المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي من ” حركة أنصار ثورة 14 فبراير ” ، ننشرها كما وصلتنا :
قال الأمام الحسين عليه السلام: “إنا أهلُ بيتُ النبوةِ ، ومعدنُ الرسالةِ ، ومُختلفُ الملائكةِ ، بِنا فتحَ الله وبِنا يَختُمْ ،ويزيد شارب الخمور ، وقاتل النفس المحرّمة ، مُعلن الفسوق ، ومثلي لا يبايعُ مثلهُ ، ولكن نُصبِحْ وتُصبحِون ، ونَنظُر وتَنظِرون أيّنا أحقُ بالخلافةِ”.
قالت الحوراء زينب عليها السلام متحدثة عن الطغاة الذين يحاولون محو ذكر وشعائر الإمام الحسين عليه السلام: (وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره الا ظهوراً وأمره إلا علواً).
يا زوار أبي عبد الله الحسين ..
يا زوار أبي الأحرار والثوار ..
أيها المحلقين حول قبر سيد الشهداء الحسين ..
تتشرف حركة أنصار ثورة 14 فبراير أن تخاطبكم يا زوار ثأر الله وإبن ثاره .. وتغبطكم على هذه الزيارة ، وهذا التوفيق لتكونوا في كربلاء المقدّسة ومحدقين بقبر سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) ، سبط الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
إن إجتماعكم المليوني حول الإمام الحسين عليه السلام وفي هذا العام والعالم العربي والإسلامي يشهد أحداثا خطيرة ، وعلى رأسها المؤامرة الصهيونية المدعومة من قبل الإستكبار العالمي وخاصة الشيطان الأكبر أمريكا والممولة عبر أدواتهم وعملائهم في الرياض وقطر والإمارات وبمساندة من القوى التكفيرية السلفية الوهابية الداعشية الأموية المروانية الجاهلية ، حيث نرى بأن أجزاء الكثير من الأراضي العزيزة علينا في سوريا والعراق واليمن وقبلهما الأراضي الغالية لفلسطين المحتلة وكلها تحت سيطرة هذه القوى الإرهابية بعد أن أثخنت الأمة والمسلمين بالجراح والألم وأسالت عليها بركا من الدماء الطاهرة .
وعلى الجانب الآخر فإن العالم كله يشاهد بأم عينه في اليمن كيف يقتل ويذبح شعب مسلم بأكمله عبر مجازر وجرائم حرب يرتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي ، وكل ذلك من أجل النفوذ والسيطرة وإحكام القبضة على اليمن السعيد وإخضاعه للهيمنة الإستكبارية الأمريكية ، وها نحن نرى دعم القاعدة وداعش لتنتشر في عدن والمدن والمحافظات الجنوبية وحضرموت.
وفي المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية في الأحساء والقطيف نرى هذا العام أيضا وإستمرارا للإرهاب السعودي الوهابي الداعشي الأموي ، تكرار الهجوم الغادر لأذناب الوهابية والأموية والسفيانية على بيوت الله حيث قامت بإرتكاب مجزرة في مدينة سيهات في الحسينية الحيدرية ، وقبلها المجزرة المريعة في مسجد الإمام الحسين في الدمام التي راح ضحيتها أكثر من 6 شهداء وأكثر من عشرة جرحى حالات بعضهم حرجة.
وفيما لا يزال الخوف والقلق على حياة الناس من الإرهاب الداعشي الوهابي الذي يستهدفهم في كل مكان ومن قبل أذناب وعملاء الصهيونية العالمية.
أما في البحرين فإننا نشهد حربا شعواء على الشعائر الحسينية ، حيث تقوم مرتزقة وقطعان المستوطنين لآل خليفة بالتعدي على المصلين والمعزين وتقوم بإزالة كل ما يرمز إلى الشعائر الدينية سواء عبر تمزيق الرآيات الحسينية ونزع الياطفات العاشورائية أو بأغراق المناطق التي تحي المناسبة الدينية بكميات هائلة من الغازات المسيلة للدموع ، وقد تمادت قوات الإحتلال السعودي الداعشي ومعها مرتزقة الطاغية حمد الداعشية بالتعدي على الشعائر الحسينية في عدد من مناطق البحرين ، هذا عدى عن المضايقات والإيذاءأت المستمرة للمعزين والخطباء وإرجاع العديد من الخطباء العراقيين بصورة مهينة ، والذين وفدوا إلى البحرين رغم حصولهم على موافقات رسمية.
