متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — نزل العضو في “تحالف القوى العراقية”، ظافر العاني، إلى الدرك الأسفل من الانحطاط السياسي، والخطاب الإعلامي التحريضي، في إثناء حوار له من على قناة “لشرقية”، الأربعاء، مع السياسي العراقي عزة الشابندر، حين شتم العاني، الشعب العراقي، وخوّن السياسيين العراقيين الذين يدعون إلى تحالف رباعي يضم العراق وايران وسوريا وروسيا، لمجابهة تنظيم داعش الإرهابي.
وعبّر العاني، عن مثال “سيّء”، وصورة “مشوهة” للسياسي الذي يرفض أي مساعدة إقليمية لشعبه لقتال تنظيم داعش الإرهابي، فيما يدعو إلى التعاون مع دول دعمت الفوضى والجماعات المسلحة في العراق، مثل السعودية وقطر.
واعتبر العاني، إن الانضمام اللي التحالف الرباعي يرقى إلى “جريمة الخيانة العظمى”، ويتعارض مع قوانين الدولة العراقية النافذة، معتبرا المنادين بهذا المشروع “خونة”.
لكن الشابندر ردّ عليه بالقول “انك بعثي بامتياز، ومن جاء بك البعثيون والدواعش”،
وفي حقيقة الأمر، فان العاني يعبّر عن سياسة “كتلة اتحاد القوى” التي أعربت عن “القلق من التعاون بين التحالف الرباعي والكيان الصهيوني، بحسب تعبيرها.
وتسعى النخب المعزولة عن مجتمعاتها، من أمثال العاني بمفاهيمها الخارجة على سياق الاحداث، إلى الخطاب الطائفي، الذي يقتات على فتات عطايا الدول الإقليمية، لكسر سياج الشعور باليأس والوحدانية.
فقد أبدى ظافر العاني، في (19 أيار 2015)، استغرابه من “استقبال الحكومة الاتحادية لملايين الزوار في العاصمة بغداد بالمناسبات الدينية وتوفير مستلزمات الزيارة لهم في حين يتم غلق الباب أمام النازحين”، مشددا على أهمية “إيقاف هذه السياسات التمييزية في التعامل مع المواطنين”.
بل إن العاني يتعمّد استغفال أي دور لجماعة داعش الارهابية، في حين يسمّي المجاميع الشعبية التي خرجت تقاتل الإرهاب بانها “مليشيات خارج نطاق الدولة تستبيح مدننا”، فيما تشير الوقائع على الأرض إلى إن الجماعات المقاتلة المتطوعة، لا تعمل منفصلة عن الجيش وتتحرك بالتنسيق معه، وليست مليشيات تأتمر بأوامر أحزاب أو جماعات سياسية معينة.
وتظل “عقدة” العاني التي يصعب عليه إخفائها، متجسّدة في عدم قدرته على إخفاء حنينه الجارف إلى ماضية البعثي، فحين اعلن ثلاثة من أعضاء مجلس النواب العام 2013، نيتهم تشكيل لجنة تجمع الوثائق والمستندات عن “تورط الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق ظافر العاني في أعمال إرهابية ومطاردة لمعارضين وكتابة التقارير عنهم أبان حكم البعث البائد، وانتمائه للحزب ووصوله إلى مواقع حزبية حساسة”، غضب العاني، لكن ردة فعله بقَلْب ظهر المِجَن، كما وعد، لم تتحقّق، و اكتفى ( ولم يكن بوسعه غير ذلك ) بانتقاد قرارات (هيئة اجتثاث البعث) زاعما انها “عشوائية، وتشمل عددا كبيرا من العراقيين الذين كان معظمهم ينتمي لحزب البعث”.
وتفيد المتابعة السياسية لفعاليات العاني، بانه يستند في أجندته على ماضيه البعثي، فقد ورد في وسائل الاعلام عن “ارتباطات خطيرة له في شبكة الاتصالات البعثية في الخارج، تدفع له مبالغ مجزية ليتصدى إعلاميا لأحزاب وقوى عراقية، ومدح النظام البائد والإشادة بالديكتاتور صدّام، والترويج للسياسة السعودية والقطرية في العراق.
المسلة