بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّ)) صدق الله العلي العظيم.
قال الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء: ((هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا هل من ذاب عن حرم رسول الله صلى الله عليه واله)).
وفي رواية أخرى جاء عنه عليه السلام: ((واغربتاه واقلة ناصراه اما من معين يعيننا اما من ناصر ينصرنا اما من ذاب يذب عنا وعن حرم رسول الله)).
((إنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً)).
لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين
إن الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم بأن من يحاربه فإن مصيره إلى النار “من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا كبه الله على وجهه في نار جهنم” .. وندائه لمعسكر يزيد وبني أمية كان من باب فتح باب التوبة لهم ، إلا أن أكثرهم لعنهم الله كانوا قد تشربوا الحقد الأموي ولم يستجيبوا لنداء الله.
إن نداء الحسين في يوم عاشوراء “هل من ناصر ينصرني يفتح لنا اليوم أيضا باب الإلتحاق بالركب الحسيني المقدس لنكون من الذين لبوا نداء الحق في وجه الظلم ونصروا إمامهم في الساحات الجهادية والثقافية والفكرية والسياسية.
وكما أن نداء الإمام الحسين في يوم عاشوراء للمعسكر الأموي لم يكن لزمان دون زمان، وإنما يتجدد في كل الأزمنة والعصور ، فإننا ندعو المغررين بالخط الأموي التكفيري الداعشي الوهابي بأن يثوبوا إلى رشدهم وتلبية نداء سبط الرسول المصطفى حتى يفوزوا كما فاز الحر بن يزيد الرياحي بالجنة بعد أن ترك معسكر يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وإصطف إلى جانب الحسين وأستشهد معه وأصبح خالدا إلى يومنا هذا.
فإلى جماهير شعبنا في البحرين الكبرى ..
إلى الملايين من زوار الإمام الحسين (ع)..
وإلى الشعب اليمني الثائر والصامد والصابر..
إلى الملايين من أبناء الأمة الإسلامية ..
نعم في يوم عاشوراء 1437 هـ خرجت الملايين في كربلاء وفي مختلف أرجاء العالم لإحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسين ملبية النداء .. فتحية إلى شعبنا وعوائل الشهداء في البحرين الذي لبى نداء إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ولبى نداء الإمام الحسين في ظهيرة يوم العاشر من المحرم بصرخات لبيك يا حسين.
فلقد لبت أكثر عشرين قرية في البحرين منها (سترة الأبية والسنابس الصامدة ونويدرات والعكر والمعامير وأبوصيبع ومالكية العز والنعيم والسهلة الشمالية والدراز الأبية وبني جمرة قلعة الثورة والشاخورة وكرزكان الكرامة والديه الأبية وجدحفص والقلعة وكرانة وباربار والجفير وبوري و….) نداء الإئتلاف المبارك وصدحت ألسنتهم بصرخات لبيك يا حسين.
وقد تقدم المسيرات الحسينية الملبية لنداء التلبية شيخ المجاهدين العلامة الشيخ علي الجدحفصي حيث تقدم المسيرات في قرية نويدرات بصرخات لبيك يا حسين.
وتحية إلى جماهير شعبنا في المنطقة الشرقية ، خصوصا في القطيف الذين خرجوا في يوم عاشوراء بالعزاء الموحد ملبين نداء السبط الشهيد بصرخات لبيك يا حسين مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين والسجناء المنسيين ، والمحكومين بالإعدام ظلما من الشبيبة ، وفي طليعتهم فقيه الإيمان والجهاد آية الله الشيخ نمر باقر النمر ، ومفسر القرآن الكريم العلامة الشيخ توفيق العامر.
وتحية للملايين من زوار أبي عبد الله الحسين الذين خرجوا بالملايين في ركضة طويريج ملبين نداء أبي الأحرار بـ يا حسين يا حسين .. ولبيك يا حسين ..
وتحية للملايين من أبناء الشعب الإيراني الذين خرجوا بالملايين في مختلف أنحاء إيران الثورة ملبين نداء إمامهم وملهم ثورتهم بنداء لبيك يا حسين ..
وتحية للشعب اللبناني من أتباع أهل البيت وأنصار حزب الله وحركة أمل الذين لبوا نداء قائد وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله وتجمعوا في وسط الضاحية ليبلوا نداء الحسين بصرخات لبيك يا حسين..
وتحية إلى الشعب اليمني البطل والصامد الذي لبى نداء قائده البطل الصامد المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وخرج في يوم عاشوراء بمئات الألوف ملبيا نداء الإمام الحسين بصرخات لبيك يا حسين .. وهيهات منا الذلة .. والموت لأمريكا والموت لإسرائيل والموت لآل سعود واللعنة على اليهود.
