السيمر / الثلاثاء 20 . 03 . 2018 — الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الإثنين، السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، بـ”ابن كلب”، محملاً في الوقت نفسه حركة “حماس” مسؤولية استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة الأسبوع الماضي.
وهاجم عباس السفير الأميركي، في كلمة خلال اجتماع القيادة الفلسطينية برام الله قائلاً: “ديفيد فريدمان، ابن الكلب، وهو مستوطن وعائلته مستوطنة ويشغل منصب سفير أميركا في تل أبيب”.
كما هاجم الرئيس الفلسطيني الإدارة الأميركية، مشيراً إلى قرارها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقطع مخصصاتها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واعتبارها الاستيطان شرعياً.
وبخصوص استهداف موكب الحمد الله، قال عباس إن هذا الحادث “لن يمر”، لافتاً إلى أنه لو نجحت محاولة اغتيال الحمد الله ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية العامة ماجد فرج “لكانت نتائجها كارثية على شعبنا، وأدت لقيام حرب أهلية فلسطينية”.
وحمّل عباس بشدة على حركة “حماس” ووجّه لها كلمات قاسية، حيث وصف محاولة الاغتيال بـ”حادث آثم حقير قامت به حركة حماس في قطاع غزة، هذا الحادث ليس غريباً عليهم، وليس خارجاً عن تقاليدهم وعاداتهم فهم أول من اخترع في العالم العربي والإسلامي هذا النمط من الاغتيالات والقتل الذي بدؤوه في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ولم يغيروا هذا السلوك الحقير”.
وأضاف: “بصفتي رئيساً للشعب الفلسطيني، قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة، من أجل المحافظة على المشروع الوطني”.
وأشار عباس إلى “حرص دولة فلسطين وحكومتها على مصالح أهالي قطاع غزة”، ثم أضاف: “إما أن نتحمل مسؤولية كل شيء في قطاع غزة، أو تتحمله سلطة الأمر الواقع”.
ورأى أنه “لا يوجد طرفا انقسام، بل هناك طرف واحد يكرس الانقسام ويفرض سلطة أمر واقع غير شرعية”، مضيفاً أن نتيجة مباحثات المصالحة مع “حماس” هي محاولة اغتيال الحمد الله وفرج.
البيت الأبيض يندّد
في المقابل، ندّد البيت الأبيض، الإثنين، بالتصريحات التي أدلى بها عباس وما تضمّنته من “إهانات في غير محلها” بحق السفير الأميركي في اسرائيل، معتبراً أن الوقت حان لكي يختار بين “خطاب الكراهية” والسلام.
وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، جايسن غرينبلات إن “الوقت حان لكي يختارعباس بين خطاب الكراهية وجهود ملموسة، لتحسين حياة شعبه وايصاله إلى السلام والازدهار”.
“حماس” ترد
أما بشأن تحميل الرئيس الفلسطيني حركة “حماس” مسؤولية استهداف موكب الحمدالله، دانت الحركة، مساء الإثنين، “بشدة”، التصريحات التي وصفتها بغير المسؤولة للرئيس محمود عباس، وقالت إنه يعمد ومنذ فترة إلى محاولة “تركيع أهلنا في غزة وضرب مقومات صمودها في لحظة تاريخية صعبة وخطرة”.
وقالت الحركة، في تصريح وُزّع على الصحافيين، إن “ما يفعله (عباس) ليس استهدافًا لحركة حماس، وإنما محاولة لتقويض فرص النهوض بالمشروع الوطني وتحقيق الوحدة، وتعزيز فصل الضفة عن غزة والذي يمهد لتنفيذ مخطط الفوضى الذي يمكن من خلاله تمرير صفقة القرن ومخططات ترامب ومشاريع الاحتلال الصهيوني”.
واعتبرت “حماس” التصريحات والقرارات التي اتخذها عباس “خروجًا على اتفاقيات المصالحة وتجاوزًا للدور المصري الذي ما زال يتابع خطوات تنفيذها. ويتطلب ذلك وقفة عاجلة وتدخلًا سريعًا من كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله لإنقاذ المشروع الوطني ووحدة شعبنا والوقوف عند مسؤولياتهم تجاه ممارسات عباس المدمرة والخطرة”، وفق “حماس”.
وطالبت الحركة كل الجهات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية بالتدخل العاجل والمسؤول، لوقف هذا التدهور الخطر وتحمل مسؤولياتهم في منع وقوع الكارثة على المستوى الوطني الفلسطيني الداخلي، والمترتب على سياسة عباس وقراراته بحق غزة وأهلها.
وذكرت أن “إصدار عباس الأحكام المسبقة واتهامه المباشر لحركة حماس في حادثة موكب الحمد الله، في حين ما زالت الأجهزة الأمنية في غزة تواصل تحقيقاتها دون تعاون من حكومته، حرفٌ لمسار العدالة وسير التحقيقات”.
ودعت حركة “حماس” إلى “إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني؛ كي ينتخب الشعب قيادته ومن هم أهل لتحقيق الوحدة وتحمل المسؤولية ورعاية مصالحه”.
العربي الجديد