الرئيسية / منوعات / المكتبة الموسيقية : موتزارت

المكتبة الموسيقية : موتزارت

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — قال الإمبراطور جوزيف الثاني لموزار بعد انتهاء العرض الأول لأوبرا «اختطاف في السرايا» (Die Entführung aus dem Serail). قال له، وهو الموسيقيّ البارع في الأساس وصاحب الذائقة الرفيعة. قال كلامه بثقة عالية، وخلفه تقف شلة من مؤلفي ذلك العصر «العظماء» (تغيب أسماؤهم عن ذهننا في كل مرّة. لعن الله الذاكرة الضعيفة الانتقائية المجحفة). قال جملته التاريخية، هو الذي يتحكّم بالتاريخ. قال جلالته للمواطن المسكين: «عملكم هذا جميل بلا شكّ… لكن، فيه فائض من النوتات».
بعد الانحناء (ذاك الواجب التافه الذي لا يقدِّم رفْضُ القيام به في التاريخ لكن قدّ يؤخِّر… بالإذن من عنفوانيّي وطننا الشامخ) أجاب موزار بسلطة الطفل المعشوق من الآلهة: «جلالتك، دلّني عليها». تقول رواية ثانية أن ردّه كان: «يوجد نوتات بقدر ما يتطلّب العمل تماماً». وتقول ثالثة أنه أجاب: «ليس في العمل نوتة واحدة زائدة». حَرْفية الردّ ليست أمراً مصيرياً. المهمّ أنّ المضمون يشير إلى خلاصة واحدة: النوتات «المُنزَلَة» لا يناقش فيها لا إمبراطور ولا مَن قد «يحزنون» من المؤلفين الكبار أو الصغار. ومهما أتت غزيرة ومعقّدة (كما هي الحال في هذا العمل) فهي تبقى كالطبيعة. كغابة كثيفة فيها آلاف المخلوقات وحيث توازنها البيئي تصنعُه الأشجار العالية والنبتات الصغيرة والحيوانات المفترسة والقوارض والحشرات والطفيليات. ونوتات موزار هي مخلوقات حيّة تشكّل كوناً قوامه الصوت.
نسمع من هذا العمل طرفَيه، أي افتتاحيّته (أوركسترا) وخاتمته (أوركسترا، مغنّون منفردون وجوقة) بتسجيلَين مختلفَين. أما قصّته وظروف تأليفه فيمكن إيجادها بسهولة على الإنترنت.