السيمر / الأربعاء 08 . 03 . 2017 — في كل عام تحتضن ساحات وحدائق دار ثقافة الأطفال مجاميع من الأطفال يأتون إليها من كل مكان … دار فيها فن وأدب ولعب وبراءة.
انه الربيع .. الذي يتفتح مع ربيعهم .. حاملاً عطرهم الطفولي كعطر ورائحة أزهاره فتختلط رائحتهم برائحة عطر الربيع وزنابق الأشجار تراقصت فرحاً بوجودهم .. فبين بالونات ملونة ملئت باحات دار ثقافة الأطفال وبين مناضد بيضاء انتشرت في حدائق تلك الدار.
انطلقت مجموعة من الأطفال الصغار نحو تلك المناضد المظللة بمظلات فيها ألوان قوس قزح، وراحوا يفترشون أوراقهم وألوانهم الزاهية وانطلقت أناملهم الناعمة بوضع رسوماتهم البريئة .. وبين ضحكاتهم الطفولية ومزاحهم الجميل خرجت من تحت أيديهم رسومات تحاكي طبيعة الربيع.
أما القسم الأخر من الأطفال اعتلى خشبة مسرح الدار وراح يصدح صوته بأعذب الكلمات التي نظمها خياله الصغير في حب بغداد .. بجرأة عالية وتمكن طفولي ألقى الصغار قصائدهم، معلنين ولادة شعراء صغار واثقين الخطى من مواهبهم.
لمناسبة اختيار العاصمة بغداد ضمن المدن الإبداعية التابعة لمنظمة اليونسكو الدولية.. نظمت دار ثقافة الأطفال مسابقة شعرية وفنية شملت طلبة مدارس بغداد وعدد من المحافظات .. أعلنت نتائجها بكرنفال فني أدبي مع انطلاق مهرجان ربيع الطفولة التاسع الذي تقيمه دار ثقافة الأطفال سنوياً من 6 آذار ولغاية 15 نيسان، وتم تكريم الفائزين بميداليات وشهادات تقديرية وهدايا ، وقد شارك بالمسابقة عدد كبير من الطلبة بين رسام وشاعر وخضعت تلك المشاركات لفحص من قبل لجان مختصة فتم أختيار ثلاث فائزين من الشعراء وهم :
الأولى للطفلة نور الهدى وليد، والثانية للطفل منتظر صباح، والثالثة للطفل يوسف زياد طارق.
أما الفائزين بالرسم فالأولى كانت للطفلة مينا مؤيد والثانية للطفلين قمر داود وعلي عبد الحسين، والثالثة للطفلة فاطمة قصي.
ـــ يقول الأستاذ الشاعر جليل خزعل عن لجنة اختيار النصوص الشعرية
ـــ لقد شارك بالمسابقة (50) قصيدة واعتقد أن الكل فائز ولكن تعليمات المسابقة تفرض علينا اختيار ثلاثة فائزين وخمسه بجوائز تقديرية ونحن ننصح الأسر التعليمية بأننا نعد مبدعين وليست الغاية هي الجائزة وإنما الأبداع فيجب اعتماد أسلوب التدريب وترك الطفل يكتب لوحده بدون مساعده كي يخرج ما لديه من موهبة شعرية.
ـــ الطفل يوسف زياد طارق الفائز بالجائزة الثانية عن قصيدة (حبيبتي بغداد) يقول : بدأت بوادر كتابة الشعر عندي منذ الصف الرابع الأبتدائي وقد شجعتني معلمتي كثيراً، لهذا شاركت بمهرجان الخطابة في مديرية الكرخ الثانية وحصلت على الجائزة الثالثة وأهدي فوزي هذا إلى أمي ومعلمتي الفاضلة.
ـــ أما صاحب قصيدة (بغداد لا تحزني) الطفل ليث زياد قال :
اكتشفت موهبتي بالشعر عند دخولي للمدرسة وقد شجعتني معلمتي بمادة العربي كثيراً .. كما أن أمي تكتب الشعر وتأثرت بها، أول مره أشارك بهكذا مسابقة وكنت أتوقع الفوز.
وقال الأستاذ وعد فوزي من لجنة رسوم الأطفال :
ـــ أن اللوحات التي شاركت بالمسابقة تقريباً (80) لوحة من عدة مدارس اغلبها كانت تدور في فلك الطبيعة علماً ان موضوعة المسابقة كانت عن بغداد وتراثها .. لهذا صعب علينا الاختيار، ولكن اجبرنا على اختيار اللوحات التي تحمل موضوع المسابقة وتم استبعاد اللوحات المقلدة من لوحة أو صورة واللوحات التي اعتقدنا إنها رسم للكبار .. معايير الأختيار كانت الجاذبية الفنية للوحة بعض اللوحات كانت ورائها موهبة واستخدمت الألوان بشكل أكثر من رائع .. وكلما كان عمر الطفل المشترك صغير كلما تقييم أكثر. نحن ننصح بأن يترك الطفل يرسم لوحده بدون مساعده ويستخدم كل الألوان ولا يستخدم المسطرة أثناء الرسم .. وبرأيي مجرد دخول ضمن المسابقة هو تكريم وتحفيز وشهادة لهؤلاء الصغار.
ـــ الفائزة بالجائزة الثانية للرسم الطفلة قمر داود تقول :
ـــ أنا أحب الرسم وأعشق مزج الألوان المتعددة كي اخرج بلون مميز، أول مرة اشارك بهكذا مسابقة وأمي شجعتني كثيراً وأتمنى أن أشارك بكل مسابقات الرسم حتى تكبر موهبتي وأصبح من رسامات المتميزات بالعراق.
ـــ أما الطفلة سبأ علي التي تعشق رسم التراث وكانت ابرز لوحاتها عن الشناشيل تقول : أول مرة أشارك بمسابقة للرسم وانأ سعيدة جداً بحصولي على جائزة وسوف أجتهد من اجل رسومات أكثر جمالاً بفضل تشجيع معلمتي.