السيمر / الأربعاء 21 . 03 . 2018 — عاد تنظيم داعش الارهابي الى استخدام اساليبه القديمة لقتل المدنيين عن طريق نصب السيطرات الوهمية في المناطق التي تشهد غيابا للرقابة الامنية لاسيما طريق بغداد كركوك ، مما يدل على افلاس التنظيم الارهابي بعد هزيمته الكبيرة على يد القوات الامنية والحشد الشعبي في جميع المناطق التي كان يسيطر عليها .
ويتعرض اهالي قضاء طوز خورماتو ذات الاغلبية التركمانية (80 كيلومترا جنوب كركوك ) الى قتل ممنهج من قبل الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي ، اذ يرى مراقبون ان هؤلاء الارهابيين هم بقايا من التنظيم الارهابي في الحويجة وشرق قضاء الشرقاط الذين يعتبرون من اشرس الارهابيين واشدهم قسوة لاسيما بعد تحرير الحويجة وقضاء الشرقاط لم تكن هناك عمليات تطهير واسعة لبقايا التنظيم الارهابي، محذرين من قيام هؤلاء الارهابيين من القيام بعمليات ارهابية اكثر دموية في تلك المناطق في حال عدم ملاحقتهم وسحقهم.
وتعرضت عائلتين عائدتين من اعياد نوروز امس الثلاثاء الى القتل على الهوية على طريق بغداد كركوك من قبل تنظيم داعش الارهابي ما ادى الى استشهاد واصابة 21 مدنيا بينهم اطفال ونساء.
وقال مصدر امني إن “عصابات مسلحة قادمة من خلف جبال الطوز تعرضت لسيارة نوع (كوستر) فيها عوائل عائدة من سفرة سياحية من الشمال”، مبينا إن “حصيلة الهجوم ارتفعت الى 6 شهداء، ونحو 15 مصاباً بجروح متفاوتة”، مبيناً أن “بين الشهداء والمصابين أطفال”.
وأفاد مصدر أمني، في وقت سابق من امس الثلاثاء، بمقتل عائلتين، بالإضافة الى سائق عجلة لنقل النفط الخام، على ايدي “سيطرة وهمية”، جنوبي كروك.
وأضاف، أن “السيطرة الوهمية قتلت سائق عجلة خاصة بنقل النفط الخام”، مبيناً أن “الطريق الآن مغلق من قبل الجهات الأمنية”.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الحشد الشعبي وعناصر تنظيم داعش الارهابي على طريق بغداد كركوك بعد الحادثتين ما ادى الى غلق الطريق الرئيس.
قوات وعد الله ، اللواء الثالث والثلاثون في الحشد الشعبي ، كشفت عن سبب تزايد العمليات الإرهابية والخروقات على طريق بغداد – كركوك ، فيما اشارت الى ان قوات الحشد الشعبي تتهيأ الان وتعد العدة للقيام بعملية عسكرية كبيرة لتطهير مناطق جزيرة الموصل من فلول داعش .
وذكر المعاون الجهادي للقوات أبو علي البهادلي لـ(وان نيوز) ان” سبب الخروقات الامنية التي حدثت خلال الشهرين الماضيين لاسيما في الأيام الأخيرة ، هو انسحاب القطعات العسكرية المختلفة التي كانت ترابط على طريق الموصل وكركوك وبيجي” ، لافتا الى ان ، “هذا الانسحاب تسبب بفراغ امني كبير وبدأ الارهابيون يستغلون هذا الفراع لتنفيذ عملياتهم الاجرامية” مضيفا ان “ارهابيي داعش استغلوا هذه الظروف الامنية وقاموا بتنفيذ قرابة اربع عمليات ارهابية من خلال نصب سيطرات وهمية وهجوم على السيارات التي تمر على طريق كركوك واقتياد المواطنين الى قرية الغزلان في عمق جزيرة الموصل”.
