الرئيسية / مقالات / لن ولن نسمح بإنشاء إسرائيل ثانية

لن ولن نسمح بإنشاء إسرائيل ثانية

السيمر / الجمعة 29 . 09 . 2017

اياد السماوي

هل فعلا أنّ الدولة العراقية تريد أن ترّكع الشعب الكردي قبل قيادته ؟ وهل فعلا أنّ الإجراءات التي ستتخذها حكومة العبادي سيهان بها شعب كامل لا ناقة له ولا جمل من قضية الاستفتاء ؟ وهل تذكرّت الحكومة العراقية أنّ البرزاني له تعاملات مع إسرائيل وأنّه يسرق النفط هو وحزبه ؟ لماذا تحالفتم معه لبناء النظام الجديد في العراق ؟ هذه الأسئلة وردت في مداخلة للإعلامي المتألق والمبرز ريناس علي , وفحوى مداخلة الصديق العزيز ريناس أنّه من الخطأ الفادح معاقبة الشعب الكردي وتجويعه بسبب الاستفتاء , وإن كان هنالك ثمة عقوبات فهذه العقوبات يجب أن تطال مسعود وحزبه فقط , دون أن تنعكس على الشعب الكردي الذي لا ناقة له ولا جمل , وبحكم معرفتي وعلاقتي الشخصية بالصديق العزيز ريناس , فأنا مقدّما اعتبر مداخلته نابعة من شعور وطني وإنساني بحت وأنّها ليست لدس السم بالعسل , وحتى نبتعد عن المزايدات ونضع الأمور في نصابها , أثبت رأي بأني أرفض رفضا قاطعا إلحاق أي ضرر بأبناء شعبنا الكردي من خلال تجويعه أو إذلاله أو إهانته , وفي الوقت نفسه أرفض رفضا قاطعا المنطق الذي يقول أنّ الشعب الكردي لا ناقة له ولا جمل بهذا الاستفتاء , فالشعب الكردي خرج بمعظمه للتصويت بنعم للاستقلال والانفصال عن العراق , وجميع الأحزاب الكردية وافقت وشاركت بفاعلية بهذا الاستفتاء , فالقول أنّ الشعب الكردي لا ناقة له ولا جمل قول مجاف للحقيقة ويفتقد للمصداقية , وإذا كان البعض يرى أنّ الشعب الكردي له الحق في تقرير مصيره والظروف سانحة لاستقلاله وإعلان دولته القومية , أقول لهؤلاء مبروك لكم وألف مبروك الاستقلال والانفصال , بالرغم من أنّي لا أؤمن مطلقا أنّ حق تقرير المصير يشمل أكراد العراق , وهذه قضية تحدّثت عنها مرارا وتكرارا في كتاباتي من خلال استعراض القوانين واللوائح الأممية الخاصة بتقرير المصير , ومع كل هذا نقول لأخوتنا الكرد نحن معكم في تحقيق حلمكم ولن نجبركم على العيش معنا في وطن واحد إذا كنتم لا تريدون ولا ترغبون بالعيش معنا في هذا الوطن , لكن حين تكون إسرائيل هي المحرّك الذي يقف وراء تكوين هذه الدولة , فمن المؤكد أننا لن ولن نسمح بإنشاء إسرائيل ثانية في شمال وطننا الحبيب , هذا من جانب ومن جانب آخر أن تقوم حكومة الإقليم باحتلال أراض عراقية ليست جزء من كردستان تحت ذريعة أنّها أراض متنازع عليها , فهذا هو المستحيل بعينه ولو انطبقت السماء على الأرض ووصلت الدماء بعلو الجبال .

ومنذ أن أعلن مسعود بارزاني عن عزمه بإجراء استفتاء للأكراد في كردستان وكركوك وباق المناطق خارج حدود الإقليم في الثامن من تموز الماضي وحددّ يوم الخامس والعشرين من أيلول موعدا لإجراء هذا الاستفتاء , رفض العالم بأسره الشروع بمثل هذه الخطوة , وحذّر الجميع حكومة الإقليم من المضي قدما بهذه الخطوة التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وإشعال فتيل حرب مدمرّة ستحرق الأخضر واليابس وستمتد إلى كل دول المنطقة المحيطة بكردستان , وناشدت كل دول العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حكومة الإقليم بالتراجع عن هذا القرار الخطير , وحذرّت حكومات العراق وإيران وتركيا حكومة الإقليم أنّ هذا الاستفتاء هو بمثابتة إعلان الحرب على هذه الدول , لما له من تأثير مباشر على أمنها القومي , ولم يدّخر أحدا جهدا في سبيل إقناع حكومة الإقليم من السير حتى النهاية بهذا الاستفتاء المشؤوم , ومع كل هذه التحذيرات الأممية وتحذيرات دول الجوار , وقف الشعب الكردي وأحزابه مؤيدين وداعمين حكومة الإقليم من أجل إجراء الاستفتاء , ولم يتخلّف عن تأييد هذه الخطوة حزب كردي واحد , والجميع قد ركب قارب الانفصال , فلماذا توّجه الاتهامات للحكومة العراقية بأنّها تريد تجويع وإهانة الشعب الكردي بهذه الإجراءات ؟ وماذا كنت تتوّقع يا ريناس بعد أن رفض مسعود كلّ نداءات العالم بعدم إجراء الاستفتاء ؟ من المؤكد أنّ الحصار والمقاطعة الاقتصادية ستكون في مقدمة الخطوات التي من شأنها إجبار حكومة الإقليم بالتراجع عن هذه الاستفتاء وإلغائه , وفي حالة عدم انسحاب قوّات البيشمركة من كركوك وكل المناطق الأخرى خارج الخط الأزرق , فإن الحرب هي الأخرى واقعم لا محالة , فكركوك بالنسبة للعراقيين هي كل العراق ولن يتخلّوا عنها مهما كانت التضحيات , ومسؤولية كل ما سيقع ويحدث للشعب الكردي تتحمل نتائجه حكومة الإقليم وكل الأحزاب الكردية دون استثناء , وإن كان هنالك لوم فهذا اللوم يتحمله من تحدى العالم وتركيا وإيران وليس حكومة بغداد , وليس من المقبول تبرير خطوة الانفصال بأنّ أحزاب الشيعة والسنّة في الحكومة كانت فاسدة , فهل كانت حكومة الإقليم والأحزاب الكردية أقل فسادا من الأحزاب العربية ؟؟ .

اترك تعليقاً