السيمر / الجمعة 23 . 03 . 2018 — وعود “عرقوب” والولائم باتا متلازمان مع اقتراب كل انتخابات في العراق بعد 2003.
وعرقوب هو [رجل من العماليق كان يعد الناس و يخلف الوعد، ولا يفي بوعده]، و”لقد كان له أخ ذهب إليه يطلب منه شيئاً، فقال عرقوب: إذا اطلعت هذه النخلة فلك حملها، فلما أخرجت “طلعها” أتاه، فقال له: دعها حتى تصير “بلحاً”، فلما أبلحت أتاه، قال له: دعها حتى تصير “رُطباً”، فلما أرطبت قال له: دعها حتى تصير “تمراً”، فلما أتمرت، قام عرقوب بجذّها بالليل قبل أن يأتي أخوه في الصباح، فلما جاء أخوه في الصباح ليأخذ التمر لم يجد شيئاً، و لهذا قالوا فيه: مواعيد عرقوب، فأصبح عرقوب- ولايزال – مَضرِبَ المثل بالوعود وعدم الوفاء”.
ويكثر هذه الايام العراقيب – ان صح التعبير- وربما أشنع منه فيحاول السياسيون والمرشحون للانتخابات في إطلاق وعود تتنوع مآربها ومشاربها لكن لا يفون بها بعد الفوز والظفر بمقعد نيابي أو تنفيذي وأحياناً قد يكون حتى خارج صلاحيتهم.
وبعد تكرار أكثر من تجربة انتخابية باتت مشاهدها معروفة لدى الناخب العراقي، فتتصاعد حمى التنافس الشريف وغيره والتسقيط والبحث عن الزلة، وبشتى الطرق لإزاحة الخصوم عن الساحة من اجل كسب الأصوات.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة وسلاحاً- على حد سواء- للساسة والمرشحين كونها أسرع من وسائل الاعلام التقليدية لاستخدامها الواسع من قبل المواطنين في داخل العراق وخارجه.
وفي المقابل لا يمكن تجاهل حرص كتل وقوائم – دون تسميتها- على تقديم برامج انتخابية أكثر واقعية بعد قراءة المشهد السياسي بعمق مع الأخذ بنظر الاعتبار تعقيدات المنطقة ووضع العراق الجديد الذي حسم المعركة ضد داعش منتصراً بدماء وتضحيات أبناءه.
ولا تخلو المرحلة المقبلة من تحديات جسيمة لا تقل خطورة عما قبلها وأبرزها مكافحة الفساد وإعادة إعمار العراق.
ويستعد العراق يستعد لخوص خامس تجربة انتخابية ورابعة للبرلمان بعد 2003 والمقررة في 12 من شهر آيار المقبل أي بعد أقل من 50 يوماً.
ويتصدر العراق الدول الأكثر فساداً منذ أعوام، وفق منظمة الشفافية الدولية، ما سيجعله أمام معركة مصيرية لمحاربة الفساد ربما تكون أكثر خطورة من داعش اذا ما اراد مواكبة المجتمع الدولي.
أما ملف الاعمار فانه يحظى بلا شك دعماً دولياً توج بمؤتمر عقد في الكويت في منتصف شباط الماضي وجمع نحو 30 مليار دولار وان كان أقل من طموح الحكومة العراقية التي أعلنت حاجتها لـ 88 مليار دولار، لإعادة البنى التحتية للمحافظات المدمرة بسبب الحرب على داعش.
ولن يكون إنعاش الاقتصاد أقل شأناً لاسيما مع ارتفاع مؤشرات البطالة الى مستويات قياسية مع انخفاض اسعار النفط وتوقف الوظائف الحكومية، بالاضافة الى تواجد نحو 3 ملايين نازح في مخيمات الايواء والنزوح بانتظار عودتهم.
كل هذه التحديات الجسيمة وغيرها ستكون اختباراً كبيراً لكل مرشح فهي أكبر من مجرد وعود “عرقوب”.
وسيخوض 320 حزباً سياسياً وائتلافا وقائمة انتخابية الانتخابات بـ 6904 مرشح.
وتتوزع عدد المقاعد المخصصة لكل واحدة من محافظات العراق والتي سيتنافس عليها المرشحون، حيث توزعت المقاعد النيابية البالغة 329 عليها كما يلي: أربيل 16 مقعدا، الانبار 15، البصرة 25، السليمانية 18، القادسية11،المثنى 7 مقاعد، النجف12، بابل17، بغداد 71، دهوك12، ديإلى 14، ذي قار 19، صلاح الدين 12، كربلاء 11، كركوك 13، ميسان 10 مقاعد، نينوى 34، واسط 12 مقعداً.
ومن طرائف المشهد الانتخابي التي تتكرر اقامة مآدب الطعام والولائم الدسمة من قبل بعض المرشحين لكسب أصوات انتخابية ما يتسبب بارتفاع أسعار المواشي فضلا عن توزيع هدايا ووعود بوظائف وفرص عمل ولا ننسى الهدايا العينية.
وتحاول مفوضية الانتخابات هذه المرة إجراء الانتخابات ألكترونياً واعلان النتائج بعد 24 ساعة من الاقتراع.
أين نيوز