وتابع ان “قوات الحشد الشعبي تتهيأ الان وتعد العدة للقيام بعملية عسكرية كبيرة لتطهير مناطق جزيرة الموصل من فلول داعش الارهابي والقضاء على الجيوب والثغرات التي يستغلها عناصر التنظيم” مبينا ان “المعلومات الاستخبارية تؤكد وجود بعض الارهابيين بين العوائل في المناطق المحررة”
وتقول النائب عن المكون التركماني نهلة الهبابي لـ(وان نيوز) ان “التركمان في قضاء طوز خورماتو يتعرضون الى قتل ممنهج من قبل عصابات داعش الارهابية والقوات الانفصالية وهذه العمليات جميعها تاتي تنفيذا لمخططات خارجية ضد المدنيين في قضاء طوز خورماتو من اجل الرجوع الى المربع الاول التي كانت تشهد الطوز عمليات ارهابية وتفجيرات يروح ضحيتها المدنيين”.
واضافت ان “هناك اجندات خارجية ومخابراتية تعمل داخل الاراضي العراقية بهدف زعزعة الامن والاستقرار في العراق، فلابد من ان يكون هناك حس امني من قبل الاجهزة الامنية والاستخبارية العراقية لتكون متيقضة وحذرة لاسيما في المناطق التي كانت متوترة ومستهدفة من قبل الارهاب كقضاء طوز خورماتو “، داعية القائد العام للقوات المسلحة الى اطلاق عمليات عسكرية لملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي في المناطق التي تشهد تحركات ونشاط للتنظيم الارهابي”.
واشارت الى ان “الحكومة الاتحادية للاسف منشغلة بالانتخابات والملفات السياسية وتاركة الملف الامني وقتل الابرياء حيث ان هناك جماعات ارهابية تنتظر الفرص والثغرات لاحداث عمليات ارهابية لارهاب المواطن وتخويفه “، مبينة ان “هذه المناطق تحتاج الى قوات امنية صارمة ومتمكنة لحماية الاهالي والمدنيين “.
واوضحت الهبابي ان “هناك ثغرات امنية في المناطق المحررة لاسيما المناطق المطلة حدودها على سوريا وتركيا فهذه المناطق رخوة فتحتاج الى قوات خاصة واعداد كبيرة لمسك الارض”، لافتة الى ان “هناك شخصيات متورطة مع داعش عادوا الى المناطق المحررة تحت مسميات الحشد العشائري وغيرها فهؤلاء هم من يشكلون خطرا على المناطق المحررة، فلابد من تفعيل الجهد الاستخباري لملاحقة هؤلاء الارهابيين”.
الهبابي اقترحت نصب مرابطات امنية بمسافات قريبة وكاميرات مراقبة على شكل بالونات على طريق بغداد كركوك لانه بات غير مؤمنا بشكل كامل لمراقبة الطريق وتامين المركبات التي تمر من خلاله”.
من جهته، اشار الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية فاضل ابو رغيف الى اسباب عودة السيطرات الوهمية على طريق بغداد كركوك يرجع الى ان عمليات التحرير لم تعقبها عمليات دهم وتفتيش لذلك المنطقة تكون خطرة لانها تمتاز بوعورة الطريق وتشعب الازقة بالنسبة لقضاء طوز خورماتو، فالارهابيين لاذوا بين النازحين والمدنيين والازقة وهذا يستلزم تكثيف الجهود لملاحقة الجماعات الارهابية”.
واضاف ان “هؤلاء الارهابيين هم بقايا من عناصر تنظيم داعش في الحويجة وايسر الشرقاط وهؤلاء الارهابيين فيهم صفة سلبية جدا اكثر من الدواعش الموجودين في الموصل حيث انهم يمتازون بالتطرف والتشدد والكفر التسلسلي وهذا يعطيهم صفة القتل العشوائي الشديد ضد المدنيين فهذا يتطلب عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق”.
واشار الى ان “هذه الحلات الاستثنائية التي حدثت لا تعني بان طريق بغداد كركوك غير مؤمن بشكل تام وانما حوادث تحدث في مناطق متقدمة فلا يمثل انهيار امني فالاجهزة الاستخبارية تعي خطورة هذا الموضوع لذلك باتت على مقربة من القاء القبض على الجناة”.
يذكر ان تنظيم داعش الارهابي قام يوم 9 من الشهر الجاري، بنصب سيطرة (حاجز أمني) وهمية على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، واستهدف المدنيين على الطريق مما أسفر عن استشهاد وإصابة 15 شخصا.
في حين اختطف عناصر التنظيم الإرهابي ، امس الأول ، 4 مدنيين وقتل اثنين اخرين بعد نصب سيطرة وهمية في قرية تابعة لقضاء الحويجة بمحافظة كركوك.
وان نيوز