متابعة السيمر / الخميس 08 . 12 . 2016 — مع ان ضاحي خرفان لا يترك مناسبة الا ويتحدث فيها عن خبراته الامنية العالية التي لا تتوفر حتى لجيمس بوند .. بل ويقدم النصيحة تلو الاخرى لاجهزة الامن العربية بصفته خبيرا ومنظرا امنيا – رغم ان مخابرات اسرائيل كانت تسرح وتمرح في فنادق دبي قبل وخلال وبعد اغتيال القائد الفلسطيني المبحوح – الا ان هذه الخبرة لم توظف كما يجب لحماية الامن القومي الاماراتي واسراره والتي حطت كلها على مكتب رئيس تحرير عرب تايمز الذي لم يدفع فيها ( تعريفة ) واحدة لان ( فاعل الخير ) الذي حصل عليها من كومبيوتر الشيخ منصور نائب رئيس الوزراء الاماراتي ووزير الرئاسة وحامل مفاتيح اسرار وخزائن ال نهيان لم يطلب ثمنا لها.. ولم يسأل حتى اشتراكا مجانيا في عرب تايمز .. على سبيل رفع العتب
اسرار ووثائق دولة الامارات تمرر عبر ( الوزارات و الاجهزة ) الى مكتب الشيخ منصور بصفته وزير الرئاسة ونائب رئيس الوزراء وشقيق محمد بن زايد وكاتم اسراره وتحط بالتالي في الكومبيوتر الشخصي للشيخ منصور … ولان الشيخ ( حمار ) فقد استخسر – فيما يبدو – شراء برنامج ( نورتون ) لمكافحة الفيروسات وحماية اجهزة الكومبيوتر من الاختراق وثمنه لا يزيد عن سبعين دولارا الامر الذي مكن ( فاعل خير ) من الدخول الى الكومبيوتر ونسخ جميع الصور والوثائق الموجودة فيه … وارسالها الى عرب تايمز.
وتياسة شيوخ النفط اصبحت مضرب المثل … رغم انهم يحملون شهادات دكتوراه اشتروها باموالهم .. بدءا بتميم واخوانه الذين يحكمون قطر مع امهم موزة .. وصولا الى محمد بن زايد واخوانه الذين يحكمون الامارات مع امهم فاطمة .. مرورا باولاد ملك البحرين ومنهم – شيوخ النفط – من يضع على صدره نياشين عسكرية لم يحمل مثلها الجنرال رومل … ومن هؤلاء – مثلا – الشيخ الفريق الفيلد مارشال راشد بن محمد بن راشد ال مكتوم قائد القوات الاماراتية في اليمن .. فهذا الشيخ الحمار الذي تخرج – بفلوسه – من كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية لم يجد مكانا لتخييم فرقته العسكرية التي وصلت الى عدن الا في قلب مستودعات يمنية للذخائر ولم يكن اليمنيون يحتاجون الى اكثر من صاروخ واحد ضربوا به احد المستودعات لينفجر المعسكر كله بالفرقة الاماراتية كلها وعلى راسهم الفيلد مارشال بن راشد.
مشكلة الشيخ زايد – رحمه الله – هي ذاتها مشكلة حكام وشيوخ النفط .. اي عدم تعليم اولادهم وفق الأصول رغم ثرواتهم الهائلة .. لذا خرجوا ( قادة ) حمير يديرون البلاد بغباء وتياسة وتفريط بالعرض والمال والوطن .. فمحمد بن زايد – مثلا – لا يحمل حتى التوجيهية الاماراتية .. ومع ذلك انتهى به الامر ( قاعدا ) على ثروة هائلة لا يعرف كيف واين ينفقها .. والوثائق التي حصل عليها أسامة فوزي عن بعض مظاهر الانفاق يشيب لها راس الولدان.
