الرئيسية / الأخبار / متهماً جهاتٍ بتلقِّي رشى لتأخير إنشاء ميناء الفاو مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ يطالب الجهات المُختصَّة بإيضاح الحقائق فيما يتعلق بـ(خور عبد الله)

متهماً جهاتٍ بتلقِّي رشى لتأخير إنشاء ميناء الفاو مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ يطالب الجهات المُختصَّة بإيضاح الحقائق فيما يتعلق بـ(خور عبد الله)

السيمر / السبت 04 . 02 . 2017 — طالب مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 3/2/2017 الجهات المُختصَّة بإيضاح الحقائق فيما يتعلق بـ(خورعبد الله) مشدِّداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التنازل عن أيَّة أرضٍ عراقيَّةٍ أو مياهٍ إقليميَّةٍ، سواء الحكومة ومجلس النوَّاب السابقين أم الحاليَّينِ، مُتَّهماً جهاتٍ بتلقي رشا؛ لتأخير إتمام ميناء الفاو لحساب إنجاز ميناء مبارك الكويتيِّ.
الشيخُ علي قاسم جدَّد، في خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَتْ في جامع الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، جدَّد انتقاده لمشروع التسوية السياسيَّة، حاثاً الجميع على أهميَّة إجراء التسوية مع عوائل المُضحِّين والشهداء والمظلومين من أبناء العراق، مُنبِّهاً إلى أنَّ التسوية تكون من خلال تقديم الفاسدين والسرَّاق وآكلي قوت الشعب إلى العدالة ومحاسبتهم ومساءلتهم؛ لينالوا جزاءهم العادل.
وحضَّ قاسم الحكومة على تقديم كلِّ ما يستلزم لإنجاح مهمَّة القوات المُسلَّحة والجهات المساندة لها من حشدٍ شعبيٍّ وأبناء عشائر غيارى في التصدِّي للعصابات الإرهابيَّة، مُقترحاً تأليف معسكراتٍ ثابتةٍ على الحدود لقطع الأيادي الخارجيَّة التي تحاول أن تمتدَّ للعبث بأمن البلاد والعباد؛ ليكون الإرهاب محاصراً داخل حدودنا فيسهل الإجهاز عليه، شاكراً كلَّ من أسهم في الدعم الماديِّ والمعنويِّ لإدامة زخم المعركة والحرب على الإرهاب من التجَّار والخيِّرين من أصحاب الأيادي البيضاء.
واستغرب إدراج العراق في قائمة الدول التي يُمنَعُ مواطنوها من دخول الولايات المُتَّحدة وعدم شمول السعوديَّة بهذا القرار، لافتاً إلى أنَّ منابع الإرهاب ومصانع الفتاوى التكفيريَّة في المملكة السعوديَّة وليس في العراق، مُؤكِّداً أنَّ أمريكا هي من جلبت المصائب والرزايا للعراق وأنَّ إجرامها كان أسوأ مما اقترفته ألمانيا النازيَّة في الحرب العالميَّة.
وأكمل مُمثِّلُ الحيدريِّ بحوثه في الفكر والتفكُّر، مُستعرضاً وصايا الإمام موسى بن جعفر لتلميذه هشام بن الحكم في فضل العلم والعقل، وبيانه بأنهما متوافقان لا يختلف أحدهما في مُخرجات الآخر واستعراض الشواهد القرآنيَّة على ذلك، مُنوِّهاً بأنَّ العقل والحكمة هما الطريق لمعرفة الفضائل كالصدق والإخلاص والوفاء ممَّا يتوجَّب التخلُّق بها، وهما في الوقت ذاته الطريق لمعرفة الرذائل كالكذب والحسد والحقد للاجتناب عنها، مُشيراً إلى أنَّ الحكمة هي العقل العمليُّ الذي يحكم بضرورة التخلُّق بالفضائل والابتعاد عن الرذائل.
ودعا إلى استنطاق القرآن وفهم معانيه لا سيما ما يتعلق بالعلم والفكر والعقل، مُبيِّناً أنَّ أهمَّ ما يميِّز الإنسان عن الحيوانات وبقية الكائنات غير العاقلة هو العقل الذي به يُعرَفُ الله وتُكتسَبُ به الجنان ويتوقَّى عبره عن النيران، مُؤكِّداً أنَّ الكثير من الآيات القرآنية تُختَتَمُ بــ ” أفلا تتفكَّرون .. أفلا تعقلون .. أفلا تتدبَّرون” وذلك من أجل استثارة دفائن العقول وتحريك الذهن البشريِّ للإفادة من الطاقات الجبَّارة التي يمتلكها عقله فهو المُنظم لحياته والمائز الذي يفصل بين الخير والشرِّ؛ حتى تستقيم حياته ويرتفع شأنه بالفضائل.
وأشار الشيخ على قاسم إلى حدود ونطاق منطقة العقل وأنَّ هناك مديات لا يدركها كالروح والعالم الآخر، مُنوِّها بما أسماه العقلَ الدينيَّ الذي يتألف من توجيهات الأنبياء والدساتير والرسالات السماويَّة ممزوجةً بمعطيات العقل الناضج، مُؤكِّـداً أنَّ العقل الدينيَّ هو المُرتكز الأصيل الذي يعمل به الأنبياء والأوصياء الذي استطاع به الأنبياء السابقون أن يكونوا مؤمنين في ظل كفر البشريَّة أو أنَّهم ينشؤون في بيوتٍ يرتع الكفر في جوانبها وثناياها وهم مُوحِّدون كما كان لإبراهيم وموسى.
وحثَّ قاسم على الالتزام بالدعوة القرآنيَّة الرامية لرفض وتحريم كلِّ ما من شأنه تعطيل العقل أو التأثير في معطياته واستدلالاته، كالتقليد الأعمى ومتابعة الهوى أو شرب الخمر وما شابه ذلك، مُناشداً للالتزام بالعقل الدينيِّ والعقل الجمعي، واصفاً العلمانيِّين بالوقوع في الوهم من خلال اجترارهم التجارب الأوربيَّة في ما يُسمَّى بالعصور الوسطى وتعطيل الكنيسة الكاثوليكيَّة للعقل ومحاسبة وإعدام من يتجرأ على مخالفة تعاليمها حتى لو كان على وفق نتائج العلم كما حصل لغاليلو والكثير من العلماء، وتطبيقهم تلك التجارب على واقعنا الإسلاميِّ ومن ثمَّ يدعون لنبذ الدين؛ لأنه “سببُ تخلُّفنا وعزوفنا عن التفكير العلميِّ السليم” حسب ادِّعائهم، داعياً إياهم لمراجعة الفكر الإسلاميِّ والآيات القرآنيَّة التي تذمَّ التقليد والعزوف عن العقل؛ ليتبيَنوا خطل ما ذهبوا إليه.
ومن الجدير بالذكر أنَّ السيد كمال الحيدريَّ، وهو من أبرز مراجع الشيعة، قد دعا غير مرَّة الحوزات الدينيَّة إلى إيلاء العلوم العقليَّة كالفلسفة الاهتمام الذي توليه للمباحث الفقهيَّة والأصوليَّة، كما دعا إلى نظريَّةٍ جديدةٍ لفهم المعارف الدينيَّة أسماها محوريَّة القرآن يتمُّ من خلالها تنظيف التراث ممَّا علق به من شوائب إسرائيليَّةٍ أو رواياتٍ موضوعةٍ؛ من أجل غايات سياسيَّة.

اترك تعليقاً