المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 16 . 11 . 2015 — منذ الهجوم الإرهابي الذي استهدف فرنسا مؤخرا، لم تكتفي الشرطة الفرنسية بتمشيط أماكن وقوع العمليات الإرهابية، بل قامت بعمليات مداهمة للعديد من المناطق التي يشتبه في وجود متشددين دينيا بها.
وأعلنت الحكومة الفرنسية اليوم أنّها تمكنت خلال عمليات المداهمة التي قامت بها ليلة الأمس في مناطق متفرقة من البلاد من إلقاء القبض على 23 شخصا، ومصادرة بنادق ومخدرات.
وصرّح برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي أنّ الشرطة داهمت 168 منزلا في المدن الفرنسية الرئيسية وأماكن أخرى، ووضعت 104 أشخاص رهن الإقامة الجبرية في منازلهم خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.
مضيفا أنّ الشرطة صادرت 31 سلاحا ناريا وأقراص كمبيوتر صلبة وهواتف ومخدرات خلال 18 مداهمة. كما أشار وزير الداخلية أنّ الشرطة تحرز تقدما سريعا في تحقيقاتها في الهجمات التي خلفت أكثر من 129 قتيلا.
كما تمّ العثور خلال عمليات المداهمة تلك على بنادق كلاشنكوف هجومية ومسدسات أوتوماتيكية وسترات واقية من الرصاص، بحوزة متشدد إسلامي يشتبه في أنه يتاجر في السلاح والمخدرات.
كما تمّت مداهمة منزل والدي أحد المشتبه بهم، حيث عثرت الشرطة على ملابس عسكرية وقاذفة صواريخ إضافة إلى مزيد من السترات واقية من الرصاص والمسدسات الأوتوماتيكية.
من جهته صرّح رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس أنّ فرنسا “تعلم أنه يتم التخطيط لمزيد من الهجمات ليس فقط على فرنسا وإنما على دول أوروبية أخرى أيضا”، كما حذّر أنّ العمليات ستكون طويلة وصعبة، وكذلك حذر من هجمات جديدة “في الأيّام أو الأسابيع المقبلة”.
وقد تعرّف المحققون على خمسة من الانتحاريين السبعة الذين ارتكبوا الاعتداءات التي أعلن تنظيم داعش عن تبنيها، وهم أربعة فرنسيين، أقام اثنان منهما على الأقل في سوريا، وآخر تم تسجيله في اليونان الشهر الماضي بجواز سفر سوري.
في حين تبحث قوات الأمن التي تتابع علاقات المهاجمين في بلجيكا عن شخص يدعى صلاح عبد السلام، وهو فرنسي يشتبه بضلوعه في اعتداءات الجمعة في باريس مع أشقائه.
وبعد التعرف على عمر اسماعيل مصطفاوي المولود في كوركورون بمقاطعة ايسون جنوب باريس، وكان يصلي في مسجد بضاحية شارتر على أنّه أحد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان، حدد القضاء الفرنسي الأحد هوية اثنين آخرين من الانتحاريين وهما فرنسيان مقيمان في بلجيكا، أحدهما يدعى بلال حدفي (30 عاما) من الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم في ملعب ستاد دو فرانس. أما الثاني إبراهيم عبد السلام (31 عاما) ففجر نفسه على جادة فولتير دون أن يوقع ضحايا.
و أفادت مصادر قضائية في بروكسل اليوم أنّ السلطات أفرجت عن خمسة مشتبه بهم من أصل سبعة أوقفوا في إطار التحقيق حول اعتداءات باريس بينهم محمد عبد السلام شقيق أحد الانتحاريين.
وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية من جهتها أنّه تم الإفراج عن خمسة أشخاص، ولا يزال اثنان قيد التوقيف الاحترازي. بينما أوضحت محامية عبد السلام ان موكلها “اطلق سراحه دون ان توجه اليه اي تهمة”.
وتبحث أجهزة مكافحة الارهاب عن شقيقه الثاني صلاح الذي لا يعرف ما إذا كان أحد الانتحاريين أو أنّه لا يزال فارا.
كما أصدر القضاء البلجيكي مذكرة توقيف دولية بحق هذا الشخص، بعدما كشف التحقيق أنّه استأجر سيارة بولو سوداء مسجلة في بلجيكا عثر عليها مركونة امام مسرح باتاكلان حيث أوقع الهجوم ما لا يقل عن 89 قتيلا.
وقد صرّح وزير الداخلية كازنوف بعد لقاء مع وزير الدفاع البلحيكي جان جامبون أنّ “الاعتداءات الشنيعة التي حصلت الجمعة اعدت في الخارج وشارك في تنفيذها فريق من العناصر المقيمين على الأراضي البلجيكية، وقد يكونوا حصلوا على مساعدة، والتحقيق سيظهر ذلك، من شركاء في فرنسا”.
العمليات الإرهابية في فرنسا من الممكن أنّ تدعم مواقف رئيس حزب الجمهوريين الذي طالب منذ مدّة بإدخال تعديلات جذرية على السياسة الأمنية بفرنسا وذلك عبر وضع سوار الكتروني لكل الأشخاص المصنفين متطرفين، ووضعهم قيد الإقامة الجبرية وتبني “سياسة هجرة جديدة” على المستوى الأوروبي.