متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — من الطريف ان الحرب المخابراتية الاعلامية بين قطر والامارات تدار باشراف فلسطينيين الاول محمد دحلان وهو يمثل الجانب الاماراتي والثاني هو عزمي بشارة وهو يمثل الجانب القطري … وقد بدأت بشائر الحرب بوصول محمد دحلان الى القاهرة للقيام بزيارة ( ملوكية ) لجريدة اليوم السابع استقبل خلالها كما يستقبل رؤساء الدول وسبق وصوله مقال كتبه صحفي مصري معروف كشف فيه النقاب عن ان دحلان كلف رسميا من قبل محمد بن زايد بتوزيع مليار دولار على الاعلام المصري لشراء الكتاب والصحفيين والولاءات والضمائر
من هنا يمكن فهم الموضوع الذي نشرته اليوم جريدة اليوم السابع المصرية بعنوان ( إمبراطورية عزمى بشارة الإعلامية كلفت الدوحة 30 مليار دولار فى أقل من 5 سنوات لتمكين الإسلام السياسى ) وجاء في التقرير ما يلي:
حصلت «اليوم السابع» على وثائق تكشف وجود مساهمين وممولين فى شركة «فضاءات ميديا» مرتبطين بدولة قطر ويمثلون الستار الذى تقف خلفه الدوحة فى توجيه وإدارة صحيفة العربى الجديد وتليفزيون العربى. تتضمن أسماء المساهمين فى الشركة رجل الأعمال القطرى سلطان الكوارى والمقرب من عزمى بشارة، والمحامى العراقى البعثى السابق صباح المختار وهو متواضع الثراء، إضافة لـ«مؤيد ديب» وهو موظف أقرب إلى صفة مدير أعمال عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة، ويقيم فى الدوحة، وعبدالرحمن الشيال وهو مصرى تم طرده من عمله كمساعد مترجم فى السفارة السعودية نظرا لتواضع قدراته، ومن ثم طردته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بعد تزويره تقريرا عن الشذوذ الجنسى، وإسلام لطفى الإخوانى المصرى الذى اعترف فى حواره مع العربى الجديد أن عزمى بشارة «هو من دفع شركة فضاءات ميديا لتبنى مشروع العربى الجديد»، مؤكدا أنه يمارس دورا إشرافيا بجانب إشرافه على شبكة التليفزيون العربى، وممارسته لمهام رئيس مجلس إدارة «فضاءات ميديا». واعترف «لطفى» بأن دولة قطر تمول مشروع العربى الجديد وشبكة تليفزيون العربى، زاعما بأن التمويل القطرى لن يدفع الدوحة للتدخل فى حرف واحد فى سياسة القناة، وقد نفت شركة «فضاءات ميديا» فى بيان ما نشرته «اليوم السابع» حول ارتباط العربى الجديد بدولة قطر ومستشار حكامها عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة، زاعمة أن الدوحة لا تمول صحيفة العربى الجديد أو تليفزيون العربى، وهو ما تكذبه المستندات التى حصلت عليها «اليوم السابع» حول المساهمين فى صحيفة العربى الجديد وشبكة تليفزيون العربى.
فيما يشير ملف شركة فضاءات فى بريطانيا إلى أن هناك 350 ألف جنيه إسترلينى، أى حوالى نصف مليون دولار وضعت فى حساب التأسيس قبل سنتين، وبسيولة نقدية قدرها 200 ألف جنيه إسترلينى، وممتلكات قدرها حوالى 800 ألف جنيه إسترلينى، فى حين يعلم أهل الخبرة أن نفقات الصحيفة والتليفزيون فى الأشهر الثمانية الماضية تفوق كثيرا المبلغ المرصود بكثير. وهو الأمر الذى يدفع إلى فتح أبواب خطرة ليس أقلها شبهة تبيض أموال، وتمويل خارج القانون. وبحسب محامين متخصصين فإن أى شخص فى بريطانيا يملك الحق فى طلب التحقيق فى الوضع المالى لكل المساهمين وأصول أموالهم وخاصة المجنسين بريطانيا منهم
