السيمر / السبت 16 . 12 . 2017 — كشفت صحيفة “المدى”، في تقرير لها نشرته اليوم السبت، عن 3 أطراف قالت بأنها شكلت تنظيم “الرايات البيضاء”، الذي تناولته مؤخراً عدد من وسائل الاعلام كتهديد بديل لداعش، بعد القضاء على الأخير، فيما أشارت الى أن عدد عناصر التنظيم يتراوح بين 400-500 شخص.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، إن “عدد السكان الكرد في طوزخورماتو انخفض إلى بضع عشرات على خلفية التوترات الامنية التي شهدتها المدينة منذ دخول القوات الاتحادية إليها أواسط تشرين الأول الماضي. بالإضافة الى تلميحات بتورط أطراف كردية بالوقوف وراء القصف المتكرر الذي تتعرض له المدينة التركمانية”.
وأضافت، أن “مسؤولين تركمان في الطوز يتهمون بعض القيادات في أحزاب كردية بالتحالف مع بقايا داعش أو ما بات يطلق عليهم (الرايات البيضاء) لزعزعة الامن هناك”.
ويكشف هؤلاء المسؤولون، وفق الصحيفة، عن “وجود تنظيم كردي متطرف نشأ مؤخراً في مناطق جنوب القضاء، أغلب أعضائه من نازحي الطوز”.
وأشارت الى أنه “بالمقابل، يؤكد مسؤولون كرد في محافظة صلاح الدين أن فلول تنظيم داعش وبعض الجماعات المسلحة القديمة، التي ضعف دورها بعد 10 حزيران 2014، هي من تعبث بأمن طوزخورماتو”.
ولفتت الصحيفة الى أن “الكرد يطالبون بغداد بأخذ تدابير حقيقية لحماية المكون الكردي في القضاء، الذي نزح معظمه الى القرى المجاورة بعد عمليات حرق طالت منازلهم ومتاجرهم”.
وكانت الطوز، 170 كم شمال بغداد، قد شهدت اشتباكات مسلحة بين مسلحين تركمان وقوات البيشمركة، قبل يومين من انتشار القوات الاتحادية في كركوك ونينوى وديالى، في 16 تشرين الاول الماضي، ضمن ما عرف بعملية فرض القانون.
وذكرت الصحيفة أنه “على خلفية تلك الاحداث، نزح أكثر من 50 ألف كردي من القضاء باتجاه القرى المحيطة. وبقي بعض العجائز وكبار السن في المدينة”.
تناقص الكرد
ونقلت الصحيفة عن ملا حسن كرمياني، العضو الكردي في مجلس محافظة صلاح الدين، أنه “لم يتبقَّ من الكرد في المدينة إلّا نحو 100 شخص”.
ولفت المسؤول المحلي الى أن “انخفاض العدد جاء، بعد التوترات الاخيرة التي تسبب بها سقوط قذائف الهاون، ووصول تعزيزات جديدة من الحشد الشعبي وقوات أخرى الى الطوز”.
ولفتت الى أن “أعمال العنف، التي اندلعت في القضاء عقب انتشار القوات الاتحادية، تسببت بتفجير 400 منزل وحرق ألف محل تجاري يمتلكها مواطنون كرد”.
وبحسب مسؤولين كرد، تابعت الصحيفة، فإن “جماعات مسلحة تركمانية هي من تدير الملف الامني في القضاء، فيما تكتفي القوات الاتحادية بتطويق طوزخورماتو من الخارج”.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد “فرّ 35 ألف مدني من الطوز منذ 16 تشرين الأول”، فيما كانت منظمة العفو الدولية اتهمت القوات العراقية بـ “مهاجمة مدنيين كرد بطريقة عشوائية. وأعربت عن قلقها من افتعال حرائق وعمليات نهب في المدينة”.
وقبل أيام، أفادت الصحيفة في تقريرها، بأن “المدينة التركمانية تعرضت الى موجة من الهجمات بقذائف الهاون، يعتقد بأنها انطلقت من الجبل المطل على الطوز، حيث تقع قرى كردية”.
تحالف مسلّحين
ونقلت الصحيفة عن رضا محمد كوثر، رئيس اللجنة الامنية في القضاء، إن “الهاونات سقطت على مدارس ومناطق سكنية وتسببت بمقتل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال، وجرح نحو 50 آخرين”.
