كشف الكاتب المصري «وائل عبد الفتاح» عن أقاويل مثارة في الأروقة الإعلامية بمصر بشأن مليار أو ملياري دولار من ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، في طريقها لسوق الإعلام في مصر للسيطرة على ما أسماه بـ« العقول والتصورات وطرق الحياة».
«عبد الفتاح» قال في مقال نشرته صحيفة «التحرير» المصرية الخاصة: «حكاية تتسرب بهدوء: مليار – وفى رواية أخرى 2 مليار – في طريقها إلى سوق الإعلام، بهدف تغيير شكل وبنية ماكينة الإعلام».
وأوضح أن مصدر الحكاية هذه هي «تأويلات وتفسيرات لبند من بنود الاتفاق بين الرئيس (عبد الفتاح) السيسى والأمير محمد بن سلمان ولى ولى عهد السعودية، ينص على تعاون إعلامي».
ولفت إلى أقاويل قديمة ترددت بشأن مليار دولار إماراتية دخلت السوق الإعلامي المصري في وقت سابق؛ بهدف «ابتلاع السوق كلها ليتحكم المال القادم من أزمنة مضادة للتغيير في كل الرسائل مع المجتمع لمنع أو قطع الطريق على التغيير».
ووفق هذه الأقاويل، فإن المليار دولار الإماراتية جاءت عن طريق «رجل الخفاء العظيم هو الفلسطيني الغامض محمد دحلان»، بينما كانت الواجهات من نصيب (رجل الأعمال المصري) إيهاب طلعت».
ولفت إلى أن الأقاويل تتحدث أيضا عن أن المليار دولار الإماراتي تم صرفها بالكامل.
وعاد الكاتب المصري إلى الحديث عن المبلغ السعودي المزعوم (مليار أو مليارا دولار)، متسائلا: «من سيسند آلية تصريف المليار الجديد؟، ومن سيحتل إمارة الخفاء؟، ومن سيتقدم للواجهات؟».
وبشأن الأرض الخصبة لصرف هذه المبلغ الجديد، لفت إلى «ما وصلت إليه الكيانات (الإعلامية) الحالية من جفاف، وطرد للجمهور؛ حيث استهلكت كل إمكاناتها، وفقدت فاعليتها، ولم يبق منها غير (قاذفات الشتائم) الذين يعملون جيدا، لكنهم غير قادرين على أدوار أخرى أكثر اتساعًا».
واعتبر أن الحكاية الأم هي: «إنهم يصرفون المليار تلو المليار.. لتكتمل السيطرة على العقول والتصورات وطرق الحياة».
وأضاف: «من يصرف ومن يسمح له بالصرف يتصور أنه ليُحكم السيطرة لا بد أن يكون له أذرع أخطبوط، وهذا الأخطبوط هو الإعلام.. هكذا تفكر الأجيال الجديدة من الأنظمة السلطوية (جمهوريات وممالك وإمارات).. وتدخل هذه الأفكار في صور وأشكال وألعاب متعددة هدفها استعادة الجمهور وتحريضه ضد (التغيير).. وذلك عبر خرافة الفراغ العظيم في الأدمغة المسترخية أمام الشاشات.. الخرافة اسمها: (حروب الجيل الرابع).. وهى أمريكية المنشأ (لكنها عن حروب أمريكا عبر الميديا لإسقاط الأنظمة دون أن يفكر حامل الخرافات لماذا تسقط أمريكا أنظمة تعمل بتصاريح أو توكيل منها؟)».
وتساءل مستنكرا: «هل يحتمل الوضع الإعلامي (في مصر) مزيدا من السيطرة؟ وإلى أي مدى؟».
وبسؤال أخير اختتم مقاله مستنكرا: «الأهم: ماذا يفعل المليار في أبنية تنهار؟ هل هناك شيء أكثر من توريد ملاك جدد؟ وشركة إعلان هدفها الابتلاع؟ هل لديها غير وصفات الاستهلاك؟ وهل يمكن تطوير الإعلام بمنطق (التأميم) غير المعلن في ظل اتساع تأثير (النيو ميديا) والتواصل الاجتماعي، وهى ميديا مهما كانت محاولات السيطرة عليه فهي بطبيعتها تميل إلى الخروج على السيطرة؟».