنب تكرار انهيار “الاثنين الأسود” لعام 1987. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 25 في المائة ليصل إلى 30.92 دولار للبرميل يوم الاثنين بعد أن رفضت روسيا في مطلع الأسبوع اقتراحًا من أوبك بتخفيض الإنتاج العالمي من النفط بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا”.

وقال جان ستيوارت، الخبير الاقتصادي العالمي في الطاقة : “نحن خائفون من أن هذا قد يستمر لفترة طويلة”.

المصدر / سبوتنيك

اترك تعليقاً