وأضاف كوثر، بحسب الصحيفة، أن “عملية الاستهداف جاءت انطلاقاً من خلف سلسلة جبال موسى علي التي تمتد لمسافة 60 كم”.
وتقع القرى التركمانية الى الغرب من تلك الجبال. فيما يتوقع ان تكون السلسلة الجبلية قد تحولت الى حاضنة لبقايا داعش وقوات حليفة لهم.
ويؤكد كوثر، وهو قيادي تركماني، أن “بعض الجهات الكردية تحالفت مع فلول داعش الذين يطلقون على أنفسهم أصحاب الرايات البيضاء”.
وأكملت الصحيفة في تقريرها، أن خروقاً أمنية شهدتها مناطق جنوب كركوك، كشفت النقاب عن جماعة إرهابية تستعد لأن تكون بديلا عن تنظيم داعش.
وقالت، إن مصادر ميدانية تحدثت عن تنظيم يحمل اسم (الرايات البيضاء) او (السفيانيين).
وتتبنى الجماعة، التي تحمل راية بيضاء يتوسطها رسم أسد، أفكاراً وأساليب مشابهة لتنظيم داعش، لكنها لم تسجل عملية انتحارية باسمها حتى الآن، بحسب الصحيفة.
ورصد مسؤولون ومراقبون التباساً في مكان وتوقيت ظهور (جماعة السفيانيين)، التي يعتقد أنها تشكلت من بقايا داعش الهاربين من الحويجة، حيث برزت المجموعة في مناطق الصراع الواقعة بين بغداد وإقليم كردستان، تزامناً مع إعلان بغداد رسمياً عن هزيمة داعش.
ويؤكد رضا كوثر، أن “بعض الشخصيات الكردية المعروفة ضمن الاتحاد الوطني الكردستاني تدعم تنظيماً كردياً جديداً اسمه (بخوبخش)، أي المتطوعين”، مرجحاً وجود تحالف “بين هذه المجموعة مع جماعة الرايات البيضاء”.
ويقول القيادي التركماني “لديّ مقاطع فيديو تؤكد وجود تلك الشخصيات مع التنظيم الجديد، التي هربت بعد دخول القوات الاتحادية الى القضاء قبل شهرين”. وأشارت الى أن “عدد أعضاء هذه الجماعة يقدر بين 400 و500 عنصر”.
فعل وردّ فعل
ومضت الصحيفة بالقول، إن “الاشتباك الاول الذي جرى بين (الرايات البيضاء) مع فصائل من الحشد الشعبي حدث مطلع كانون الاول الحالي، في مناطق تضم نازحين من العرب السنة بالإضافة الى نازحين كرد فروا من طوزخورماتو مؤخراً”.
وأوضحت، أنه “وقتها، دفعت هذه المعطيات بعض الجهات الى الاعتقاد بأن ما حدث في تلك القرى هو رد فعل من بعض النازحين على الاحداث التي شهدتها مدينة الطوز”.
وعزت أطراف كردية، ما حدث الى محاولات “استفزازية” ضد أهالي تلك المناطق لإفراغها من الكرد، بحسب الصحيفة.
ويقول ملا حسن كرمياني إنّ “عملية استهداف منازل ومحال الكرد تتكرر كل يوم، ويتم تفجير 3 منازل يومياً تابعة لنا”.
ويؤكد كرمياني، العضو الكردي في صلاح الدين، أنّ “الكرد هم المتضررون من الاحداث الاخيرة، نظراً إلى حجم النزوح”، لافتاً الى أنهم “عاشوا لسنوات طويلة مع التركمان من دون مشاكل”.
وشدد المسؤول المحلي على أن “بقايا داعش ومسلحين من النقشبندية هم من يقومون بضرب طوزخورماتو”.
وكشفت وسائل إعلام كردية، مؤخرا، عن تواجد 200 مسلح في منطقة (داود آوه) في أطراف قضاء طوزخورماتو، تسمى بـ (قوات التحرير). وأشارت الى أن “الهدف الاساسي لهذه القوات هو تحرير الاراضي التي انتشرت فيها القوات العراقية والحشد الشعبي”.
من جهته، أكد رضا كوثر أنّ “عملية جديدة ستنطلق للقضاء على المسلحين في مناطق خلف الجبل بعد وصول تعزيزات جديدة الى الطوز”. وشدد على أنّ “العمليات العسكرية لن تستهدف سكان القرى”، داعياً الأهالي الى “فضح المسلحين هناك”، وفق تقرير الصحيفة.
صحيفة المدى