متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — وسط تشييع مهيب، وبمشاركة نواب ومسؤولين وشخصيات سياسية تم مواراة جثمان السياسي العراقي الدكتور احمد الجلبي في العتبة الكاظمية المقدسة ، في بادرة تكريم للرجل الذي دافع عن العراق ووقف مع الشعب العراقي ، وشارك بكل فعالية باسقاط حكم العفالقة الفاشيين . ويعدّ دفن الجلبي في العتبة المقدسة بمثابة اعتراف من العراقيين بدور هذا السياسي الوطني، في التأسيس للعراق الديمقراطي الجديد.وعُرف عن الجلبي، دفاعه عن المكون الأكبر في العراق بوجه الظلم الذي لحق بهم طوال عقود من قبل نظام صدام البائد.
وتوفي احمد الجلبي، الثلاثاء الماضي، في منزله بأطراف مدينة الكاظمية، شمالي بغداد، إثر نوبة قلبية مفاجئة، فيما أقام مجلس النواب العراقي تشييعا مهيبا لجثمان الفقيد.
وعائلة الجلبي، جُبلت على حب آل البيت، وعُرفوا بذلك عبر تاريخهم بدفاعهم عن اتباعهم، ما جعلها تتعرض الى التهميش والعزل، من قبل الأنظمة السياسية التي حكمت العراق، فقد دُفن جد احمد، المرحوم الحاج عبد الحسين الجلبي، وهو من مؤسسي الدولة العراقية، في صحن أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف، كما إن والد احمد، الحاج عبد الهادي الجلبي، مدفون في مرقد السيدة زينب عليها السلام، في العاصمة السورية، دمشق.
وعلى المستوى الشعبي، احتفى العراقيون بخبر دفن الجلبي في الروضة الكاظمية، وعدّوه خطوة تليق بإنجازات الجلبي في إحداث التغيير في العراق، وكتب المدون ثائر الحسناوي على صفحته التفاعلية في فيسبوك ان المرحوم الجلبي سيقضي عند مدخل باب المراد، في جهة اليسار، ما تبقى له من وجود في جوار المظلوم الحر موسى الكاظم عليه السلام، وحفيده الجواد عليه السلام..
ولد الجلبي عام 1944 لأسرة ثرية في بغداد وعاد إلى العراق بعد فترة قصيرة من سقوط صدام متوجا سنوات من العمل في الخارج لإقناع واشنطن بالإطاحة بالرجل الذي حكم العراق بقبضة حديدية على مدى عشرات السنين.
ونجح في نهاية الأمر في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول بإقناع الولايات المتحدة بأن صدام له صلة بتنظيم القاعدة وان لديه أسلحة دمار شامل.وبعد 2003 أقام الجلبي علاقات مع شخصيات سياسية ورجال دين أقوياء، وكانت له بصمات في الكثير من القرارات السياسية.
وقال البرلماني مثال الآلوسي إن الجلبي سلك جميع الطرق لتحقيق هدف كان يؤمن به وهو الاطاحة “بالنظام القمعي” لصدام وبناء دولة مدنية.
وكُلف الجلبي بعد ذلك بقيادة عملية تطهير حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام.
وفي مرحلة ما طرح اسم الجلبي كمرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد إن تمكن بمهارة من الإبحار في السياسة العراقية وكون تحالفات مع معظم القوى القوية آنذاك. لكنه لم يتمكن قط من الصعود اللي قمة السياسة العراقية.