ويظل السؤال : من هو ( فاعل الخير ) الذي زود اسامة فوزي بهذه الوثائق ؟
والاجابة قطعا لا تعنينا طالما ان الوثائق أصبحت بطرفه .. وان كانت تعني وتهم محمد بن زايد واخوانه ونسوانهم .. واجهزتهم الأمنية
ففاعل الخير قد يكون رئيس الدولة نفسه الشيخ ( خليفة ) الموضوع الان قيد الاقامة الجبرية في ابو ظبي … وقد يكون ابنه ( الشيخ سلطان ) الذي تم تجريده من ولاية العهد مع انه ابن رئيس الدولة البكر والاحق بالمنصب وفقا للاعراف والتقاليد .. وقد تكون زوجة احد شيوخ ال نهيان من اشقاء محمد بن زايد الذين شعروا بالظلم بعد وفاة ابيهم لان اولاد ( فاطمة ) توزعوا فيما بينهم الثروة والمناصب وحرموا اشقائهم من نسوان زايد الاخريات مثل الشيخ فلاح .. والشيخ عيسى .. وشقيقهما الكبير الشيخ سلطان وغيرهم
فاعل الخير قد يكون ضابط مخابرات اماراتي .. او مجرد موظف صغير في مكتب الشيخ منصور .. او حتى مدير مكتبه حميد سعيد النيادي
فاعل الخير قد تكون زوجة الشيخ منصور ( الاولى ) التي ضم اليها لاحقا زوجته الثانية ( منال ) ابنة حاكم دبي والتي – وفقا للوثائق – تستأثر بالرحلات وشمات الهواء المكلفة جدا على نفقة الدولة
فاعل الخير قد تكون مجرد ( فراشة ) او عاملة فلبينية من مئات الفلبينيات العاملات في قصور الحكام واللواتي – وفقا للوثائق ايضا – يتنقلن مع الشيخات .. ويدخلن غرف النوم .. ويربين اولاد الشيوخ
ومن لديه قدرة على نسخ الهارد درايف لكومبيوتر اهم شيخ في الامارات .. هو قادر – قطعا – ان يضع كاميرا بحجم حبة العدس – وثمنها يقل عن مائة دولار – لتصوير الشيخ في غرفة نومه وهو مع الشيخة في الفراش .. او مع ضرتها .. او حتى مع العاملات في قصره .. ومن يدري فقد يقوم ( فاعل الخير ) بتزويدنا بهذه الأفلام لان اخر رسالة منه وردت قبل قليل تضمنت المزيد من الوثائق .. ووعدا بوثائق اخرى .. ( مثيرة ) دون ان يوضح لنا ( فاعل الخير ) ما يقصده بالمثيرة
ما حدث ويحدث لا يثير دهشتنا .. فدولة تدار كمزرعة ابقار .. يمكن ان يحدث فيها اي شيء
فهي دولة لا قانون فيها .. ولا دستور .. ولا تعرف الانتخابات .. وليس فيها برلمانات .. دولة يتوارثها الاخوان ويتوزعون فيها المناصب والاموال والوزارات .. دولة تدار كما تدار مزارع الابقار في امريكا .. مع فارق وحيد وهو ان لابقار المزارع الامريكية ( حقوقها ) التي يكفلها الدستور الامريكي وتحميها القوانين الامريكية فصاحب مزرعة الابقار – مثلا – لا يستطيع حرمان ابقاره من الاكل لان هذا سيؤدي الى اعتقاله وسجنه .. ومصادرة مزرعته
الشعب الاماراتي هو عبارة عن قطيع من الابقار .. يعيش على الهبات والاكراميات كما هو واضح من الوثائق التي سيبدأ أسامة فوزي بنشرها قريبا … هبات ( واكراميات ) يقدمها الشيوخ والشيخات في اطار شراء الولاءات وهي تدفع للبعض من خدم ومطارزية الشيوخ وتحرم منها الغالبية من ابناء الشعب الاماراتي الذي لا زالت قبائل بأكملها منه ( في راس الخيمة مثلا ) تعيش في براكيات من الزينكو ..ويعيش شبابه بطالة مزمنة.
انتظروا الوثائق .. فزمن الامارات معنا … طويل
بانوراما الشرق الاوسط