أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / هذا ما ظهر من رأس جبل جليد صفقة تحرير العسكريين!

هذا ما ظهر من رأس جبل جليد صفقة تحرير العسكريين!

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الأربعاء 02 . 12 . 2015 — تنجلي شيئاً فشيئاً، صورة الصفقة التي أفضت الى تحرير ١٦ عسكرياً خطفوا من ميادين القتال بكامل عتادهم الحربي، الى منزل زعيم النصرة في البقاع أبو طاقية العرسالي بداية، قبل أن تتم الصفقة المشؤومة ليل ٢ آب من العام ٢٠١٤ بين هيئة علماء الدين المسلمين وبين القيادات السياسية والعسكرية المعنية التي افضت الى كسر الطوق العسكري الذي كان أحكمه فوج المغاوير على عرسال في حينه، وأدت الى السماح بخروج المسلحين (شكلياً) من عرسال والسماح لهم أيضا بإخراج العسكريين الاسرى في اتجاه الجرود… بذريعة انهم صمام الأمان للخروج الآمن للإرهابيين لكي لا يتم اعتراضهم وتوقيفهم …الخ.
ما بان حتى الآن، من عناصر ارتكاز الصفقة وهو ما أعلنه اللواء عباس ابراهيم نفسه، بشكل مباشر تصريحاً او تلميحاً.
اولاً تم إطلاق عدد كبير من الارهابيين والارهابيات من السجون اللبنانية والسورية في إطار هذه الصفقة، يفوق بأضعاف أضعاف ما سمح بتداوله إعلامياً عن اعداد المفرج عنهم ونوعيات جرائمهم.
ثانياً، سلم المفاوض القطري الى مسؤولي النصرة مبلغ نقدي كبير على انه نوع من فدية مالية لتحرير العسكريين.
ثالثاً، جعل منطقة وادي حميد في عرسال وبقع أخرى من حولها منطقة آمنة، بمعنى آخر تكريس عرسال منطقة حرة يمكن ان يدخلها اي مسلح ساعة يشاء ويخرج منها كمنطقة خاضعة لسيطرته… وهذا سيناريو جهدت وتجهد كل التنظيمات الارهابية الكافرة على تحقيقه في كل المناطق الحدودية المتاخمة لسوريا، سواء في الاردن داخل مخيم الزعتري، او في درعا وفي السويداء، او في حمص على تخوم الشمال اللبناني او حلب على حدود تركيا، وفي الرقة ودير الزور وكل مناطق البادية السورية، وبذلت من أجل تحقيقه الكثير من الدماء لكنها لم تفلح في تحويل احلامها الى واقع الا اليوم في عرسال في سياق الصفقة التي قضت باطلاق عسكريين كانوا قد اصبحوا بحكم المفرج عنهم عملياً بعد تطويق المسلحين من كل الجهات وقطع طرق الامدادات عنهم قبل نحو ثمانية أشهر …وبعدما بات العسكريون المخطوفون مجرد عبء إضافي عليهم وبات التخلص منهم هدفاً للتنظيمات التكفيرية .
رابعاً اعادت الصفقة ايضاً الحياة من جديد للكفار الارهابيين ومن يدور في فلكهم، بعدما شملته من تقديم قافلة كبيرة من المساعدات والمواد الغذائية والتموينية وغيرها من مؤن الشتاء…
خامساً، تنفس المسلحون الصعداء، مع فرضهم وضعية وقف اطلاق النار على كل التحالف الذي يحاربهم..بدءا من الطيران الروسي، ومرورا بمدفعية الجيش السوري وطائراته الحربية وصواريخ “حزب الله” وكمائنه المحكمة…
سادساً، استفاد المسلحون الارهابيون في عرسال وجرودها من استرخاء المشهد العسكري والسياسي العام في سوريا ولبنان تجاههم، وتحركت المياه الراكدة وانطلق الكلام في المقاربات السياسية لإنهاء أزمتهم او تسوية أوضاعهم.
سابعاً، فرضت الصفقة، وفق ما اعلنه اللواء ابراهيم، تواصلاً مباشراً بين قيادة “حزب الله” والقيادة القطرية، وهذا من شأنه ان يدفع الامور باتجاه بداية التحدث بين اطراف النزاع المستعر، وتلمس استشراف التوجه نحو الحلحلة على المستوى الاقليمي والدولي.
هذا ما ظهر من رأس جبل الجليد حتى الان … والباقي ستكشفه الايام…

ليبانون ديبايت