الرئيسية / مقالات / قصتان مؤلمتان عن المآسي والوفاء في عراقنا الغالي

قصتان مؤلمتان عن المآسي والوفاء في عراقنا الغالي

السيمر / الجمعة 02 . 03 . 2018

القصة الأولى :

(( ومثلها حَدَثَت معي عام 2004 ))

في صيف 2004 عُدتُ من بريطانيا بعدغُربة دامت أكثر من 20 سنة لزيارة الوطن ، وعَرَجتُ على مدينة الكاظمية لزيارة ألأحباب وفي الطريق ناداني صوت من الخلف …..فؤاد …فؤاد وإذا ب جاسم ذو ال 60 عاما من العمر وهو زميل المدرسة في ثانوية الكاظمية ،وفي وضع يُرثى له من جميع الجوانب . وفي مقهى قريب جلسنا وبادرني وبدون مقدّمات خرجتُ من سجون البعث بعد سقوط الطاغية وقد أمضيتُ 12 عاما في ثلاث سجون في الناصرية وبغداد…قالها والحزن الممزوج بفرح اللقاء — سبحان إللي جِمَعْنا إبْغير ميعاد يافؤاد — هكذا كانت بداية اللقاء وبعد ساعتين تقريباً من اللقاء وقبل وداعه دَسَسْتُ مبلغاً بسيطاً في جيبه ،،،لكنه رفضها وبكى بكاءً حاراً ، وشاركته البكاء ،مما أثار إستغراب الناس من حوالينا وعدنا للجلوس هنية وبعد دقائق من الصمت عانقته على أمل اللقاء به مستقبلاً. تحياتي

فؤاد الاعرجي

القصة الثانية :

قصة حقيقية وليست من الخيال ولا تجد مثيل لها في اي من بلدان العالم …

احد الاساتذه المتميزين المتميزين في مجال الطب عاد الى الوطن – العراق و قررت الجهة التي اوفدته تكريمه ، دخل القاعة لتكريمه بعد عودته من الخارج بعد غياب اكثر من 15 عام .
وهو كبير استشاري امراض القلب في المستشفى الملكي في لندن عندما كان في الخارج قبل عودته
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير في السن جالس يفترش جرائده عند مدخل القاعة فتذكر ملامحه المحفوره في ذهنه واستمر في المشي ودخل القاعة وجلس سارحا مع بائع الجرائد المسكين .
وعندما نودي على اسمه في فقرة التكريم لتقليده بوسام الابداع قام من مكانه ، ولكن لم يتوجه الي المنصة بل توجه الي خارج القاعة والكل ينظر اليه في ذهول والنظرات تتابعه فذهب مسافة ووضع يده على بائع الصحف وامسك بيده فخاف البائع وقال له :عوفني يا ابني ماراح افرش هنا مرة اخرى،
قال: انت اصلآ ماراح تفرش مرة اخرى ،بس تعال معي ”
وظل البائع يقاوم بيد مرتجفة وكان الدكتور يمسك بيد البائع بكل قوته وهو يقوده الى القاعة ولاحظ البائع ان عيون الدكتور تدمع
وقال للدكتور :مابك يا ابني؟ ولم يتكلم الدكتور وقاد البائع حتى المنصة والكل ينظر اليه في اندهاش وبكى الدكتور بكاء شديدا وأخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده وقال للبائع :انت ما عرفتني يا استاذ”خليل “؟
قال : لا والله العتب على النظر وقال له :انا تلميذك “ضياء كمال الدين ” في المدرسة الاعدادية المركزية في بغداد وكنت الاول دائمآ وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966
ونظر البائع الى الدكتور واحتضنه ..
وقام الدكتور وأخذ الوسام وقلده للاستاذ ، وقال :هؤلاء من يستحقون التكريم … والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم …وإضاعة حقوقهم وعدم احترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية… انه الاستاذخليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية المركزية في عام ١٩٦٦ ؟؟؟ لله المشتكى ولله درك ياعراق ..

اختار النصين / سلام الدليمي

اترك تعليقاً