متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 16 . 11 . 2015 — سعى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كلمته أمام البرلمان المنعقد استثنائياً بمجلسيه في قصر فرساي عصر اليوم، إلى استعادة زمام الأمور، بعد نحو ثلاثة أيام على الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها باريس، وما تلاها من ردّ فعل سياسي داخلي، أراد جزء وازن من المعارضة الفرنسية توجيهه ضد سياسات السلطة الحالية، في شقّيها الخارجي والداخلي.
وأعلن الرئيس الفرنسي، في فرساي اليوم، أن اعتداءات باريس «تقررت وخطط لها في سوريا»، و«دبرت ونظمت في بلجيكا»، و«نفذت على أرضنا بمساعدة شركاء فرنسيين». وأوضح أن هناك 19 جنسية بين ضحايا الاعتداءات، داعياً المواطنين الفرنسيين إلى «الصمود والوحدة».
وطلب هولاند من البرلمان تمديد حال الطوارئ لفترة «ثلاثة أشهر»، موضحاً أنّ «مشروع قانون سيرفع اعتباراً من الأربعاء» الى البرلمان من أجل «تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر». ودعا البرلمانيين إلى «إقراره بحلول نهاية الأسبوع»، كما دعا إلى مراجعة الدستور بهدف السماح للسلطات العامة «بالتحرك ضد الإرهاب الحربي».
وفي محاولة للتأكيد على التبدّل الطارئ على المستوى الأمني إثر وقوع الهجمات، أعلن الرئيس الفرنسي إنشاء 8500 وظيفة جديدة في مجالي الأمن والقضاء، ووقف تخفيض عديد الجيش. وقال إنه «سيتم استحداث خمسة آلاف وظيفة لشرطيين وعناصر درك خلال عامين… وستخصص 2500 وظيفة إضافية لدى وزارة العدل من أجل إدارة السجون والأجهزة القضائية»، كذلك «سيتم تعزيز إدارة الجمارك بألف وظيفة».
وخلال الخطاب أكد هولاند أنّ بلاده «ستكثف عملياتها في سوريا» بعد الغارات التي شنتها مقاتلات فرنسية مساء أمس في مدينة الرقة السورية. وقال إنّ «حاملة الطائرات شارل ديغول ستبحر الخميس متوجهة الى شرق البحر المتوسط، ما سيزيد قدراتنا على التحرك بثلاثة أضعاف»، معتبراً أنه «لن يكون هناك أي مهادنة».
واعتبر هولاند أنّ الرئيس السوري، بشار الأسد، «لا يمكن أن يشكل الحل، لكن عدونا في سوريا هو داعش»، فيما ذكر أنه سيلتقي «في الأيام المقبلة» نظيريه، الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، للتوصل الى «ائتلاف كبير وموحد» ضد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أنه سيطلب من مجلس الأمن الدولي الانعقاد لتبني قرار يؤكد «الإرادة المشتركة لمحاربة الإرهاب».
وأمام ارتفاع حدّة الانتقادات الموجهة إلى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إثر وقوع الهجمات الإرهابية في العاصمة باريس، توجه هولاند اليوم إلى البرلمان ليخاطب الغرفتين مجتمعتين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، في خطوة استثنائية.
وقد طالبت المعارضة اليمينية أن تلي كلمة الرئيس حصة مساءلة للحكومة من قبل النواب.
«الوحدة لا تمنع التساؤل»، هكذا قال رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشي، أمام دعوات الأغلبية «الاشتراكية» إلى الوحدة الوطنية.