متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 01 . 12 . 2015 — تحوّلت الدملوجي ميسون – بقدرة قادر- من برلمانية، إلى معارِضة، “فوق العادة”.وفي آخر محاولاتها في هذا الشأن، ركوبها موجة التظاهرات، وتقمص دور “المحتجّ”، على رغم انتمائها لطبقة سياسية متهمة بالفساد.لكن متظاهر يهزأ بها،فيقول “اذا حضرت لا تُعد، وان غابت لا تفتقد، بين محتجّين ينعتون البرلمان بـ(الفاسد) وهي عضو فيه”.
وفي كل تصريح، وهي المِنْطِيق باسم “إئتلاف الوطنية”، تعدّ الوقت تنازلياً، – فكأنّ وظيفتها (الإحْصاءُ والحِفْظ) فحسب -، لاقتراب تحقيق وعود، لن تتحقق ابدا الا اذا صار السراب حقيقة.
عدّها التنازلي ما يزال.. في تظاهرات تُسٍقط حكومة، وظلال سعادة وراحة لأهل الموصل، في كنف داعش.
ذاب مكياج وجهها السياسي، بتصريح اثار السخرية، من غياب “منطق”، نائبة ترى ان أهل الموصل – تصريح لها في الأيام الأولى لاحتلال الموصل، في العاشر من حزيران 2014 – “، سعداء في ظل احتلال داعش لمدينتهم، فكانت ردة الفعل الشعبية، طرْدها من تظاهرة احتجاج في لندن.
مشاركتها في تظاهرات ساحة التحرير، يكشف عن جهلها بقواعد اللعبة بين ضباع الغابة، حيث الغزلان فريسة سهلة، بلحمها المعد للولائم، وجلدها الذي يُدبغ لأغراض الديكور، فالمحتجون رفضوا وجودها، وزملاءها البرلمانيون انتقدوا نفاقها مع الذين ينعتوهم بأبشع الأوصاف.
والأَكِيدُ، الوَثيقُ، ان الدملوجي ستَعْيا في النهاية، من هذه الاستعراضات، التي لم تجد نفعا يوماً، فبين التحريض على الحكومة تارة، وركوب موجة التظاهرات تارة أخرى، وتسخير الاعلام العراقي لغايات المتبوع، الذي ينتظر إنجازاتها، تارة أخرى، ترتبك النائبة “المدللّة” التي استثمرت حاجة الذكورية السياسية للانثى، في الصعود السياسي،على رغم ضعف مهاراتها.
و ميسون، في مناورتها ليست الخَبِير، بل المُخْبِر، كلامُها تلقين، وليس مبادرة ذاتية، وصوتها صدى آخرين، يرمون بها على خط الجبهة الأول.
ولهذا السبب، تفقد براءتها السياسية، تدريجياً، وتتآكل مصداقيتها مع الوقت، لأنها (ببساطة) لا تعرف ما يُحاك خلف الكواليس، أو، لعلّها تعرف وتتجاهل، حفاظاً على كرسي أو جاه..
فمهمتها الاولى، اجترار تلقين ما يُملى عليها، وبنمطية صارت عبئا ًعليها وهي تكرّر نفسها.
احتاجت ميسون لان تغّير ثوبها، لكنها لم تفعل، على رغم إنّ رؤسائها يفعلون ذلك، وظلت كما هي صاحبة (العدّ) التنازلي، على رغم إنّ أعداد الايام لم تهبط، ومعادلة الأرقام لم تتبدل.
…
وعلى رغم أن النائبة، تمثّل رقماَ بسيطاً في أجندة المتبوعين الذين تدين لهم بالولاء، فلا يُحسب لها حساب في القرار، والفرار، إلا ان وثائق نُسبت الى اياد علاوي، وُجدت في ارشيف الهاشمي تمس ميسون كونها (موضع ثقة )، ما يشير الى رخص مهمتها، يوم كانت منطيقة “العراقية”.
وإنصافا لهذه المهندسة، التي دخلت الى السياسة بمحض الصدفة، والفقيرة التجربة في شؤون الايالة، فأنها رمز لامرأة عراقية تجهد على النجاح، وإظهار نفسها سياسية قديرة، لكن الفشل ينتظرها كل مرة.
ووفق ذلك، فهي تقلّد السياسيين في مناوراتهم، لكن بطريقة فاضحة، لانها، تغفل جانب الصدق في التصرّف الذي يفقد تلقائيته بالتصنّع.
لا ضير أنّ ميسون، تسير مع ركْب، أفكاره بلون واحد، وتصرفاته على أشكال، ولهذا السبب، لم يتقدّم هذا الرهط ولا خطوة ناجحة نحو تعزيز موقعه المتآكل كل يوم، والانتخابات القادمة تشهد.
ما ينقصها، النزوع الى الشارع وخلع رداء (الفوقيّة)، كما اعترفت هي بذلك لوسائل الاعلام، اذ قالت “أعترف بحداثة التصاقي بهموم المرأة العراقية بعد خوضي مجال العمل النسوي، ففي بداية الامر، كنت مجرد وسيط بين شريحة النساء والطبقة السياسية”.
…
لعلّ ميسون تكون اكثر خدمة لبنات الرافدين، لو إنْسَلُّت من السياسة، كالشَّعَرة من العجين، الى الخدمة الاجتماعية ومساعدة النساء والنهوض بالمرأة.
فلعلّها اذا فعلت ذلك نجحت ايّما نجاح، بعدما صارت مهنتها في السِياسة (قارئة) فنجان فاشلة، لسياسيي قائمتها، ولمرتزقة التظاهرات على حد سواء.
المسلة