وتحية لسائر أبناء الأمة الإسلامية في الهند والباكستان وأفغانستان وبنغلادش والبلدان الأخرى التي خرجت عن بكرة أبيها في يوم العاشر من المحرم ليحيوا اليوم العالمي للتلبية بصرخات لبيك يا حسين.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير إذ تتوجه بالشكر للجماهير الحسينية التي لبت نداء الحسين ، فإننا تطالب بأن يكون ظهر يوم العاشر من المحرم هو يوما عالميا للتلبية بنداء: لبيك يا حسين.
كما وإننا نستنكر هجوم مرتزقة وقطعان المستوطنين الخليفيين للمجاميع المعزية والتي لبت نداء الإمام الحسين ، كما نطالب بإطلاق سراح عوائل الشهداء ، حيث ما زال آباء الشهداء يقبعون في مركز الحورة بعد أن تم إستدعاؤهم على خلفية مشاركتهم في موكب ليلة العاشر من محرم في العاصمة المنامة لابسين الأكفان وعليها صور أبنائهم الشهداء وهم:
1- والد الشهيد محمود أبوتاكي.
2- والد الشهيد علي المشيمع.
3- والد الشهيد علي الشيخ.
4- والد الشهيد صادق سبت.
كما وتتقدم حركة أنصار ثورة 14 فبراير بخالص العزاء إلى الشهداء الأبرار في باكستان وبنغلادش ، وبالأخص إلى أسر الشهداء الذين سقطوا بالعشرات بين شهيد وجريح في عدة مدن البلدين جراء إستهداف التكفيريين لعشاق الإمام الحسين أثناء إحيائهم ذكرى مراسم عاشوراء.
كما نعلنها وبقوة بأن الإرهاب الأموي السفياني الوهابي السعودي الداعشي لن يرهبنا عن إقامة الشعائر الحسينية وسلنبي نداء الإمام الحسين كل عام في يوم عاشوراء بصرخات لبيك يا حسين تلف أنحاء المعمورة حتى يعرف المعسكر الأموي اليزيدي بأن للإمام الحسين (ع) ملايين الأنصار في أنحاء العالم يهتفون من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وضد الإرهاب مطالبين بإسقاط العروش الملكية الديكتاتورية التي إتخذت من الإسلام حكومات وراثية ملوكية ، كما إتخذ قبلهم بني أمية وبني العباس ، وحكموا بالحديد والنار حتى إنتهت حكوماتهم.
وإن الحكم السعودي والخليفي والإماراتي والقطري وغيرهم من الحكومات الأموية الوراثية ستسقط بفضل وحدة شعوبنا وتمحورها حول رآية الإمام الحسين وثورته ونهضته المقدسة ، هذه الرآية التي ستسقط عروش الظالمين والمفسدين وعملاء الصهاينة والأمريكان.
وأخيرا فإن أنصار الإمام الحسين عليه السلام وفي هذه الحقبة الزمنية الهامة ، لابد وأن يترفعوا عن الخلافات الهامشية ، وأن تكون لهم نظرة ثاقبة للأحداث ، وإستراتيجيات واضحة ، فنحن في البحرين والقطيف والأحساء (البحرين الكبرى) لابد وأن تكون نظرتنا للأحداث نظرة شمولية ، وأن نطالب بحقوقنا السياسية والإجتماعية والدينية ، خصوصا ونحن في منطقة مهمة وإستراتيجية في العالم ، فلابد من المطالبة بالبحرين الكبرى حتى نتخلص من الحكومات الأموية السفيانية الظالمة.
وعلى صعيد آخر فإننا اليوم وببركة عاشوراء ونهضة السبط الشهيد قد رأينا تمحور الملايين حول الثورة الحسينية ، فلابد من أن تتحد جبهة ومعسكر المقاومة إبتداءً من إيران ولبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والمنطقة الشرقية ، وهذا ما شهدناه في يوم عاشوراء بتوحد محور المقاومة بخروج الملايين الملبية لنداء الإمام الحسين والهاتفة بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود والموت لآل سعود والموت لآل خليفة ، والموت لعملاء الإستكبار العالمي.
إن وحدة جبهة المقاومة المناهضة للإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا هي الهدف الإستراتيجي لتحقيق الإنتصارات في الجبهات مع معسكر الإستكبار العالمي والمعسكر الأموي الوهابي الداعشي ، وكلما توحدنا وتوحدت كلمتنا تحت رآية الإمام الحسين وعاشوراء وكربلاء ، فإن النصر حليفنا إن شاء الله تعالى.
“السَّلامُ عَلى المُرَمَّلِ بالدِّمَاءِ ، السَّلامُ عَلى المَهْتُوكِ الخِبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى خَامِسِ أصْحَابِ أهْلِ الكِسَاءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَبَاءِ ، السَّلامُ عَلى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأدْعِيَاءِ ، السَّلامُ عَلى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ ذُرِّيتُهُ الأزكِيَاءُ”.
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
11 محرم 1437 هجـ
25 أكتوبر 2015م