إن النظام الخليفي في جرائمه الإرهابية ضد الشعائر الحسينية هذه ، إنما ينتهك الأعراف والقوانين الدولية الداعية لإحترام المعتقدات والشعائر الدينية ، ويتعدى على حقوق شعبنا بكراهية وحقد أموي سفياني دفين.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تؤكد على أن من حق البشر في كل أصقاع الدنيا ممارسة عقائدهم الدينية بحرية وكما تنص عليه العهود والمواثيق الدولية كما لشعبنا في البحرين كامل الحق في ذلك ، وكذلك لأهلنا في المنطقة الشرقية في الأحساء والقطيف من حقهم التعبير عن معتقداتهم الدينية بكل حرية ، وإن من حقهم الدفاع عن دينهم ومعتقداتهم ومنع أي تعد عليها ، سواء من آل سعود ، أو آل خليفة أو أذنابهم الوهابية والدواعش الأمويين المروانيين.
وقد سطر شعبنا البحراني ملاحم حسينية سطرها الأهالي أرغمت المرتزقة الدواعش على الإنكفاء مرغمين صاغرين ، والإنسحاب من هذه المناطق المقاومة والشجاعة لأحفاد بني أمية الأوغاد.
كما أن أخوتنا في القطيف وردا على الإعتداء الداعشي الوهابي الغاشم على الحسينية الحيدرية في سيهات ، فقد قامت بنصب أكثر من عشرة آلاف راية حسينية على أسطح المنازل والحسينيات ، وكما شيّع مئات الآلاف شهداء تلك المجازر تكريما لشهداء الفضيلة ممن أستشهدوا في شهر محرم الحرام ، تحت راية أبي الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تدعو أولا المراجع العظام والعلماء في داخل البحرين وخارجها لفضح ممارسات السلطة الخليفية وتطاولها على الشعائر الحسينية ، كما ندعو الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية والحكومات الديمقراطية للدفاع عن الحقوق الدينية والسياسية لشعب البحرين وشعبنا في المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء) والوقوف بصلابة أمام التعديات والإنتهاكات المستمرة للنظام الخليفي والسعودي والدواعش لحقوق شعبنا البحراني وشعبنا في المنطقة الشرقية.
كما نطالب الزوار والمحلقين حول قبر الإمام الحسين عليه السلام ، أن ينتصروا لظلامة شعوبنا الإسلامية المقهورة والمضطهدة كشعبنا الأبي في البحرين وأهلنا الصابرين في المنطقة الشرقية وأهلنا الكرام من الشعب اليمني المظلوم وأن يوصلوا مظلومية هذه الشعوب إلى العالم أمام جاهلية القرن الواحد والعشرين لآل سعود ، والعمل على فضح الفكر الدموي لبني أمية وآل أبي سفيان والمروانيين واليزيديين المعاصرين.
إن إجتماعكم المليوني أيها الزوار هو فرصة تاريخية لنصرة شعبنا البحراني ، وشعبنا المظلوم والمستهدف من قبل الدواعش والوهابيين وآل سعود الظلمة والمفسدين في كل من اليمن والمنطقة الشرقية الذي يتعرض إلى عدوان دموي غاشم وإرهاب سعودي خليفي داعشي وهابي تكفيري لايعرف حدودا للرحمة والإنسانية .
ونؤكد إننا اليوم بحاجة إلى رص الصفوف تحت رآية الإمام الحسين عليه السلام ، ولابد للشعوب المؤمنة المستضعفة أن تتمحور حول نهج أبي الأحرار سيد الشهداء عليه السلام وأن تتحد في صف واحد ، في محور المقاومة الممتد من طهران إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى فلسطين وإلى البحرين فالمنطقة الشرقية في القطيف والأحساء ، وإلى اليمن السعيد ، وسائر البلدان الإسلامية ، لنشكل جبهة مقاومة عريضة قوية متراصة للتصدي لمؤامرات جبهة الإستكبار العالمي والصهيونية وعملائهما في الرياض وقطر والإمارات وبقية العملاء في العالم العربي والإسلامي.
إننا على أعتاب يوم عاشوراء والملايين تتطلع إلى مركز الكرامة ومنبع الحرية في العالم والمتمثل بالقبر والضريح الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام ، فلتشكل الجماهير الإسلامية الحسينية جبهة مقاومة ، وتعبئة عامة متراصة تحت رآية سيد الشهداء لإجتثاث جذور الإرهاب التكفيري الداعشي الأموي المدعوم من قبل الشيطان الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني وسائر قوى الإستكبار العالمي.
