أخبار عاجلة
الرئيسية / دراسات ادبية وعلمية / الصيام في الجزائر سنة 1853

الصيام في الجزائر سنة 1853

السيمر / الأربعاء 16 . 05 . 2018

معمر حبار / الجزائر

النص الذي نقوم بترجمته ونضعه بين يديك يبيّن حالة رمضان وكيفية الصيام لدى المجتمع الجزائري أثناء بداية الاستدمار الفرنسي كما رآه ونقله الفرنسي Eugène Daumas في كتابه: “Mœurs et coutumes de l’Algérie ” Editions ANEP, Algérie , Contient 257 PAGES.
والمقصود من ترجمتنا هو تقديم صورة عن رمضان والصيام كما كان يمارسها الجزائري بفطرته النقية السّليمة معتمدا على ما تعلّمه بالممارسة اليومية وما نقله عن فقهاء وعلماء الجزائر يومها ، هذا من جهة.
من جهة ثانية يبيّن النص اهتمام المستدمر الفرنسي بأدقّ تفاصيل المجتمع الجزائري من عقيدة وعادات وتقاليد والتي بناها عن علم ودراية كاعتماده على كتاب “سيدي خليل” وإتقانه الجيّد للّغة العربية وتجربة ميدانية مكّنته من العيش داخل المجتمع وضمن أفراده لسنوات طوال باعتباره جاء للجزائر سنة 1835 وكتب هذا الكتاب سنة 1853، ويعرف الأمير عبد القادر معرفة جيّدة ونقل عنه التفاصيل الدقيقة العجيبة. ومما جاء في الفصل وحسب ترجمتي:
شهر رمضان هو الركن الثالث من الإسلام المبني بدوره على خمسة أركان. يتم صيام شهر رمضان برؤية عدلين لرؤية للهلال، والصيام واجب على كلّ المسلمين من طلوع الشمس إلى غروبها. وجوب النية للصيام.
أثناء الصيام تمنع القبلة واللّمس والأفكار السيّئة التي تفقد الرجل قوته، والامتناع نهائيا عن أيّة علاقة مع الزوجة. الصائم من رجل وامرأة لا يحقّ له أن يذوق الطعام، ولا يستعمل أيّ دواء لأسنانه التي تؤلمه، لأنّ كل شيء يدخل المعدة مهما صغر يبطل الصوم. تحدّث عن الكحل وعن دخان التبغ وقال يفطر وليس دخان الحطب المستعمل في تحضير الطعام و الخبز .
ومن سهى وأكل في رمضان عليه الكفارة، من إطعام 60 فقير، أو صيام شهرين، أو عتق رقبة. والشيخ الطاعن في السّن يفطر ويطعم عن كلّ يوم لم يصمه. وفي حالة المرض يمكن إعادة اليوم أو الأيام التي لم يصمها، مع أخذ رأي الطبيب أو شخص يوثق فيه. المرأة الحامل، أو النفساء أو المرضعة لا تصوم ، ونفس الشيء ينطبق على المجنون أو المجنونة. والرجل إذا أرغم زوجته على العمل يمكنه أن يأذن لها بالإفطار.
إذا لم يستطع الصيام أثناء الحرارة الشديدة أفطر وعوّض اليوم بالإفطار وأعاد اليوم الذي لم يصمه. الذي ينتهك رمضان يضرب، ويسجن، وتفرض عليه ضريبة، حسب اجتهاد القاضي.
الإفطار بعد غروب الشمس على حبات تمر أو الماء أو شربة، مع ذكر الدعاء “يا رب صمت طاعة لك، وأفطرت لآكل من طيباتك، اغفرلي ذنوبي السّابقة والآتية”.
والأكل أثناء الغرب مخالفة لليهود الذين يواصلون الصيام إلى غاية فوات ثلاثة أرباع من اللّيل، ونتسحر ، وفي الفجر نعاود الصيام.
ولا يكفي هذا، لا بد من الامتناع عن الكذب، وكلّ السّلوكات السيّئة، وعدم ارتكاب المحرمات عن طريق العين، والأذن، واللّسان، واليدين، والرجلين.
وفي رمضان خاصة وفي كلّ صباح يقول اللّسان للإنسان: ” كيف تقضي يومك؟، جيد إذا خفت الله فينا”، يرد الإنسان. وفي المساء تقول له أيضا: “كيف قضيت يومك؟”، يرد الإنسان: “جيد، إذا لم تخالفينني”.

اترك تعليقاً