الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / ثلاثة مرشحون شيعة يتنافسون على رئاسة الوزراء.. الغلبة لمن؟
الصورة بعدسة جريدة السيمر الإخبارية / بغداد ... الكرادة / منطقة 62

ثلاثة مرشحون شيعة يتنافسون على رئاسة الوزراء.. الغلبة لمن؟

السيمر / الاحد 22 . 04 . 2018 — رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي وهادي العامري، امين عام منظمة بدر، ثلاثة مرشحين للانتخابات العراقية يتنافسون بشدة على رئاسة الحكومة العراقية.
منذ الإطاحة بالدكتاتور صدام حسين في عام 2003، منح الدستور العراقي صلاحيات رئيسية لرئيس الوزراء، وهو منصب لطالما كان من نصيب الشيعة. وفي أطار نظام الضوابط والتوازنات المصممة لتجنب العودة الى الدكتاتورية، يتعين على الفائز بالانتخابات البرلمانية التي ستجري في 12 آيار المقبل، أن يشكل تحالفات مع قوائم شيعية وسنية وكردية – إن رغب في ذلك – لتأمين الاغلبية البرلمانية التي تؤهل لتشكيل الحكومة.
وكان اثنان من المرشحين الذين يتصدرون القوائم يتنافسان بشراسة لاسيما انهما من مهندسي النصر ضد داعش.
استلم حيدر العبادي (66 عاماً) استلم مقاليد الحكم من سلفه المالكي في عام 2014. وبفضل القتال الذي ادى الى النصر، أهل العبادي بإسكات منتقديه الذين كانوا يعتبرون انه يفتقر للخبرة العسكرية.
العبادي، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة مانشستر في بريطانيا، ينتمي الى حزب الدعوة الذي يدير امانة الحزب نوري المالكي. العبادي مدين حتى اليوم بموقف المرجعية الداعم له فضلاً عن مجموعة سياسيين شيعة بارزين في العراق اوصلوه لسدة الحكم، ناهيك عن الإجماع الدولي.
فنار حداد، باحث كبير في معهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة الوطنية يقول “العبادي مقبول من جميع الأطراف من بينهم الإيرانيين والإمريكيين وحتى السعوديين”.
وبوصف العبادي المسؤول الرسمي للجيش العراقي، عزز الروح المعنوية من خلال التعامل مع المدربين الأجانب الذين ساعدوا على إضفاء الطابع المهني لعشرات الآلاف من الجنود.
وتحت سمعه وبصره، شارك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش، تاركاً الارهابيين في مساحة محصورة الى حد كبير في المناطق القريبة من الحدود السورية التي يجري قصفها اليوم بطائرات (F-16) عراقية.
وضغط الجيش العراقي في ظل حكم العبادي على الاكراد في محافظة كركوك بعد ان اقدم الاخير على الانفصال عن العراق من خلال اجراء استفتاء فاشل، مما عزز هذا الحال مكانة العبادي المرشح الأبرز للفوز بالانتخابات.
يقول المحلل السياسي عصام فيلي “العبادي لديه قاعدة شعبية تجاوزت الطائفية والعرقية، ويتحدث عن محاولته لمحاربة الفساد”. فيما قال حداد “لايزال العبادي هو المنافس الابرز لكنه ليس قوياً بما فيه الكفاية ليفوز بكل شيء”.
المنافس الأبرز للعبادي، هادي العامري، امين عام منظمة بدر والقيادي البارز في الحشد الشعبي الذي لعب دوراً محورياً في هزيمة داعش. العامري المنحدر من محافظة ديالى، خريج قسم الاحصاء من جامعة بغداد، فر الى ايران في عام 1980 بعد ان أعدم صدام حسين رجل الدين البارز في حينها محمد باقر الصدر.
ويُنظر على نطاق واسع الى صاحب 64 عاماً على انه مرشح طهران المفضّل. اذ قاتل العامري الى جانب القوات الايرانية قوات نظام صدام حسين خلال الحرب الايرانية العراقية من 1980 الى 1988 كجزء من منظمة بدر، وعاد من منفاه بعد الاطاحة بنظام صدام.
خلال تولي المالكي رئاسة الوزراء في الفترة من 2010 الى 2014، كان العامري وزيراً للنقل وسعى الى تولي منصب وزارة الداخلية لكن تم إبعاده بضغط امريكي. ارتدى العامري الزي العسكري تاركاً لباسه المدني في عام 2014 بعد ظهور تنظيم داعش، معلناً انه مقاتل ضد الارهاب.
وفي جبهة القتال، عمل جنباً الى جنب مع صديقه القديم قاسم سليماني الذي يدير فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني.

“الجوكر”
يقول حداد إن العامري ستكون له يد قوية في مفاوضات ما بعد نتائج الانتخابات لكن من المرجح ان يظل تشكيل الحكومة بيد حزب الدعوة وعلى الارجح العبادي الأوفر حظاً.
وبعيداً عن مؤهلات العامري العسكرية، فقد تعززت جاذبيته السياسية على يد الحشد الشعبي الذي اوصله الى ما هو عليه الآن.
ويرى المحلل فيلي، أن العامري مع انقسام حزب الدعوة، ظل وحيداً، فرئيس الوزراء العبادي الاوفر حظاً للبقاء بولاية ثانية، يميل الى تشكيل حكومة مدنية معتمداً على النجاح العسكري المنسوب له.
المرشح الثالث، نوري المالكي 68 عاماً الذي فقد كل شيء تقريباً منذ ان اُجبر على ترك منصبه في عام 2014 بعد ان مضى ثمان سنوات رئيساً للوزراء. وبينما لايزال قائداً بارزاً في حزب الدعوة، يتهمه كثيرون بتهميش السنة واستفحال الفساد في ولايته.
ويقول فيلي في هذا الشأن “يحاول المالكي تركيز جهوده على مناطق نفوذ حزب الدعوة، ليستمد قوته منها ويحاول بين الحين والآخر الاقتراب من الحشد الشعبي للبقاء في دائرة الضوء”. لكن فيلي يرى ان فرصة المالكي في تنسم منصب رئاسة الوزراء ضعيفة جداً.
ويعتقد حداد، أن المالكي بعيد تماما الان عن الفوز في رئاسة الوزراء، فيما سيكون للعامري دور في الانتخابات المقبلة ومنافس لرئاسة الوزراء.

المصدر: JOURNAL DIGTAL
ترجمة: وان نيوز

اترك تعليقاً