وأخيرا فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تتوجه برسالة إلى شعب البحرين والمنطقة الشرقية ، وكل شعب البحرين الكبرى ، تطالبهم بتطوير الخطاب السياسي لأبناء المنطقة ، خصوصا من النشطاء والمتصدين للحراك السياسي ، ورفعه إلى مستوى مجابهة التحديات الراهنة والقيام بما يتطلب من أجل الأمن والسلام وتوفير الحماية اللازمة لشعوبنا وكل أهلنا في هذه المناطقة العزيزة على قلوبنا جميعا وكذلك السعي والمطالبة بالحماية الدولية سياسيا وقانونيا وحقوقيا.
فمن الناحية السياسية فإنه بالإمكان المطالبة بتفويض أهل المنطقة الشرقية بإدارة شئونهم سياسيا وأمنيا ، أي أن تكون الإدارة السياسية والأمنية في يد أبناء المنطقة الشرقية ، وأن تنتخب المنطقة من أبنائها من يحكمها.
إننا نرى بأن هذا السقف من الخطاب السياسي في هذه المرحلة هو منطقي من الناحية النظرية أولا ، ولابد من كسر الحواجز على المستوى الذهني ، وثانيا ، لابد من العمل على إيجاد الضغط الجاد والحقيقي على الحكم السعودي وعلى كافة المستويات لدفعه للقيام بدوره وتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن لجميع أهلنا وأحبتنا في لمنطقة الشرقية والقيام بما يستلزم من الإجراءات لصالح ضبط الأوضاع ثالثا.
إن حادثة سيهات وتشييع الشهداء الأبرار قد ولد تعبئة جماهيرية عارمة في النفوس ، ولابد من توظيف هذه التعبئة بصورة سليمة للمطالبة بالحقوق ، فيكفي أن يحكم آل سعود المنطقة الشرقية لأكثر من مائة عام ويسرقوا خيراتها من مياهها الجوفية والنفط والغاز ، ولابد من أن يرتفع مستوى الوعي السياسي للمطالبة بكل الحقوق المشروعة والتي حاول آل سعود طمسها وتغييبها بكافة السبل والوسائل .
إننا في حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير نؤكد على أهمية أن تقوم شعوبنا المظلومة والمضطهدة سياسيا لسنوات طويلة بالمطالبة بإقامة البحرين الكبرى لتحقيق الإستقرار الأمني والسياسي ، وتحقيق تطلعات أبناء المنطقة في المنطقة الشرقية والبحرين وغيرها من البلدان لإقامة البحرين الكبرى فهو السبيل الوحيد لمجابهة تحديات المرحلة الراهنة التي تكالبت فيه أعداء الأمة على شعوب هذه المنطقة .
إننا في حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير نرى بأن الحكم السعودي يعيش في أسوء مراحل حكمه ، وهو الذي يذكي الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية ، ويستمر في سفك دماء المسلمين في اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان ، وما حادثة منى في مكة المكرمة وقتله لأكثر من سبعة آلاف حاج ، إلا دليل على أن هذا الحكم في طريقه إلى الأفول والزوال ، ولابد من التفكير مليا في حقبة ما بعد الحكم السعودي ، بالمطالبة بحق شعوب المنطقة في الشرقية والبحرين لتحقيق تطلعاتهم في الحرية والحكم بعيدا عن سلطة الوهابية والدواعش وآل سعود حيث يعم الأمن والسلام جميع المنطقة وتبدأ إنطلاقتها نحو التنمية المستدامة الشاملة وبعيدا عن منطق الهوس والتعطش لسفك الدماء البريئة من أجل السيطرة والنفوذ .
وختاما فليكن يوم عاشوراء يوم الإنطلاقة الكبرى نحو التحرر والكرامة في كل ربوعنا الإسلامية خاصة في تلك المناطق التي تعيش ظلما وإضطهادا فاحشا وليكن التفافنا حول القبر الطاهر والضريح المقدس لسيد الشهداء بداية لنهضة حقيقية جادة نحو خلاص شعوبنا من سنوات طويلة من الظلم والإستبداد ونذكر بقول الله عزوجل : “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل” “آل عمران – ١٧٣”.
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
8 محرم الحرام 1437هجـ
22 أكتوبر 2015م