فصحيفة العربى الجديد تحظى بدعم قطرى، وعزمى بشارة يقوم بدور رئيس التحرير الفعلى لصحيفة العربى الجديد، حيث يتدخل فى عناوين الصحيفة والموضوعات الإخبارية وتعيين الصحفيين وساعات عمل الموظفين، واستقطاب الكتاب وتوجيهاته وتدخله اليومى فى عمل المؤسسة الإعلامية. عقب تقديم عزمى بشارة لاستقالته من الكنيست الإسرائيلى أصر على استلام مخصصاته كعضو سابق من 2007-2011 بمبالغ وصلت إلى نصف مليون شيكل أى 150 ألف دولار، حتى صدر أمر من القضاء الإسرائيلى بوقفها. أما القضية الأخرى التى تكشفها وثائق الصحيفة والقناة أن المبيعات صفرية تماما، رغم الحملة الإعلانية الكبرى والتى شملت مطار هيثرو والعاصمة لندن والتى يزيد عدد السكان العرب فيها على 400 ألف إلا أن مبيعات «العربى الجديد» لا تتجاوز مائة نسخة يومياً «كما جاء فى تقرير استقصائى نشر على موقع بى بى سى». ويقطن عزمى بشارة فى واحدة من أرقى المناطق وهى منطقة الدفنة المطلة على الخليج، وشقيقته تسكن فى فيلا فارهة فى منطقة قريبة تسمى «اللاجونا» إيجارها الشهرية لا يقل عن 11 ألف دولار
أما مركز الدراسات الذى أنشأه عزمى بشارة فيقع فى منطقة سفارات وخلف السفارة البريطانية فى الدوحة فيما يعرف بدوار القوس وتبلغ قيمة العقار 20 مليون دولار على الأقل، كما يدرس أبناء المثقف الكبير فى مدرسة الشويفات المملوكة لآل الحريرى وهى واحدة من أغلى مدارس العالم العربى فى الوقت الذى لا يستطيع جزء كبير من القطريين تسجيل أبنائهم إلا فى المدارس المستقلة، ويملك بشارة سيارات فارهة مصفحة مضادة للرصاص فرز لقيادتها رجال أمن قطريين لحمايته وحماية عائلته
وأعلن المفكر مؤخرا عن افتتاح أكاديمية خاصة تابعة للمركز بعدة اختصاصات وبدء التسجيل فيها فعليا، بتكلفة إنشائية تبلغ 45 مليون دولار، ومع ذلك يصر عزمى بشارة على أن المركز والأكاديمية والإمبراطورية الإعلامية الممتدة من الخليج إلى المحيط هى مكرمات وتبرعات من رجال أعمال!، فمن حق بيان مؤسسات عزمى أن يدعى ما يشاء حول التمويل وليس هناك من تفسير لإبعاد قطر وديوانها الأميرى من موضوع الملكية والإنفاق الهائل سوى أنها محاولة جديدة لتسويق وترويج المشروع «القومجى» بثوب جديد عقب فشل تجربته التى باعها عزمى للأمير الشاب وتقاطعت مع نظريات المستشرقين الأمريكيين والقائمة على تمكين الإسلام السياسى المعتدل من السلطة فى عدد من الأقطار العربية فى مواجهة التيارات المتطرفة كممر إجبارى للعبور نحو الديمقراطية، وهو المشروع الذى كلّف قطر نحو 30 مليار دولار فى أقل من خمس سنوات دون جدوى
اليوم يعود بشارة لبيع بضاعته الجديدة عبر تسويق ذات الفكرة؛ وذلك بتفكيك المنطقة لإعادة تركيبها ديمقراطيا ولكن بواجهات ليبرالية ويسارية وقومية بعد أن فشل الإخوان فى اختبار الحكم والسلطة، وإذا ما تم التدقيق فى مشاريع بشارة الإعلامية، يظهر جليا أن غالبية الذين يقفون على رأس تلك المؤسسات هم من خلفيات يسارية وليبرالية؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر، تمت إقالة وائل قنديل المقرب من الإسلاميين من دون سبب وحل مكانه اليسارى المتلون بشير البكر، كما أفلست قناة الشرق الإخوانية فى تركيا ليعاد ضخ التمويلات الكبرى لها بعد تسليمها لمرشح الرئاسة السابق الليبرالى أيمن نور، وفى قناة العربى وضع الليبرالى الجزائرى على أوجانة مديرا للأخبار، وفى موقع المدن اللبنانى وضع اليسارى السابق ساطع نور الدين
كما أصر المفكر الثورى عزمى بشارة على وضع الصحفى أنس أزرق كمدير لموقع العربى الجديد الإلكترونى وهو المنشق قبل عام فقط عن النظام السورى والمتزوج من رنا ديب مذيعة التليفزيون السورى وابنة أحد ضباط النظام. وأثارت مشروعات عزمى بشارة السياسية وحواملها الإعلامية أزمة داخلية فى أوساط النخبة القطرية، وبعد تدخله لإضعاف قناة الجزيرة مفخرة الأمير السابق حمد بن جاسم وقصة النجاح القطرية الوحيدة، ما فتح سيلا من الأسئلة حول دور المثقف والمفكر الكبير فى تلك الإمارة الغنية وتوصياته وخططه الفاشلة، التى أهدرت أموالا طائلة وأرهقت الدبلوماسية القطرية وعلاقات البلد الخارجية